|
أمن شذ ا يثربٍ هبَّت ؟ فثــار دمي |
تلك النُّسيمات أحيت ميِّت الهممِ |
أم أيقظ الشوقُ ذكرى مـن أحب أنا ؟ |
وهيَّجَ الوجدُ روح العاشق الوجِم |
ما لي أرى الدَّمع مـن قيد العيون همى ؟ |
من حُرقة الرُّوح أم من جذوة الألمِ ؟ |
لو غاب عــن خافقٍ ولهــان طيفهم |
لأصبح القلب كالمعتل مـن سقمِ |
حبُّ النسـوغِ لِعطر الأرض إن وجمت |
وشـوقُ طفلٍ لضرع الأم إن تَصُمِ |
لو أن مــــن جنبات الروض آنسني |
بعض الأريج وأنســام مع الدِّيم |
لكنت أهديت روحي مـــا تتوق له |
لتنتشي من كؤوس العشق والِحكم |
من يثرب الخير يجني الشهد مبتهجــاً |
عسى تُداوى جروح الدامع الكَلِمِ |
يعيش كالطير لا تُضنيه نائبـــــة |
والروح تهتف فوق البيت والحرم |
واحرَّ قلباه يـا طــــه إذا هرعت |
قوافل الخير نحـــو الأجر والنِّعم |
يفرُّ مــن أضلعي كالطير من قفصٍ |
كالصَّقر يَهبطُ للظبيات مـن قمم |
قلبي المشوق الذي تبكيــه نائحــةٌ |
أو شدو تائهــةٍ في غيهبِ الظُّلَمِ |
ما اسطاع يخفي تباريح الهوى أبـــداً |
من كابَد الحب مـا ظني بِمنفَطم |
أتيـت حررتنــا مــن رقِّ أنفسنا |
ومن شريعة أهل الغـاب والصَّنم |
نامــي حمائمنا وابـنِ العشوش فلن |
ترقى إليك يَــدٌ في الأشهرِ الحُرُم |
وزغردي يا شجيراتٌ بأرضِ مــنى |
فالغيثُ آتيكِ بالأسحارِ والظُّلَـمِ |
حفَّتك رحمــــة هادينا بِطلعتها |
وإن دعاكِ فَلبي واصل الرَّحــمِ |
يا مالىء الأرض عدلاً والقفار نــدىً |
ومنقِذَ الناس مـن أسياط مُحتكم |
يا ناشر الحُــبِّ صُغتَ الحبَّ مُتَّئداً |
فَأيقظ الصِّدقُ أهل الكأسِ والنَّغمِ |
وحنَّ حين فارفتــه جذعٌ بذي سلمٍ |
قليتني الجذع ألقى روعـة الَكِلمِ |
وليتني الماء يجري مـن أصابعــه |
وألثم الطُّهر مــن مستودع الكرمِ |
طوبى لعينٍ رأت أو أصبعــاً لمست |
طوبى لغارِ حرا والترب مـن إضَمِ |
ما أجمل العيش في أكناف صحبتـكم |
أفيقي يا نفسُ يا قلبَ الوجيعِ هِمِ |
أعجزت بالقول – لما قلت - أبلغنا |
بمنهج الوحي لا بالسِّفر والقلـم |
حتى غدونا تهـــاب الروم موكبنا |
والفرس خوَّفهـا ربعيُّ |
فابشري يـا روابي السِّند وابتهجي |
آتيك أفضلُ مــن يمشي على قَدَمِ |
آتيك نــور الهدى بالراكبين على |
سُرج الخيول بناة الفكــر والقيم |
صدَّقت يــا أيها الصديق أصدقنا |
فصرت كالبدر نوراً في ذرا الأكم |
وصـار صـوتُ أبي حفصٍ تردِّده |
الراسيـات |
وصار عثمان ذو النورين مـن ورعٍ |
يُصغي لتسبيح حبِّ التَّمر والطَّلَمِ |
وذا علي بعون الله نخَّ لـــــه |
في خيبرَ البـــابَ نّخَّ العيرِ لِلُّجَمِ |
كـــذا بلال بجنات العلا سُمعت |
أصوات مشيته مـن أصدق الأمم |
بُشِّرتَ في جنَّةٍ أنهـــارها عسلٌ |
أخلصتَ للطُّهر فارقَ اليومَ وابتَسِمِ |
هذا هو الحب يا قيس أتعرفــه ؟ |
كما عرفنـاه أم ما زلتَ في صمم ؟ |
محمــد كان في الدُّنيا الضياء لنا |
وهو الشَّفيع لنـا في الموقف العمم |