سادن الريح
(معارضة لـ"بوابة ريح" الثبيتي)
..
يا سادنَ الريح..
أرخِ الساقَ للريحِ
ولتسكب الروحَ
.. زيتاً للمصابيحِ
مقيّدٌ أنتَ..
موثوقٌ بساريةٍ
في محبس الجنِّ..
مخنوق التباريحِ
مثلَ "ابنِ مسعودَ":
.. إذْ خطّ النبيءُ لهُ
خطّاً هنالكَ محروساً بتسبيحِ
وهاهنا أنتَ:
.. ترمي الغيب من كثـَبٍ
كأنما أنتَ مشغوفٌ بتطويحِ!
..
قد كانت السّحبُ شهداً أنتَ عَاصرُه ُ
واستخبرَ النخلُ:
"ماذا قلتَ للشيحِ؟"
ولم يزلْ في الشعاب السودِ مرتجَعاً
صدى صهيلكَ هفهافَ التواشيحِ
تحدو إلى الطّور من سيناءَ قافلةً
من السَّراةِ
على بُعد المناديحِ!
يجدّفُ الرملَ سحرٌ أنتَ نافثهُ
إنْ دوّخَ الرملُ أخفافَ المفاليحِ
تجري القطا:
في مدى عينيكَ سابحةً
ثملى بوحيكَ
تهذي بالأماديحِ!
يراقص السحَرُ المخمورُ منكَ رؤىً
فيقفز الفجرُ فيها كالأراجيحِ!
ويسقطُ المنّ والسلوى عليكَ ضُحىً
تَساقُطَ الطلِّ..
وهـْناً غيرَ مسفوحِ
وكلّما مدّت الأيام ناصيةً
جَـزَزْتـَها بـمُـدىً مشحوذةِ الروحِ
فكيفَ تغتالُ هذا الضوءَ "فاتنةٌ"
لا تحدسُ القبَس المخبوءَ في "الضوحِ"؟!
..
والآنَ:
يعجبُ هذا الليلُ من أرقي
إذْ سجدة الشِّعرِ ليستْ من تراويحي!
تضمّني الظلمةُ الشمطاءُ في شبَقٍ
ويهمسُ الشِّدقُ في أذنيّ:
"هل توحي"؟
تفحُّ في جيدِها الأوداجُ نافرةً
كأنه ُ جذعُ طلحٍ غيرُ مملوحِ!
وأنتَ..
ما زلتَ مرميَّ العقالِ على
تلك الأريكةِ..
مذبوحَ المفاتيحِ!
ناشدتكَ الغوثَ..
إني الآن منتبِذٌ
مثل الحساويّ:
"حالي غيرُ مصلوحِ"
..