إلاَّ قَليلا !
/
عَنِ الوَقْتِ حينَ يُجَعِّدُ ثَوْبَ الْمَسافَةِ
وَيُوميءُ للحُزْنِ طيَّ الفُؤادِ بِما يَحتويه :
(خَلتْ سورَةُ البَعْثِ مِنْها
وكانَتْ لَها آيَةٌ طَهَّرتْ شَفَةَ الكَوْنِ بالمُعْجزاتْ
مَتى علَّقَ المَوْتُ في خصْلتَيْها اليَبابْ ؟
تَشيخُ الأماكنُ إلاَّ قليلا
وحاكِمُها يَمْضَغُ الصَّمْتَ / يَنْتَحِلُ الكِبْرِياءْ
وَظِلُّ المَدينةِ يُرْبِكُ نَوْرَسَهُ الحَجَريّْ
يُطارِدُهُ لِثمانِ قُرونٍ
تَدلَّتْ منَ التَّلِّ رَمْلاً خَفيفا !
أعِدْ للمَسافَةِ أعْشابَها
ومُتْ كالصَّعاليكِ يَحْتَقِنُ الليْلُ سُمًّا زُعافًا عَلى نَبْضِ قلبك)
شَددتَ عَلى [زَفْرَةِ العَربيِّ الأخيرةِ]
ثَوْبَ التَّصبُّرِ وَقْتَ رحيلك
وأزْهَقَكَ الحُبُّ بَيْنَ شَوارِعِها المُتْرعاتِ غيابا
لِماذا
عَصَبْتَ عرائِشَها في بَلاطِ الكَنيسَةِ
ثُمَّ بَكَيتْ ؟!
وكُنْتَ الصَّليبَ الَّذي أخْرسَ الرُّوحَ لمَّا استفاقَتْ عَلى بِضْعِ غَيْمٍ
وَحُلْمٍ
وَدَمعْ !
/
/
/
وَتأتي تُخَضِّبُ يُتْمَ السُّؤالِ بِحنَّائِها
لِتَدْرَأَ عَنِّي العَذاب
وَتَمْزُجَ روحيَ بالطُّهْرِ كالصَّالحين
تُدَغْدِغَ قَلْبيَ باللازَوَرْد :
(دَعي الَّليْلَ يُسْبِلُ ما يَشْتَهيهِ
وَيَقْتَرِفُ الجُرْحَ في مُقْلَتَيْكِ
وأنْتِ عليْكِ اقْتِرافُ الْقَصيدِ لِيَرْتَدَّ وَجْهُكِ بَعْدُ بَصيرا
وَقُصِّي عَلَى الرَّمْلِ تأويلَ رُؤْياكِ
نُبوءَتَكِ عَنْ خيامِ الْقَبيلَةِ
إذا أرْهَقَ الصَّمْتُ أحْلامَها )
تُسافِرُ عَنِّي الطُّفولةُ إلاَّ قَليلا
يُبَلِّلُني ما تَبقى ذُهولاً بِهِ أوقِظُ القلبَ من صَمْتهِ
لأعْبُرَ حيْثُ الزَّوايا أماطَتْ عَنِ العابِرينَ مَجازَ الوجودْ
وفي [ قَصْرِ حَمراءَ ] !!
نامَ صَهيلُ الغُيومِ عَلى غَيْرِ ما يَرْتجيه
فَمَنْ وَزَّعَ الماءَ بَيْنَ القَبائِلَ ذاتَ اغْترابْ ؟؟!
ومَنْ مَسَّني في هوايَ
وَباعَ إِلى غابَةِ المَوْتِ خُبْزي
وولَّى ؟!
ووحدي التي ما جَفتني التَّضاريسُ حينَ أوَيْتُ إِلى قَلْبِ " غرناطةٍ "
تلكَ العَروسُ التي تَنْهرُ المَوْتَ كَيْ لا يُراودَها عَنْ رُباها
تُهيِّؤها الرِّيحُ للرُدهاتِ العتيقةِ مُنْذُ أضاعَ الصَّبِيُّ الأميرُ مَداها
فَيَحْطبها القَلقُ المُستفيقُ عَنِ الصَّحْوِ إلاَّ قَليلا
ويَحْطبُني عَنِ الضَّوْءِ إلاَّ قليلا
/
،
/
وَتَبْقى تُسرِّحُ وِفْقَ الخَيالاتِ أحْلامَها
كأنَّ السَّماواتِ نامَتْ ولمْ تَسْتَرِقْ حُزْنَها
/
تَولَّتْ وفي رِئَتيْها اخْتمارُ الأَسى
وفِي رِئَتيَّ يَعُجُّ هَواها
مَتى يُوْعِزُ الشَّرْقُ للرَّملِ أنْ يَترجَّلَ عَنْها وَيَفْنى ؟!