يا ألله,,,,,
يا عالمُ ,,يا عليم ,
كيفَ تقدرُ أنامِلُ السَّماءِ أن تنسجَ هذا الجمال النَّاصع ؟؟
وأيُّ أنوالٍ, وأيُّ مغازلٍ وضَعْتَ ربِّي في يديها ؟؟
وأيّةُ خيوطٍ خرافيّةٍ لديها ؟
///
يا الله ,,,
يا قادرُ,, يا عظيم ,
كيفَ تنفرطُ وسائدُ الغيومِ وتتفتَّق ؟؟
وكيفَ تنثرُ حشاها على العالمين ؟
أيُّ عرسٍ مباركٍ تقيمُهُ السَّماء ؟
لتنثُرَ على الأرضِ العروسِ كلَّ هذا الياسمين؟
///
كيفَ انعتقَتْ هذه الرَّوعة من أصفادِها وانثالَتْ, كما ينثالُ النُّورُ من قلوبِ الشّعراء ؟؟
كيفَ أفلَتتها قبضاتُ الرَّباب فتدفَّقت, كما تتدفَّقُ الأنغامُ من صدورِ العنادلِ الخضراء ؟؟
///
رياشٌ وفتافيت ,مدهشةٌ,, ناصعةٌ,, هشَّة ,
زغاليلُ طاووسٍ هي ؟
أم زغاليلُ نوارسٍ قد أفلتتْ من النَّعيم وانطلقتْ نحو الأرضِ تتهادى ؟
على رؤوسِها تيجانُ الشُّموع ,
وفي يديّها تحملُ شمعتين ,
والشموعُ مضاءة ,والهواءُ يلعبُ بشعلاتِها كما تلعبُ الرَّغباتُ في عقلِ الإنسان ,
قدماها تجذِّفا الهواءَ, وتهبِطا بسكينةٍ وسلام.
طهرٌ,, ونقاءٌ,, وبياضٌ,, ونور .
///
أيّةُ رقصةٍ مدْهشةٍ تلك التي تتمايلُ بها أحلامُكِ فتنثني مع النَّسمات؟
وأيَّةُ نسماتٍ فَطِنَةٍ تلك التي تقودُ خطاكِ وأشواقَكِ فوقَ البحارِ وفوقَ الغابات ,
وفوقَ سطوحِ المنازل ؟
وأيُّ وشاحٍ أسطوريٍّ تفردينهُ على وجهِ الطبيعة ؟
ما أحلى المسرَّة التي تأتي بكِ من عبِّ الفضاء!!
///
اللؤلؤُ في عينيكِ ينادي كلَّ مشاعري ,,,
الهدوءُ الذي لا رياحَ فيهِ ولا صخبٍ ولا صفيرٍ ولا عويل ,
يسحرُ وجداني ,,
ما أحلى هذا الكون, وما أشدَّ بهائِه وروعتِه !
///
كم أتمنَّى الآن أجنحةً ترفرفُ لأُحلِّقَ بها ,
لأخترقَ هذا السَّلام وهذا الجمال بينَ صُفوفِها,
أُصافحُها ,,, ريشةً ريشة ,
أضمُّها وأُقبِّلُها,, ريشةً ريشة,
أتمنَّى الآنَ ذراعين طويلتين,,,
لأضمَّ هذا الفضاء الممتلىء الرَّمادِّي البرَّاق الذي لا تنتهي فيهِ المسافات ,
///
لو كان الهدبُ يأكل , لأكلَ حتى الشَّبع!
لو كانت المقلةُ تشرب, لشربَتْ حتى الارتواء!
لكنَّ جوعي الآنَ لا يأكل ,
وعطشي الآنَ لا يشرب,
وقلبي يتلوّى ويحترق!!
لو سحَبَتْكِ أنفاسي مع شهقةٍ قدريَّة !
فلن أتنفس بعدها,
سوف أحبسُك في شراييني ودمي, حتى أحسُّ بالاكتفاء .
///
يا الله,,,
كيفَ يتحوَّلُ البردُ الذي في قلبكِ لاشواقٍ مضطربةٍ في صدري ,,؟
وكيفَ يتحولُ السَّلامُ الذي في نفسكِ لحيرةٍ تجتاحُني ,,؟
يا الله ,,,
كيفَ يتوقفُ الزَّمنُ في عيوني ,,,فأنسى كلَّ شيءٍ وأتعلَّقُ بلحظةِ الجمالِ الخاشع لهذا التّكوين؟
يا الله ,,,
كيفَ هذا الجمال البارد يصهرُني ويذيبُ فؤادي؟
وهل للبرودةِ القارسة أن تسبِّب غلياناً كهذا؟
///
ماذا هو انتِ؟؟ وكيفَ وصلتِ لكفيَّ؟ ولماذا أتيت؟
أراكِ تُتمتمين!!!
فماذا قلتِ؟؟؟
///
أنا أغنية الشتاء ,أنا الثلوج ,,
أنا الأنشودة الحارَّة التي تصاعدَتْ من بحورِكم وترابِكم بغفلةٍ منكم,
أنا النَّسمة السَّاخنة التي انبثقتْ من لهاثِكم وأنفاسِكم وخلايا أجسامِكم,
أنا التي عشِقَتْنِي الشَّمسُ يوماً, فرَفعتْني لشفاهِها الناريّة,, وشربتْني,,
وما لبثتُ أنا,, حتى وقعتُ في أحضانِ الهواءِ البارد, الذي ظلَّ ينفخُ في وجهي حتى تجمدَتْ أحلامي ,
لكنَّ شوقُ الأرضِ أكبر,
وجذبُ الحنينِ فيها أكثر,
وشوقُ البساتين الخضراء والجداول, وشوقُ البشر, يعيدُني إليها ويكرِّر ,
أنا لعبةَ الشَّمسِ والهواءِ والتراب ,
أنا لعبةَ الفصولِ التي تتخطَّرُ بثباتِ الواثقين.
أنا حبيبةَ النارِ,,, وهي عدوتي ,
دائماً تذيبُ فؤادي,, لكنَّني لا أرهبُها ,
فهي تذيبُني وتشربُني ,لكنَّني أعلمُ أنَّ هناكَ مَنْ يعيدني ,
///
أبعثُ لوجودِكم بهجةً لا حدودَ لها ,
ثم ألسعُكم لسعاتٍ حادَّةٍ تميتُكم أو تكاد ,
لسعاتي أمرُّ من لسعاتِ النار وأقسى,
فاحذروني ,,,
أباغتُكم بعواصفي ,,
أجعلُ النبضَ الناعسَ في قلوبِكم رعباً وقلقاً,
أحوِّل الدَّمَ الدافىء في شرايينِكم لقضبانٍ من جليد,
أحيلُ الورودَ الزَّهريَّةَ في وجَناتِكم لبقايا رمادٍ قاتم,
أنا,, كالحياة ,
أُعطيكُم لآخذَ منكم ,
أُقبِّلُ وجوهَكم,,, وأُداعبُها بنعومة,
ثم أَصفعُها صفعاتٍ قاسيةٍ باردةٍ تشبهُ الموتَ الأسود ,
ومن هو الذي ينجو من صفعاتِ الحياة ؟
أنا,, كالحياة !
أَشتاقُ لكم,, وتشتاقون لي
تتمسَّكونَ بأهدابي,, وأنا أُحبكم ,
فإياكم أن تفكِّروا بامتلاكي,
واحذروني,,
عندما يتلبَّسني الغضبُ, أقدرُ على دفنِكم أحياء,
أُحبُّكم,,, وتهيمون بي ,,
لكنَّ الفراقُ نهايتُنا ,
وهذا أكيد ,,,,
أكيد.
ماسة