من أوراق ورديحينما بدأت أكتبك ضاعت أبجديتي.. وتاهت في رحيق لحظاتك
ياأيها الحب المجندل من بلورة الحب المرفرف بأنفاسك إلى أين أفر من أشواقك التي تطاردني كحبات المطر..أحبها وأفر منها.. وأخشى البلل...
سقيتك ذات يوم لغة لاتشبه الرحيق ولا الياسمين .. ولم تكن تشبه الياقوت ولا الارجوان.. لغة لااعرف كنهها ..
إنما هي لغة تتقاطر كالحلم الوردي حولي يرفُّ طويلا وينعكس بهاءً وضياءً وأثيراً هنا وهناك..
آه ماأجملك!
وأنا ارتشف الكلمات العذبة من شفتيك كأنها قطعة من السكر ذائبة .. أو هي نفحات من العطر أنعشت فيَّ الكون المتفجر بغيابك..
أين أنت في هذه الزوايا الرائعة؟
لم أكن أعلم أنك الروعة المنتقاة.. والسوسنة المجتباه.. وفلذة الحب المختبئة في حناياي الضائعة فيك منذ زمن !!
وتهاديت كالرباب الجميل تصاحبك أنشودة عذبة كالطيف.. ولاأدري أيهما أجمل أنتَ أم هي ؟؟
أحبكَ.. ولم أكن أعرفها غير أنها سرت واثقة الخطو .. في دلال ذليل.. وامتطاء صعب!
أترى سنقطف تلك الثمار الشهية التي سكنت في حديقتنا الغناء ؟؟
ولاأدري أيها أشهى ..عندما أقتطفها أم عندما أُسكنها في يديك؟؟
بقلبي تلك اليدين الراجفتين بشوق يطير..
ماأجمل جناحيه يحلق حولي كالضياء..
لا........ بل كالنعيم
آه.. ماأبرد ناراشتياقك!
أُترى مايزال الليل يحملها معه قناديلا معلقة يستهدي بها لواعجه المتيمة.. المنزوية في كل زواياه؟
ياليل طل.. زد في اشتياقي..لاتبدأ في اللقاء
فأنت واحتنا السمراء ننهل منك أساطير الوداد ألوانا.. ونتفئ في هجعاتك السحرية أشياء من الوجد..والهجر والشوق.. والالهام............. وأشياء من الوحي وأشياء.
أشياءً وأشياءً تنثال حولنا تباعا.ً. تباعا كاليمام المغرد بالزهو.. بالزهر..بالرحيق.. بالعطر.. بالمطر..
ورائحة الليمون والزنجبيل..
أو رائحة السنديان والخزامى............ لاأدري إنما هو شذى وعبير سماوي رفّ حولنا كالخميلة.. كالحرير
وأنا وأنتَ كطفلان شقيان نفر هنا.. وهناك .. من تلك الانتثالات- قد روَّعتنا- ولم نعتد على الحب قط!
شقي أنتَ.. ماأشجعك!
بهي أنتَ.. مااروعك!
قد عرفت الآن أنكَ من ثوّر اللغة لتكتبكَ..
وأنكَ من أيقظ الوجدان سنابل تؤتي أكلها كل حين كلما سقيتَها من معانيك الغائرة.. روائع كانت في الدنى غائبة
أنتَ من بعثر الشوق تائها .. لايستقر على فنن إلا.. وحلق كالمجنون بين سرابات الطيور!
أنت أشرقت الغدير بمائه.. وجعلته يُنكره!
ينكر ماءه!
ماذا سكبت فيه؟
مالذي غيّره؟
أهي الأطياف التي تطايرت من أعطافك... أم هي الاوردة المفعمة بالحب انثالت دون أحنائك ؟!
من أنتَ؟
لاأعرف من أين أتيتَ.. وكيف صاغتك الحياة ؟
ألستَ الذي استقى منه الورد رقته؟
ألست من سرق الماءُ منه صفاءه؟
أم أنتَ الاخضرار الساكن في الاوراق.. والقطر العابئ من روْح السحاب ؟
أو ربما نفثة السحر في القزح...
لست أدري أي شئ أنتَ !!
إنما أنت العذوبة التي أتلمظها ولاأعرف من أين !
وأنت الحس الشفهي العذري الذي لم أعرفه قبل !
أنتَ ربما أنتَ..............
ربما أنا
وربما أنا.............
أنتَ
لا...............
أظن أننا لسنا من هنا..........
فلنغادر..
فلنهاجر..
حيث يسكننا الضوء على جناح الريح إلى قلب الحياة المفعمة بنا....
خلف الافق .