CENTER]"]الأخت الأديبة الموقرة عطاف السماوي حرسها الله
عندما أجد النص طويلا لا أغامر بقراءته ، ولكن أقرأ أول فقرة ، فإن وجدت ما يغريني ولجت لجته ،
وإن وجدت غير ذاك ، ففيم النصب والتعب ، وما إن قرأت :
" سأبعثها إليكَ طريةً .. خفَّاقهْ
نسائمَ الشوق مبتلَّة بالحب .. برَّاقهْ "
حتى جذبتني ( السين ) و حملتني ( النسائم ) إليه طوعا وكرها ، فالـ ( السين ) المستهل بها النص شَرَك
وباب إن دخلته أغلق خلفك ، وهي مشعرة بالرغبة الملحة والمبادرة إلى تحقيق ما بعدها ،
والإصرار والعزم عليه ، فهي تشي بقرب وقوع الفعل ( أبعثها ) ،
والذي سينهض بهذه المهمة الجسيمة الخيال ليس غير ، وكأن أديبتنا تستحث الخيال ليكون المتنفس لتلك
الأحاسيس والهواجس ، والآمال والآمال ، أيُ ( سين ) هذه التي تبوح لنا بكل هذا ، وتفعل فعلتها تلك ،
أهي ( سين ) أو هي مسرى النَفَسِ في النَّفْسِ الحالمة التي اعتورت عليها الهواجس والوساوس ،
والآلام والآمال ، لقد عمدت أديبتنا إلى ما هو أشبه بحيل التوافق النفسي ، فكان الخيال هو المتنفس الذي
خرجت منه تلك الأحاسيس المتزاحمة ، فنهض – الخيال – في طرفة عين إشفاقا على ذلك الجسد المتعب
ليستل الروح على حين غفلة من الواقع في رحلة هروب هي صنو الحقيقة والواقع ، ولكن ما يلبث الواقع
أن يطاردنا ، فيدركنا ويجثم على جوارحنا حتى نتفلت منه مرة أخرى ، وهكذا دواليك وكأننا ندور في حلقة
مفرغة يتعاقب فيها الخيال والواقع تعاقب الليل والنهار ، و التفلت من الواقع ليس بالأمر اليسير الهين ،
فدونه توقد ذهن ، ورقة نفس ، وخيال مطواع ريض ، وطموح للكمال وتطلع إليه ، هيهات أن يفك وثاقه
متبلد الحس، قاصر الهمة ، ضامر الفكر ....
إن كل ما جاء بعد ( السين ) ما هو إلا تفاصيل تلك الرحلة التي كان الخيال مطيتها ،
هي لحظة شرود
: " كنتُ شاردةً فيكَ. " .......
أيتها الأديبة كم كنت أود أن أكمل ولكن نفسي لم يسعفني إلى بلوغ قعر نصك .
كنت ذكرت في صدر كلامي أن الإصرار والعزم ظاهران في نصك ، ومن دلائل ذلك تكرار بعض الكلمات
مثل :
" زخات زخات.."
تباعاً تباعاً
" حرفاً حرفاً.. حساً.. حسا..
عرقاً عرقا .."
الأستاذة الموقرة إن ليراعك سمتا متفردا يعرف به ،
وإن نفسك التي كانت تملي عليه لجديرة بالتوقير والاحترام ،
نعم الهدية ونعم المهدى
*****
أيتها الأديبة ثمة موجة دافعتني في نصك ، وهي :
" تـَطَّاير كتراتر" وقد كان لها أخوات ولكنها الأشد بأسا .
والله يكلؤك بعينه التي لا تنام