|
زَلولُ الماءِ يُنْهِـرُه الغمـامُ |
ونورُ البدرِ يُظْهِـرُه الظـلامُ |
ولو لم تَفجَأِ الأرزاءُ قومًـا |
لما مِيـزَ الأكـارمُ واللئـامُ |
لأهلِ الغَدرِ في السَّراءِ سِتْـرٌ |
وفي الضَّراءِ ينكشفُ اللثـامُ |
فيرمي الجارَ غـدارٌ دنـيءٌ |
ويحمي الدارَ مقدامٌ هُمـامُ |
ولمّا كانت الأذنابُ خَلْفًـا |
ذَمَمْنا الخلفَ وامتُدِحَ الأَمَامُ |
لقد وَرِمَتْ أنوفُ الرومِ عُجْبًا |
غداةَ غَزا العراقَ العَمُّ سـامُ |
وما عَلِمَ الفرنجةُ ما عـراقٌ |
وما يمنٌ ومـا نجـدٌ وشـامُ |
ولو علموا لما قَدِموا، أَتَغْشى |
عرينَ الأُسْدِ عالمـةً نَعَـامُ؟! |
بلادُ المسلمين يَطِيـبُ تـارًا |
وتارًا لا يُطاقُ بهـا المُقـامُ |
فيومَ تُزارُ يحلو العيشُ فيهـا |
ويومَ تُثارُ فالمـوتُ الـزُّؤَامُ |
غزانا الرومُ يحدوهمْ مجـوسٌ |
وعند أولاءِ لا تُرعى الذِّمـامُ |
غَزَوا يرجون إثخانًا وغُنْمًـا |
فكان الغُرْمُ حَظَّهُمُ وخامـوا |
وقد شاكُوا فلو قامُوا لأَدْمَوا |
كُعوبَهُمُ ولو قَعَدُوا لَقَامُـوا |
حَبَسْناهُمْ هُنا في حَيْصَ بَيْصٍ |
فلا نَصرٌ يُنـالُ ولا انْهِـزامُ |
إذا ما قَعْقَعُوا هُجْنـا إليهِـمْ |
كآسـادٍ يُهَيِّجُهـا بُـغـامُ |
لَهُمْ في الكَرِّ أفئـدةٌ رِقـاقٌ |
وعند الفَرِّ أقْفِيَـةٌ ضِخَـامُ |
فَأَصْمَى طِفْلُنا لمّـا رآهـمْ |
ظباءً ليس تُخطِئُها السِّهـامُ |
تسوقُهُمُ صفائِحُنـا لِيُؤْتَـوا |
صحائفَ كُلُّ ما فيها أَثَـامُ |
صحائفَ مُخْزِياتٍ ليس فيها |
صلاةٌ أو زكـاةٌ أو صيـامُ |
وبَشَّرَهُمْ نذيرُ الشؤمِ كَيْمَـا |
يُثَبِّتَهمْ إذا حَمِـسَ اللِّطـامُ |
بِنَارِ الحربِ تَخْبُو في ليـالٍ |
فلَقَّنَّـاهُ أنّ اليـومَ عــامُ |
تَصَلَّى الرومُ حَرَّ القتلِ حتـى |
تَفَشَّى اللومُ فيهمْ والخِصـامُ |
فباتُوا بين مَهْجُـوٍّ وهَـاجٍ |
وإنَّهُـمُ لمِـنْ قَبْـلُ النِّـدَامُ |
يقومُ حكيمُهُمْ فِيْهِمْ خطيبـاً |
وفي فِيْهِ الحشيشـةُ والمُـدَامُ |
هُمُ في أرضنا رجسٌ فلسنـا |
على تطهيرها مِنْهُـمْ نُـلامُ |
تَوَلَّى الناسُ عنا فاعتصمنـا |
بحبـل اللهِ، ذاكَ الاعتصـامُ |
لنا ربٌّ عظيـمٌ ذو مِحـالٍ |
له بطـشٌ شديـدٌ وانتقـامُ |
ومِنّا أحمـدُ الهـادي نبـيٌّ |
لِرُسْـلِ اللهِ قُـدَّامٌ خِتـامُ |
لنا القرآنُ دستـورٌ ونُـورٌ |
وآدابٌ وطـبٌّ و احتكـامُ |
لنا الصِّديقُ والفاروقُ فخـرٌ |
وذو النورين والصِّهرُ الإمـامُ |
لنا كلُّ العراقِ وكـلُّ أرضٍ |
يعيش الجنُّ فيهـا والأنـامُ |
لقد نادى المنادي فاستجبنـا |
وفي يَدِنا اليَراعـةُ والحُسـامُ |
وليس لنا لدى الهيجـاءِ إلا |
خياران الظُّهورُ أو الحِمَـامُ |
هُما شِربـان ماؤُهمـا زُلالٌ |
مِزاجهمـا أراكٌ أو بَشَـامُ |
ولا يُسقاهمـا فــي الله إلا |
رجالٌ آمنوا ثـم استقامـوا |