|
1. راحت بدورُ وشط ّ البدرُ و القمرُ |
فبات قلبي بجمر البين يستعرُ |
2. بانت وألفت جناني حيثما رَحَلَتْ |
طرفان ِ قد زانَ أحداقا ً لها الحَوَرُ |
3. عينان ِ كالجؤذر الرقراق ِ مدمَعُه |
يرثي الهوى إذ يحينُ البُعد والسفرُ |
4. كالراح ثغرٌ لها يمجّ ُ من عَسَل ٍ |
ذي بضّة ُ الجيد لا تسمو لها الصورُ |
5. غيداءُ حسناءُ هيفاءُ القوام إذا |
ناعت وإنْ مالَ قدّ ٌ عندها نضِـرُ |
6. قد بتّ ُ أرشفُ خمرا ً حينما سحّتْ |
تلك العيونُ و بتّ ُ الرافَ أعتصرُ |
7. عاقرْ دموعي طلاءً في النّوى مُـرّاً |
علّي من الراح أن تشفى ليَ العبرُ |
8. بلّغ بدورا ً بأنّ الهجرَ يفلقني |
يُردي صريعا ً بلبّ الموت يحتضرُ |
9. قِفا على دمنة ٍ إي صاحبيّ َ لها |
أرجاء ِ عشقي و عنها القومُ قد هجروا |
10. أنّى الرحيلُ و هذا القلبُ مكلومٌ |
هل ذا نصيبي؟ سهامٌ بثّها القدرُ |
11. يا ليت شعري و بات الشعرُ مشجيّاً |
من ذكرها...و على الأطلال ينتحرُ |
12. يبكي ديارا ً وراءَ الربْع مقفرةً |
فيها الظباءُ و فيها الصلدُ و الحَجَرُ |
13. و الياسَمينةُ تبكي حيثما كنّا |
نجثو بجوف الظلام إذ همى المطرُ |
14. قد كان قلبكِ مثوى جلّ مجروح ٍ |
إني الجريحُ أنا مثواي أنتظرُ |
15. قد كان مجلسنا عند الجوى قمراً |
كم كان يحلو على أصقاعه السَمَرُ |
16. "ودّعْ هريرةَ" إنّي اليوم أذكرها |
من بعد حول ٍ سنينا ً قبلنا... غبروا |
17. جاد الفؤاد بقان ٍ حين مزّقهُ |
هذا الصويقلُ من بين ٍ له شفرُ |
18. يا ليتني كنتُ في لحدٍ به كفني |
قبلَ الوداع ِ و قبل أن ذوى الأثرُ |
19. و ما فراق حبيب ٍ في الهوى إلاّ |
كمثل شِـعري إذا فارقتـَهُ "عُمَرُ" |
20. يا رابطا ً للعظام الغُرّ من أدب ٍ |
إنّي أبوح بما لم يأته بَشَرُ |
21. أنتمْ بحقّ الإله الحقّ أخوتـُنا |
أنتم بعقد البديع للورى دُرَرُ |
22. "هذا بيانٌ" لأهل الشعر مختوم ٌ |
أنّي عزمت و عنكم آنَ لي سَفَرُ |
23. يا ويل قلبي و هذا العامُ |
مجحمة ٌ |
24. يا ويلتي إي وهذا العام أذرعُهُ |
كأنني قِدرةٌ من تحتها سَقَرُ |
25. وا من زمان ٍ قَلوب ٍ دارَ دورَته |
وبي يحيقُ فلا يبقي و لا يذ َرُ |
26. هذي بلادٌ لأجدادي غَدتْ حُجراً |
جرذ ٌ غزاها وقد فرّتْ بها الهررُ |
27. تبّت بنيهمْ ولاةَ الرجس قد هطعوا |
لما نرومُ وهمْ ما عندهمْ خَبَرُ |
28. فنحنُ مَن أحرقَ البيداءَ لاهبُنا |
نحنُ الأكاسرُ إذ نادى لنا الظفرُ |
29. نادى علينا غداةَ الحرب إذ كشَرتْ |
أنيابَها وغدا المنونُ ينهمرُ |
30. عضبٌ بدا حاسرا ً أثوابَهُ و دَمٌ |
كساهُ بالموت يفري حيثما القَصَرُ |
31. نحنُ الضياغمُ في أجوافها أممٌ |
هرّاشة ٌ وعلى أجسادكمْ فُطـِروا |
32. يوري هزبرا ً وراء المرء ِ مَن فينا |
أوفيه صقرا َ سليلا ً متنُهُ البَصَرُ |
33. منّا الشهامةُ قد جالت بصارمنا |
منّا الفحولُ وفينا العزّ ُ والكبَرُ |
34. فينا الكرامة دين الله منهجنا |
نحن الذين بغير الله قد كفروا |
35. الله أكبرُ والأيّامُ شاهدة ٌ |
والأرضُ تشهدُ و الأكوانُ والبشرُ |
36. والنجمُ في كبد البهيم خاضعة ً |
والطيرُ يشهدُ والأغصانُ والشجرُ |
37. فاسألْ حشودا ً لحرف الضاد غابرة ً |
واسألْ قرونا ً عن الإسلام قد غبروا |
38. "محمودُ" |
فينا شهيدٌ بات محموداً |
39. يا ليت شعري وإذ باد الحسامُ لنا |
في ظلم شهر ٍ كريم ٍ نادت النذرُ |
40. "محمودُ مات وفي الجناتِ قد أمسى" |
ذاك الهصورُ وذاك الباسلُ الخفرُ |
41. لكنما روحه في الروح راقدة ٌ |
حتى يبيدَ الخبيثُ الغاصبُ القذِرُ |
42. يغشاهمُ الموتُ والأجداثُ تلفظهمْ |
وعنْ فلسطينَ قد ولـّوا إذ اندحروا |