مــــــــــــــداد الأرواح

هل يروي الحرف عطش الصحراء؟
لو كان كذلك سأكتب وأكتب
وبثوب الحزن سأرسم درب القادم من أيامي
فلا وجود للفرحة على أبواب قلبي
بعد أن ماتت جذوره في الروح..!

ونحتُ فيك الحزن ياصومعتي حتى ترقرقتْ جدرانك , وشارفت أن تهوي وتقع , وباتتْ الريح تعوي كأشد ما تقول أن هناك ثكلى فقدت ولدها , فبات النحيب وبات العويل يقرع أجراس الاستنفار لليلة ثقيلة باتت ساعتها تتجمد عقاربها على صدر الجمود وبُعِد الأحبة , هنا نفضتُ دثار التقاعس عني لأصبغ جدرانك ياصومعتي بألوان الطيف .

هيد *ياهذا ففي الوقت سعة وفي الزمان نفس , لا أعلم لم َ العجلة يا أنا ,عفوا فقد نسيت أن أعبر عنك بضمير فصل مخاطب ؛لأن شريعة النحو عندي أن أنا ضمير لاثنين لا واحد ولا ثالث .
هيد مالك أعجلت الرحيل!!
ونحن الوطن وركبت الراحلة حاديا بوقت رحيل أزف و وداع قرُب, كيف ونحن لكم القرار والاستقرار؟
.................................................. .................................................. ........................
* هيد الأولى هي استنكار للفعل , أما الثانية تعني ياهذا مالك , قال ابن دريد في معجمه " والعَرَبُ تقول: هَيْدَ مَالَكَ، إِذا اسْتَفْهَمُوا الرَّجُلَ عن شَأْنِ كما تَقُولُ: يا هذامَالَكَ"، قال ابن سيده في معجمه" وقال: وهِدْت الرجل أَهيدُه هَيْدا وهِيداً وهاداً، إذا زجرته عن الشيء وصرَفْته عنه،يقال منه: هِدْهُ، فما يقال له: هَيْد:"،

صومعتي هناك أوراق سقطت مني لابد لي من البحث عنها, ففيها تاريخ مفقود وحديث عن يوم مشهود,لايذكر ماضيه الا بقدر ما يتكهن لحاضره , ولا تسقط أمطاره إلا بمقدار ما تتزايد أشعة الشمس فيه.
آهٍ ياصومعتي في أي زواياك أجد تلك الأوراق , أم تراها خارج حدودك ؟

أمي في صومعتي الليلة انتشر شذى عبيرك وطيب نشرك .
أمي كم قرأت في وجهك تعابير فوق التعابير ذاتها .
كم لمحت في عينيك كتبا من المشاعر لا تسعها المكتبات تصنيفا أو تكشيفا أو فهرسة .
كم يعتصرني الألم عندما أراك تسابقين كل خير ليظللني , وكل أمل ليكون قبسا في حياتي .
أمي وتنقطع أنفاسي التي لا توفي شوقي المتهالك لكِ .
يانبض القلب ونسمة الروح
حفظك الله وأسعدك ياسعادة قلبي

صومعتي :
أي ُّ ليلة هذه اعتلتها أبخرة الموت ودخون الأوجاع ,فأصبحت تموج في مساحاتك حرة طليقة , وأنا أبحث عن أُكسجين حياة, أو زفرة روح ؛لأتنفس بها رمقي الأخير ليوصلني على الأقل إلى جسر الموت؛ فأتمكن بهذا الرمق من الوصول ,أما حياة بين الحياتين فلا ,فهي هلاك فوق الهلاكين .
صومعتي :
أحمل مجهري لعلي أجد فتات الروح أو خبأً من نور وشظية من بلور المُستفز .
أين ألق الحياة وبريقها؟مالي أرى أشباحها اليوم وأعجازها المُنقعرة ؟ والتي خلفت وراءها موتاً في موت .
لا... لا... ياصومعتي :
عجلة ٌ قد تُكذب تلك النبوءات الكاذبة ,فلم تُبِن السماء عمّا في كبدها ,ولم تُخرج الأرض أثقالها بعد.
تمتماتٍ وطلاسمَ عجوز نفثت فيكِ أحقادها حتى تسمّمت أجواء المكان ,فأي عُقد فيكِ الليلة ,وأي سحر اغتال أنسي فيكِ وراحتي بكِ يا صومعتي .
لاجدوى من الحداء أو الرثاء فقط :
ألوذ بالصمت فلعل الموت لا يسمع أنيني وألمي فيرحل لأنه لم يجد صوتا ولا صدى يغتاله , فيمر منك كعابر سبيل استظل بفيِّك فاسْتراحَ فرَاحَ وأَرَاحَ

ويل لمن تنفس الموت ولم يمت ,فهو نصف حي ,وعاقل بلا عقل, بل ربما به عقل ونصف العقل ,حيث مجريات الأحداث جعلت مداد عقله يتسع فيصبح أكبر من الحدث ذاته, أو أنه يصبح بنصف عقل أو ربع فلا يستطيع أن يستوعب الكثير مما فاته .
صومعتي :
اخشى من نداء الكرامة أن ترتفع بالنداء مآذنها, تُقرع أجراسها, وتصدح طيورها حينها تكون حياة الموت وموت الحياة .

سمو الغالية لا أجد ما أقوله أمام هذا الإبداع المتميز
إلا أنني أدعو الله أن يزيدك ألقا وإبداعا وتميزا

لن أقبل بطعنة غدر ولو كانت يدي هي من حملت الخنجر وكان ثوبي هو من لفه , فقد يُبرأ الجسم من شيء إذا بُترا

قد يَبرأ الجسم من شيء إذا بُترا

شطرٌ عميق يا سمو في سياق التحدي
وحقاً قد يبرأ من ألمه لكنه لايبرأ من فقده .

دمتِ رائعة أختي الكريمة ودام مداد روحكِ عاطراً راقياً.