|
مثقل بالصبر |
جعلتُ مدى الصبرين عينا تغرُّبا |
وإني ثكول الأم لست بناطق |
تأفف أيام وإن كنت لا أبا |
يشق علي الحزن أني ملكته |
وأشفق مني الجفن دمعا تعذبا |
فلا مخض الآلام زبدة واهم |
ولا لبن الأحلام تـُربِي بنا صبا |
يظل جدار الهم ينهك ليلتي |
وأبقي بسهد اللوم نوعا مخصبا |
ونادى لبان الصبر أين كنانتي |
وهذا جموحُ السبق واترنا سبا |
فليست تنيخ اليأس ربوة خاطر |
ولا بعتاب الحرف تغتال مطلبا |
تميد بمعنى الجلنار كأنه |
سحابة أزمان تزلزلنا ربا |
ولوزة جنح الطيف مدت غصونها |
كأسياف عز تقطف النصر كوكبا |
جراحات فكر المرء تبقى على المدى |
ويذهب بالأحلام ما يجرح الصبا |
ولكن نزف القلب ما بين أضلع |
يقيم دهورا والوريد له حبا |
تعاندني بالهجر حظا ولي بها |
مقادير آمال ، فتمنعني هبا |
فأحني بإطراق العيون حشاشتي |
وأسجدها لله شكرا مؤدبا |
توالت شهور البين حتى حسبتها |
ستمتد بعد الموت حتما معذبا |
فإن مياه الصمت غدرانها عفت |
عليها سيول الوسم والبرد أنشبا |
يقولون إني شاعر وكأنني |
بدلو السنا أمتاح نهرا لأكتبا |
تسير بي الأنواء حيث تشابكت |
وعاصفة الشكوى فأسقط معربا |
ألم تر أن السعد جانب خطوتي |
ويلتحف الإظلام عني مهرَّبا |
ثلاثون والعشرون زادت مصائبي |
بضعف يضيف الهم حزنا مؤنبا |
فكيف وبي عشق يناهز صبوتي |
بمفترق الحالين نذرا مؤدبا |
فلا أنا للأقران عدت ولا أنا |
إلى منبع الأعمار أحدو مغربا |
وهل بعد أن أحكمت كاهل غربتي |
بمرتجع الأحلام والكفُّ أتربا |
وكل إشارات القضاء تثاقلت |
بأنباء حب قاده العشق موكبا |
إلى حفر التفريق تـُلَّ جبينه |
فأسلم للقانون ما كان مطلبا |
فكالتْ دساتيرُ البلاء فؤاده |
ومقداره التطفيف بالمنع أشربا |
وسالت على خد الرجاء مشاعر |
فلحـَّنتِ الأطيار حزنا مـُذَهـَّبـَا |
وطافت بأوراق الشعور مذاهبٌ |
وكل يرى بالقتل رأيا ومَذهـَبَا |
وصرت لعنقاء السماء جوانحا |
أرفرف روحا لا يفارقها الإبــا |
( قفا نبك ) ما عادت تنيخ برحلتي |
على طلل نبكي الحبيب المعذبا |
أيا صاحبي، الموت إن مر سيفه |
على كفن الإثبات قولا :لها نبا |
وَأسقـِيْتُ كأس الضر بالصبر مثقلا |
فكان عصير التيه بالمر أعذبا |
وقالوا : دواء القلب أن تعرض النوى |
على أمة بالعشق ترديه متعبا |
وتنسى زفير الوجد مقدار آهة |
لعل أنين النار يكوي بك الصبا |
فقلت على نارين ، صبري وهجرتي |
أهدد طفل القلب حبا مهذبا |
وإن خفير الدهر نكب أدمعي |
عيونا يرى الأجفان سهما مصوبا |
أمام عيون الحق أفرغت صبوتي |
فكانت ثمار القلب بالحب أطيبا |
وخلف سوار النور قالت بأنني |
أصول بحرف العشق (زيرا ) مؤدبا |
لأدفع عن نفسي أقول : وشرعتي |
لقلبيَ مغسول بطهر تأدبا |
سلي فضليات المزن عن موضئ الهوى |
على شرفة الأحلام تري به ظبا |