اليوم يا حرفي وفي صومعتي التي تعودت منك ضحكك وبكاؤك , دندنتك ونشيجك طربك ونحيبك , هأنت اليوم تستقي النار منك لهيبها ,والشمس حراراتها , فقد احتاج إلى مداد لا يحترق كالصخر لأكتب فيك سموم مشاعري وريحها الصرصر التي اقتعلت أعجاز الحلم فيَّ وجعلتها خاوية خالية , فثورة الغضب جامحة.
تيبس اللين, وباتت الغضب هو سيد حرفي وسلطانة كل ما أتمنى - لا أن أحاول , والفرق واضح- أن أفقد النصفة؛ لئلا لاأظلم نفسي ولا غيري , فقد بات الجنون مُتجولا في زقاقه .
لا أريد ان يُقرأ حرف أو يترجم وأن يقال لم رُسم أو نقش؟
فحروفي ستحرق نفسها بنفسها كالنار التي تأكل بعضها بعضا حتى لا يتسنى لغيرك يا صومعتي أن تشهد محرفة الحرف بجمرة وخشبه.