المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جاد الزغبي
دمعتى
الى من سألنى .. إن يمسحها عنك ان سالت ..
فأجبته
هى غاليه .. هى عاليه..
هى بعض أنهار العهود الخاليه
هى لا تسيل على الخدودْ
فهى العزيزة لا تميدْ
هى إن جرت .. تجرى بأعماقي
تصاحبها الورود
هى دمعتى ..
ودموع مثلي خافيهْ
أنا يا أديب إذا بكيتُ
فليس يمسح دمعتى كفٌ .. وكفي شافيه
أنا يا أديب اذا بكيت
فليس فى الدمع انتهاءٌ أو زوالْ
أنا آخر العشاق من زمن الرجالْ
هيهات يوما أن تجف لأنها
فى كل يوم جاريهْ
أنا يا أديب اذا بكيت
فليس يلمحنى الصديقْ
ولا يواسينى الشقيقْ
فبقلب صومعتى ومحرابي العتيقْ
أبكى وحيدا .. إن تعثر بي الطريقْ
من ذا سيفهم دمعتى .. ؟!
فالكل غرقي
هل ترى مثلي سيطمح فى النجاة من الغريقْ؟!
الله .. الله
والله لا أحسب امرءاً شاعراً أو ناثراً أو لايمت للضربين بصلة إلا وتمنى أن يكون هو كاتب تلك القطعة المتوهجة في الأعلى ..
هي وربي نسيجها الدمع وزنادها الحس فاضت بقولك :
فهى العزيزة لا تميدْ
هى إن جرت .. تجرى بأعماقي
تصاحبها الورود
نعم وأين تميد إلا بجوار الحنايا حيث تخمد هناك وتــُـحرق ..
إنما تصاحبها ورود الرضا والأمان والكبرياء الشهي المحبب إلينا عادة وإن كانت عواقبه مريرة أحيانا لكنه يظل الورد الذي يصحبنا ونأنس به .....
ومازال النص مهراقا بحجم تلك الأدمع الخافيه ....لكن :
أنا يا أديب إذا بكيتُ
فليس يمسح دمعتى كفٌ .. وكفي شافيه
وأي كف ستتحسس معنى الصدق ومعنى الإحتراق ومعنى الوجع ومعنى المعاناة غير كفي
إنما كفي وحدها هي الشافية
فهل ترى هناك من :
من ذا سيفهم دمعتى .. ؟!
فالكل غرقي
هل ترى مثلي سيطمح فى النجاة من الغريقْ؟
الكل غريق بدمعه .. الكل يفهم دمعه وحده ويرأف به وحده فكيف يشكو غريق من غرق إلى غريق ..
أخي الكريم , الشاعر المبدع القدير / محمد جاد الزغبي
والله لقد غرقنا في نصك الموجع هذا .. ومن قال أن الغرقى أيضا لايشعرون بغرقى آخرين على ضفاف آخر ؟؟؟
تقبل كل تحيتي وتقديري
وأقر الله عينك , ولا أراق لك دمعاً .
أختك / عطاف