أحدث المشاركات
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 24 من 24

الموضوع: عبدالرحمن العشماوي

  1. #21
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 379
    المواضيع : 23
    الردود : 379
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي 14 - بوح وشكوى


    إلهى من سناك قبســتُ نوري ***** وأنبت المحـبة في ضـمـيري

    أعوذ بنور وجهك يا إلهــي ***** من البلوى ومن سوء المصيرِ

    أفرُّ إليك من نكدي ويأســي ***** ومن عفن الضلالة في شعـوري

    فقيراً جئت بابك يا إلهــي ***** ولستُ إلى عبادك بالفـقـيرِ

    غـنىٌّ عـنهم بيقـين قـلبي ***** وأطمع منك في الفضل الكبيرِ

    إلهي ما سألت سواك عـونـاً ***** فحـسـبي العون من ربٍّ قديرِ

    إلهي ما سألت سواك عفــواً ***** فحـسـبي العون من ربٍّ غفورِ

    إلهي ما سألت سواك هــدياً ***** فحـسـبي الهدي من ربٍّ بصيرِ

    إذا لم أستعن بك يا إلهـي ***** فمن عوني سواك ومن مـجـيري

    إليك رفعتُ يا ربّي دعــائي ***** أجـود عليه بالدمع الغـزيرِ

    لأشكو غربتي في ظــلِّ عـصـرٍ ***** ينكِّــس رأسـه بين العـصـورِ

    أرى فيه العداوة بين قومي ***** وأسمـع فيه أبواق الشــرورِ

    وألمح عـزَّة الأعداء حــولي ***** وقومـي ذلُّهم يُدمي شعــوري

    أرى في كلِّ ناحــية ســؤالاً ***** ملحّاً والحــقـيقة في نفوري

    وأسـمع في فـم الأقصى نداءً ***** ولكـنَّ العــزائم في فــتورِ

    إلهي ما يئسنا إذ شـكـونا ***** فإنَّ اليأس يفـتكُ بالضـمـيرِ

    لنا يا ربّ إيمـــانٌ يرينا ***** جـلال السيرفي الدرب العسيرِ

    تضيق بناالحياة وحين نهفو ***** إلى نجـواك نحظى بالســرورِ

  2. #22
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 379
    المواضيع : 23
    الردود : 379
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي 15 - لا تيأسي

    «وقفة شعرية مع الطفلة «مها» التي شهدت قتل أهلها جميعاً في مجزرة
    «غَزَّة» الأخيرة، ورأتْ أشلاءهم تتطاير مع أطباق عشائهم».

    في ليلةٍ مقتولةِ الأَسحارِ
    محروقةٍ أثوابُها بالنَّارِ

    ساعاتها مشحونةٌ بمواجعي
    مبلولةٌ بدمي ودمعي الجارِي

    ظَلْماؤها فُجِعَتْ بما شهدْته من
    آثار موقع بيتنا المُنْهارِ

    في ليلةٍ لَيْلاءَ باتتْ «غزَّةٌ»
    تحت اللَّظى، وقذائف الأَخطارِ

    باتتْ يُحاصُرها الدُّخَانُ، فما ترى
    إلاَّ اختلاطَ دُخَانِها بغبارِ

    وترى خيالاً من وراءِ رُكامها
    لمَّا دَنَا، فُجِعَتْ بمنظر «عارِي»

    يمشي على الأَشلاءِ مِشْيَةَ حانقٍ
    لم تَخْلُ من وَهَنٍ بها وعِثارِ

    مَنْ أنتَ يا هذا؟ سؤالٌ جامدٌ
    في ليلةِ التَّرويعِ والإِهدارِ

    أنا مسلمٌ - يا قومُ - أَسْترُ عورتي
    لكنْ ردائي ضائعٌ وإِزارِي

    أنا واحدٌ من أسرةٍ مدفونةٍ
    تحتَ الثَّرى المخلوطِ بالأحجارِ

    أنا واحدٌ من أهلِ غَزَّةَ في فمي
    ذكر الإلهِ ودعوةُ الأخيارِ

    لا تسألوني، إنَّ في قلبي اللَّظَى
    مما جنى الباغي، وَوَمْضَ شَرارِ

    هلاّ بحثتم في الرُّكامِ، فإنني
    ما عُدْتُ أملك حيلتي وقرارِي

    أين الصِّغارُ، وللسؤال مَرارةٌ
    فوقَ الِّلسانِ، فهل يجيب صغاري؟!

    أشلاؤهم صارتْ تُضيء كأنجمٍ
    تحتَ الرُّكامِ نَقيَّةِ الأنوار

    أين النِّساءُ؟، روى الدَّمارُ حكايةً
    عن معصمٍ وحقيبةٍ وسِوَارِ

    عن راحةٍ مقبوضةٍ تحت الثَّرى
    فيها بقايا مِسْفَعٍ وخِمارِ

    يا ليلةً سوداءَ أَقْفَرَ صمتُها
    إلاَّ من الآلامِ والأكْدارِ

    فكأَنَّها الغُولُ التي وصفوا لنا
    قَسَماتها في سالفِ الأخَبارِ

    في وجهها ارتسمتْ لنا صورُ الأسى
    وبدت ملامحُ قبْحها المتوارِي

    ساعاتُها امتشقتْ حساماً كالحاً
    من طولها، ورمَتْ به إِصراري

    من أين جاءت ليلتي بظلامها
    حتى أجاد مع الهمومِ حصارِي؟؟

    من أيِّ بحرٍ يستقي الليلُ الدُّجَى
    ومتى تسير مراكب الإبحارِ؟؟

    وبأيِّ ثَغْرٍ تنطق الدَّار التي
    فُجِعَتْ بموتِ جميعِ أهل الدَّار؟؟

    ماذا أقول لكم وبستان الرِّضا
    أمسى بلا شجر ولا إثمارِ؟!

    ماذا أقول، ولست أقدر أنْ أرى
    أهلي وأطفالي، وهم بجواري؟!

    لمّا دَنَا وجهُ الظلام تجمَّعوا
    كي يستريحوا من عَناءِ نَهَارِ

    أين العشاء؟، تحدَّث الصاروخ عن
    طَبَقٍ تطايرَ ساعةَ الإِعصَارِ

    عن كِسْرةٍ من خُبْزَةٍ شهدتْ بما
    يُخفي ركامُ البيتِ من أسرارِ

    أين العَشاءُ؟ لدى الشظايا قصةٌ
    عن بيْضَةٍ سلمتْ من الأَضرارِ

    حَلَفَ الحُطامُ لنا يميناً، أنَّها
    مسكونةٌ بالعزمِ والإصرارِ

    ولربما صارت - على طول المدى-
    حجراً يحطِّم جبهةَ المُتمارِي

    أين العشاءُ؟، دع السؤالَ فربما
    سمع السؤالُ إجابةَ استنكارِ

    إسألْ عن الأُسَر التي اختلط الثرى
    بدمائها، عن هَجْمةِ الكفَّارِ

    إسألْ «مَهَا» عن أهلها فَلَرُبّما
    سردتْ حكايةَ جرحها المَوَّارِ

    ولربَّما رسمتْ ملامحَ دارِها
    لمَّا غدتْ أثراً بلا آثارِ

    ولربما وصفتْ ظَفيرةَ أختها
    تحتَ الرَّكامِ، ووجهَ بنتِ الجارِ

    إسألْ «مَهَا» عن ظالمٍ لا يَرعوي
    عن قَتْل ما يلقى من الأَزهارِ

    اسأل «مها» عن أمِّها كيف اختفتْ
    في ليلةٍ مهتوكةِ الأستارِ

    في ساعةٍ دمويةٍ شهدتْ بما
    في أمتي من ذِلَّةٍ وصَغارِ

    شهدتْ بأنَّ الغربَ أصبحَ لا يرى
    إلاَّ بعينِ الفأْسِ والمِنْشارِ

    إسألْ «مَهَا» عن غَزَّةٍ، وانظُرْ إلى
    آثار ما اقترفتْ يَدُ الأشرارِ

    وابعثْ إليها دَعْوَةً ممهورةً
    بالحبِّ، وابعثْ صرخةَ استنفارِ

    يا غَزَّةَ الألم الذي سيظلُّ في
    أعماقنا لهباً لجذَوْةِ نارِ

    غاراتُ شذَّاذ اليهودِ رسالةٌ
    غربيَّةٌ محمومةٌ الأفكارِ

    كُتِبَتْ هنالكَ في مصادرها التي
    تختال فيها شَفْرَةُ الجزَّارِ

    بُعِثَتْ إليكِ على بريدِ خيانةٍ
    متكفِّلٍ برسائلِ الفُجَّار

    لو تسألين القدسَ عمَّا أرسلوا
    لروى حكايةَ مدفعٍ ثَرْثَارِ

    وروى حكايةَ غافلٍ متشاغلٍ
    عن وجهك الباكي بلِعْبِ «قِمار»

    لو تسألين «جِنينَ» عنها أَخبرتْ
    عن مُرسلٍ ومراسلٍ، غدَّارِ

    وتحدَّثتْ عن بائعٍ ما زال في
    غَمَراتِه يرنو لدرهم شارِي

    لو يستطيع لباع كلَّ دقيقةٍ
    من عمره المشؤومِ بالدُّولارِ

    يا غَزَّةَ الأملِ الكبيرِ، تكشَّفَتْ
    حُجُبٌ فبانتْ سَحْنَةُ السِّمسارِ

    وتخفَّف الليلُ البَهيمُ من الدُّجَى
    فبدتْ ملامحُ ظالمٍ ومُماري

    يا غَزَةُ احتسبي جِراحَكِ إنني
    لأرى اختلاطَ الفجرِ بالأَسحارِ

    لا تجزعي من منظر السُّحُب التي
    تُخْفي كواكِبَنا عن الأَنْظارِ

    سترين تلكَ السُّحْبَ تَنُفُضُ ثوبَها
    يوماً بما نرجو من الأمطارِ

    يا غزَّة الجُرْح المعطَّر بالتُّقَى
    لا تيأسي من صَحْوةِ المليارِ

    لا تيأسي من أمةٍ، في روحها
    ما زال يجري مَنْهَجُ المُخْتَارِ

  3. #23
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 379
    المواضيع : 23
    الردود : 379
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي 16 - قلعة العلم

    قلعة العلم


    مع العزاء الصادق لكل مسلم في وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .


    خفقان قلب الشعر أم خفقاني
    أم أنه لهب من الأحزانِ

    ماذا يقول محدثي أحقيقة ما
    قال أم ضرب من الهذيان

    مالي أرى ألفاظه كحجارة
    ترمي بها الأفواه للآذان

    الشيخ مات عبارة ما خلتها
    إلا كصاعقة على الوجدان

    أو أنها موج عنيف جاءني
    يقتاد نحوي ثورة البركان

    يا ليتني أستوقفت رنه هاتفي
    قبل إستماع نداء من نادني

    أو أني أغلقت كل خطوطه
    متخلصاً من صوته الرنانِ

    الشيخ مات أما لديك عباره
    أخرى تعيد به إتزان جناني

    قلي بربك أي شيء ربما
    أنقذتني من هذه الأشجان

    قلي بربك أي شيء قال لي
    عجباً لأمرك يا فتى الفتيان

    أنسيت أن الموت حقاً واقعاً
    ونهاية كتبت على الإنسان

    انسيت أن الله يبقى وحده
    وجميع من خلق المهيمن فاني

    أنسيت لا والله لكني إلى باب
    الرجاء هربت من أحزاني

    الشيخ مات صدقت أني مؤمن
    بالله مجبول على الإذعان

    الشيخ لا بل قلعة العلم التي
    ملأت برأي صائب وبيان

    هو قلعة العلم التي بنيت على
    ثقة بعون الخالق المنانِ

    وأمامها هزمت دعاوى ملحد
    وارتد موج البغي والبهتان

    وتتطايرت شبه العقول لأنها
    وجدت بناءاً ثابت الأركان

    أنست بها نجدُُ ومهبط وحينا
    واسترشد القاصي بها والداني

    هو قلعة ظلت تحاط بروضة
    خضراء من ذكر ومن قرآن

    صان الإله عقيدة أمة
    في عصرنا المتذبذب الحيرانِ

    ماذا تقول قصائد الشعر التي
    صارت بلا ثغر ولا أوزان

    ماذا تقول عن بن باز أنها
    ستظل عاجزةً عن التبيان

    ماذا تقول عن التواضع شامخاً
    وعن الشموخ يحاط بالإيمان

    ماذا تقول عن السماحة والنهى
    عن فقه هذا العالم الرباني

    مات بن باز للقصائد ان ترى
    حزن القلوب وادمع الأجفان

    في عين طيبة أدمع فياضة
    تلقى دموع الطائف الولهان

    والخرج تسأل والرياض ومكة
    عن قصة مشهورة العنوان

    عن قصة الرجل الذي منحت
    له كل القلوب مشاعر إطمئنان

    ما زالت أذكر صوته يسري
    إلى أعماقنا بمودة وحنان

    يفتي وينصح مرشداً وموجهاً
    ومعلماً للناس دون توانِ

    نوراً على الدرب ارتوى من فقه
    وسرت منابعه إلى الظمآن

    يا رب قد أصغت إليك قلوبنا
    وتعلقت بك يا عظيم الشان

    الشيخ مات عليه أندى رحمه
    وأجل مغفرة من الرحمان

  4. #24
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي


    أين انت الآن أيها الصمصام ؟
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. إعدام مرسي! د. عبدالرحمن العشماوي
    بواسطة د. محمد الحسني في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 29-05-2015, 08:29 AM
  2. عميد الزعماء العرب - للشاعر عبدالرحمن العشماوي
    بواسطة آمال المصري في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 16-11-2011, 08:02 AM
  3. قصيدة الميدان .. للرائع أبدا الشاعر عبدالرحمن الأبنودي
    بواسطة خالد الجريوي في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 29-03-2011, 02:58 PM
  4. كتب الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي
    بواسطة آمال المصري في المنتدى المَكْتَبَةُ الدِّينِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-05-2009, 11:04 AM
  5. كتبها مجاراة لمعلقة عنترة بن شداد _(عبدالرحمن العشماوي)
    بواسطة غروب في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-04-2004, 12:28 AM