أنت, ما أنت؟
أجمل حب هو الذي يأتيك أثناء بحثك عن شيء آخر"
أحلام مستغانمي
ألم نلتق و نحن نبحث عن شيء آخر؟ ألم نلتق صدفة؟
ألهذا حبك قوي إلى هذا الحد؟
ألهذا لا أحتمل أن أفكر فيك.. و لا أحتمل أن أنساك؟
ماذا أفعل؟
في نهاري.. أنت معي في الطرقات.. ففي كل الأماكن, يسكن عبيرك.. و فيَ منذ ملايين السنيين تستوطنين.
و في ليلي.. تسكنني جراحي.. و أنت و بعض من بعضي.
من سمح لك أن تحجزي مكانا في عقلي أكبر آلاف المرات من قدرتي على التفكير؟
من سمح لك أن تحجزي مكانا في قلبي أكبر آلاف المرات من قدرتي على الاحتمال؟
من سمح لك أن تخطي.. بأصبعك على جدار القمر؟
من سمح لك أن تنقشي.. اسمك على جدار القلب.. و في عتمات القدر؟
من سمح لك أن تسلبيني.. مني؟
من سمح لك أن تكوني كل الياسمين و الزنبق.. ؟
من سمح لك أن تكوني ليلي, نهاري.. و كل أحلامي؟
من سمح لك أن تكوني في كل ما أفعل, و لا أفعل, في كل ما أقول, و لا أقول.. في ذهني.. في قلبي.. و فيَ كلي؟
من سمح لك أن تعبثي بكل أجزائي.. أن تبعثريني؟
من سمح لك أن تكوني هوائي.. مائي.. و حبيبتي؟
من سمح لك بالمغادرة.. بالبقاء بعيدا؟
بالله عليك قولي لي.. من سمح بكل ذلك؟
"حُبُّكِ ينمو وحدهُ
كما الحقولُ تُزْهِرُ
كما على أبوابنا ..
ينمو الشقيقُ الأحمرُ
كما على السفوح ينمو اللوزُ و الصنوبرُ
كما بقلب الخوخِ يجري السُكَّرُ ..
حُبُّكِ .. كالهواء يا حبيبتي ..
يُحيطُ بي
من حيث لا أدري به ، أو أشعُرُ
جزيرةٌ حُبُّكِ .. لا يطالها التخيُّلُ
حلمٌ من الأحلامِ ..
لا يُحْكَى .. و لا يُفَسَّرُ .."
نزار قباني
ما عدَت أحتمل.. حتى الهواء يذكرني بك.
ليس القادم من الشمال فقط.. و إنما كل الهواء..
إن تنفستك.. أحترق, و إن منعت نفسي أختنق..
أنت حلم حلمته.. و ليتني ما حلمته.. حلم يمتد آلاف السنيين.. أذكر منها ثمانية عشر عاما فقط.
أنت نقش الزمان.. فيَ.. وفي أيامي.. نقشه مؤلم و عتيق.
أنت نقش المكان على أجفاني.. و نقشٌ على الجفون هو الذاكرة و الذكرى.
أنت عمرٌ.. بشكل امرأة.. و امرأة بها عمري.
ماذا أفعل لأنساك.. و هل نسيان النسيان أمر مُحتمل؟
قولي لي, ماذا أفعل.. لأهواك.. لأقتل حلمي.. لأهجرك و أمضي؟
الآن اكتمل العدد.. أهلي, أنت و الوطن..
ثلاثة لا أعيش بغيرها..
فأمي الحبيبة جل ما أملك.. و أبي الصبور هو عنواني.
أما وطني, فقد ترعرع فيَ منذ زمن.. و صار واحدا من أضلعي.. صار كياني.
و أنت.. آه منك أنت, أنت ما أنت؟ أمي, أبي, و أخواني..
أنت ما أنت؟ وطني.. قيود اليد اليمنى.. أم جذور تمتد في أوصالي؟
أنت حبيبتي.. وطن في وطني.. و عنوان لكل أفراحي.. و أحزاني.
بدونك, ما عدت أعرف نفسي..
بدونك, لا أدري ما أنا.. جسد مسجى, أم روح بلا جسد؟
بدونك, ما عادت الشمس تشرق في بلادنا.. و لا طل القمر.
بدونك, ما عاد للحمائم هديل.. و لا للأزهار عبير
بدونك, غابت حواسي.. و تناثرت بقاياي.. فوق أحلامي
بدونك, ما عدت أبكي.. ما عدت أضحك.. و لا عاد لي فرحي و لا حزني.
بدونك, ستبقى الورود نائمة.. و سيبقى العطر بلا رائحة.
بدونك, لا يحرق الدمع.. لا يخفق القلب.. لا..
بدونك, ما عاد في الأيام أيام..
بدونك, سيبقى ليلي مستيقظا.. و أحلامي نائمة.. كالأميرة
ألم يئن الأوان آنستي, عودي لي.. عودي
و في الختام..
اعذروني, فكلما جلست لأعد طبقي الذي وعدت أن أقدمه.. أجدني لا أكتب إلا حروفا ثلاث.. و لا أرسم سوى تلك العينين العميقتين..
لا أدري هل تقدم بي المرض إلى هذا الحد.. هل تقدم بي الإدمان إلى هذا الحد؟
جل ما أعرفه, هو أن عالم من أحب ليس كعالمنا.. أخذتني إلى هناك.. و تهت و ما عدت أعرف طريق العودة.. فأعذروني.
"أكثرُ ما يعذّبني في حُبِّكِ..
أنني لا أستطيع أن أحبّكِ أكثرْ..
وأكثرُ ما يضايقني في حواسّي الخمسْ..
أنها بقيتْ خمساً.. لا أكثَرْ.."
نزار قباني
يتبع.. لا أدري ما الذي سيتبع.. أرجو أن تنمو أبجديتي.. لتصبح أكثر من حروف اسمك الثلاث.
أحمد صالح
21/4/2007