الحامدي..
عمل ادبي مميز سواء من حيث البناء المحكم ، أوعلى أو العمق الدلالي ..من حيث المعنى والمغزى.. والذي من خلالهما يتوسم تشكيل المعنى المستهدف بالتصوير في ذهن القارئ ..العنوان كان هنا اولى المداخل لتشكيل هذا المفهوم..ومن جاءت الفكرة لتتعمق ..وهو ما أعبر عنه ببلوغ السارد درجة من الاقتدار على التحكم في التخيل ..من زاوية الانشغال الذهني بالحدث الاساسي..وكاني بالقاص هنا اعتمد في بعض فترات سير الحدث القصصي لغة تكاد تكون اقرب الى لغة الخطابة ..لكن ذلك لم يمنع من ان ينجح في الإبلاغ بالصورة الفنية المكثفة ..من خلال التحكم الواعي في مكونات الأسلوب..والنص يغرقنا بلاشك في متاهات اللاوعي..واستحضار الزمنية والمكانية في قالب درامي مميز بحيث نعيش المكان ومنه نسترجع الزمن.. ومتغيراته.. وهذا ما يسعف المتلقي في اعادة النظر في المكونات السردية هنا والتي وظفها الكاتب.. في محاولة منه لربط المفاهيم القديمة والرؤى القديمة بالحديثة.. قبل التوصل إلى إيحاءات ودلالات تلك الصورة في كليتها ..وجاءت الخاتمة تزيد من اليقين في كون الحدث سار منذ وهلته الاولى داخل اطار اللاوعي.
النص لمحة ذكية من الكاتب من اجل ايصال الفكرة الاساس الى المتلقي واستغلال العنوان قد تم على اكمل وجه.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار