أحدث المشاركات
صفحة 9 من 9 الأولىالأولى 123456789
النتائج 81 إلى 86 من 86

الموضوع: حقيبة متربة وجورب أبيض

  1. #81
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام النجار مشاهدة المشاركة
    السؤال الذى يقفز لذهن المتلقى وهو يستقصى أحداث هذه القصة المغلفة بالوجع هو : لماذا هذا الغموض ولماذا لجأ اليه الكاتب ؟
    ولماذا لا يقص علينا الحكاية كما هى واضحة ومفجعة ومباشرة وظاهرة التفاصيل بدون مراوغات ايحائية جعلتنا نظن أشياءاً على غير الحقيقة مع بداية القصة ، وبدون اغراق فى اخفاء شخصيات الأبطال مع البداية المثيرة ، وبدون ترميز واشارة الى الحقائق الموجعة بدلالات وعناصر قصية قد تبدو أحياناً مُبهمة ؟
    وما أراه – فى محاولة للاجابة عن هذا السؤال – هو أن الكاتب أرادَ ألا نمر على هذه الحكاية الجديدة من حكايات " الألم والفقر والمبادئ " مرور الكرام كعادتنا ، وأن نقلب الصفحة فى الكتاب المتخم بالأحداث والقصص المشابهة .
    هى قصة تتكرر كثيراً فى مجتمعاتنا .. هى قصة السعادة والرفاهية التى لا يستطيع الأب توفيرها لصغاره لتقاطع وتخاصم المبادئ مع المصالح الحرام .
    ومن كثرتها وتكرارها قد نمر على أبطالها يومياً ولا نلتفت لهم ولا نبدى اهتماماً ، وهذا ما يؤرق الكاتب ويجعله يجتهد فى ابتكار مشاهد ومداخل غامضة للقصة لكى نقف طويلاً أمامها متأملين ولا نكرر خطيئتنا بالمرور على أوجاعها وأحزانها غير مبالين .
    هل سألَ الواحد منا نفسه بعد قراءة كاملة متعمقة للقصة : لماذا هذه البداية الايحائية المراوِغة التى جعلت الأذهان تتخيل أشياءاً أخرى وكأن الرجل يتسرب الى غرفة شهية بالنزوة ، تسكنها امرأة جعلها البطل هدفاً لارتكاب الحرام ؟
    لماذا ؟
    لأن هذه هى القصة الأكثر تداولاً فى سوق الاهتمام الجماهيرى والنقدى – قصص الجسد والسرير - ، وهى الأكثر رواجاً على الألسنة وفى الأحاديث العامة والخاصة .
    بمعنى أنه لو كانت يا مساكين قصة من تلك القصص الحمراء لاهتممتم بها وصنعتم منها أسطورة تستدعون تفاصيلها كل يوم .
    أما حكاية الطفلة الفقيرة المدهشة مع أخيها وأمها وأبيها صاحب المبادئ والقيم ، والتى اعتادت تلميع حقيبة العمل لأبيها المناضل المكافح لتوفير لقمة عيش هنية لزوجته وأبنائه ، والتى اعتادت وداعه بكفها الصغير وابتسامتها الحانية مع كل خروج له الى عمله ، لتقطع هذه العادات وتلك السعادة المتواضعة أطماع صاحب العمل وتحريضاته على ارتكاب الحرام ومحاولات اغراء الأب بما يخالف ضميره وشرفه ليختلس أو يسرق أو ينهب من المال العام .. الخ .
    لترقد حقيبته التى اعتادت اليد الصغيرة تلميعها فى البيت سنوات طوال بلا عمل وتتراكم عليها الأتربة ، فليس لها عمل بصحبة ضمير صاحبها الحى .
    ضمير حى وقلوب ميتة ونفوس أصابها الطمع والتكالب على الدنيا فى مقتل ، لتترك هذا الرجل الأخلاقى بلا عمل ولا قدرة على اعاشة أولاده وادارة حياته الصغيرة ، فتتأخر الأسرة خطوات الى الوراء وينشب الفقر فيها أظافره ، فلا مقدرة على توفير ضروريات " حذاء صغير ممزق " ولا تحسينيات وبعض المشهيات " لوح الشيكولاتة " .
    القصة أكثر من رائعة فى أسلوب تناولها المختلف والمميز لهذا المضمون والموضوع المُكرر ، وأظهرت براعة الكاتب فى اظهار المشاعر الانسانية وخلجات النفوس ، ومقدار الألم الذى يعتمل فى قلب هذا الأب المكلوم بمأساته وعجزه وحيرته الدامية بين مبادئه ومصالح أسرته الصغيرة .
    كان مشهد النهاية فى منتهى القسوة ، فهو لا يقدر على مواجهة ابنته الصغيرة ، ولا يستطيع انتظار ثوان قليلة لتراه فى النور مفضلاً الانسحاب .
    فربما لا تدرك ولا تعى الصغيرة فلسفته هذه اذا أراد أن يشرح لها ويبرر ، وهو يتركها للحياة والأيام لتكتشف يوماً أن أباها لم يحرمها ولم يقصر فى حقها ، انما كان حريصاً على ألا يطعمها من حرام .
    أخي الأديب المبدع والمفكر المجدد والناقد البارع / هشام النجار
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أقف أمام ابداعك النقدي الفذ هذا موقف المتحير للغاية
    وأقسم أنني منذ كتابة قصتي هذه منذ نحو سبع سنوات تقريبا
    لم أر فيها ابداعا نقديا مثل ما سطره قلمك الجميل هنا..
    بإشارتك الدقيقة هنا للبداية ولم اخترتها بهذه الكيفية كنت وكأنك معي لحظة كتابتها
    فقد كان الهاجس المسيطر على عقلي وقتها هو كيف أجذب ـ لقراءة القصةـ من يفكر في نوعيات أخرى من الكتابة
    وأقصد هنا من يسعى إلى الإثارة الجنسية وما شابهها ..لعلي بذلك أكسب قارئا وأستقطبه من خانة ما إلى خانة الأدب الهادف .
    كان تحليلك الدقيق الحساس للقصة أكثر من رائع ؛فقد جعلني أو أعادني لنفس المرحلة الشعورية التي عشتها وقت كتابة القصة
    تنقلك بين شخصية البطل الأب وشخصية الابنة بهذه البراعة كان مرسخا كبيرا للقصة ومفهومها .. دعوة لكل من لم يقرأها هنا أن يفعل
    القلم لايطاوعني حقا في ذكر ما أريد هنا
    ولكن ما أستطيع قوله وبصراحة ودون مجاملة
    أن قراءتك هذه كانت أجمل تكليل للقصة بل ولعلها وسامي الأكبر الذي نلته على كتابتها .

    جزيل شكري مع فائق التقدير والاحترام
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  2. #82
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    أجد من العدالة رفع بعض النصوص لينال متعة قراءتها من فاتته
    وأستأذنكم برفع هذه الرائعة للمبدع حسام القاضي

    دمت بألق
    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #83
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    أجد من العدالة رفع بعض النصوص لينال متعة قراءتها من فاتته
    وأستأذنكم برفع هذه الرائعة للمبدع حسام القاضي

    دمت بألق
    تحاياي
    جزيل الشكر لك أديبتنا الكبيرة وناقدتنا المبدعة / الأستاذة ربيحة الرفاعي
    لاهتمامك الجميل

    تنقديري واحترامي

  4. #84
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,151
    المواضيع : 318
    الردود : 21151
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    ماتعة كانت سهرتي مع قصتك العبقرية
    قص محترف وكاتب عبقري متمكن، وقصة ماتعة مؤثرة
    مشوقة مليئة بالإثارة.
    وجبة دسمة مشبعة مع كل هذا الكم الهائل من النقد الرائع لفطاحل أدباء الواحة
    وبعد كل ما قرأت من إبداع للكاتب والنقاد
    لا يحق لمثلي إلا الصمت والتصفيق والإعجاب
    تحية زاهرة عاطرة لك كاتبنا المتميز
    ولجديدك نحن في انتظار.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #85
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    ماتعة كانت سهرتي مع قصتك العبقرية
    قص محترف وكاتب عبقري متمكن، وقصة ماتعة مؤثرة
    مشوقة مليئة بالإثارة.
    وجبة دسمة مشبعة مع كل هذا الكم الهائل من النقد الرائع لفطاحل أدباء الواحة
    وبعد كل ما قرأت من إبداع للكاتب والنقاد
    لا يحق لمثلي إلا الصمت والتصفيق والإعجاب
    تحية زاهرة عاطرة لك كاتبنا المتميز
    ولجديدك نحن في انتظار.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الأديبة الكبيرة الأستاذة / نادية الجابي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسعدني تعقيبك البديع هذا فوق ما تتصورين
    تقديريك للقصة .. بمثابة تكريم لها
    رأيت هنا تواضع الكبار ..
    أشكرك جزيل الشكر
    مع تقديري واحترامي .

  6. #86
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
    حقيبة متربة وجورب أبيض
    وضع أذنه اليمنى على الباب ، استرق السمع ، ثم وبحذر متناه أمسك بالمقبض وأداره، تحرك الباب تاركاً فرجة صغيرة سمحت له بإلقاء بصره إلى الداخل ، ظلام دامس ، انحنى ليسمح لضوء الردهة خلفه بالسقوط، حدق ملياً ، كانت هناك في فراشها ، وقد انحسر الغطاء عن ساقيها اللامعتين ، حرك الباب ببطء شديد حرص فيه أن يئد صريره قبل مولده .
    بخطوات حذرة اتجه صوبها، تبدت أمامه كاملة، ثنت ساقها اليمنى فانزاح الغطاء أكثر، أمسك طرف الغطاء وهم بـ.... ولكنه خشي أن... تركه وتراجع ، جثا على ركبتيه يتأملها ..
    غاص رأسها في الوسادة، انتشر شعرها عليها محيطاً برأسها في فوضى جميلة، قسمات وجهها الناعمة مستكينة مع ابتسامة..
    ابتسامتها كانت تزلزل كيانه دائماً، تدك حصون قسوته المصطنعة، تنسف جبال انفعالاته الغاضبة؛ فيتبدل من حال إلى حال، يسرع متوارياً عن عينيها كي لا تلمح الشلال المنهمر من قمة الجبل.. من قطرات ساخنة..
    شعر بسخونتها على وجنتيه، حاول إيقاف جريانها فازداد انهمارها..
    "سامحيني فقد أجرمت في حقك، لكني لم أقصد والله، ما حدث كان رغماً عني ".....
    ـ طاعتي عليك واجبة.
    ـ في الحق فقط.
    ـ لاتنس أني رئيسك في العمل.
    ـ لا أحني رأسي إلا لله .
    ـ رأسك الحجري هذا هو ما أطاح بك.
    ـ لا يصح إلا الصحيح .
    ـ إذاً ارحل..ولا تنس الحقيبة .
    بيديها الصغيرتين كانت تحرص على تنظيفها يومياً، وتلميعها له ، ليحملها ويخرج ..
    في طريقه كان ينظر إلى النافذة مبتسماً، ثلاث كفوف تلوح له، اثنتان صغيرتان بينهما واحدة كبيرة..
    الآن هي في مكانها الدائم، ضاعت معالمها تحت أمواج الأتربة المتراكمة عليها، يدها تظهر بالكاد، باقي تفاصيلها انسحبت تحت وطأة هذا الهجوم المتكرر المزمن..
    تحركت يدها لاإراديا تبحث تحت الوسادة عن شيء ما ..
    انهمرت دموعه بغزارة .. " آه .. هل تكررين هذه الفعلة دائماً ؟ هل تبحثين عن قالب (الشيكولاتة)؟ رحماك يا ربي ..سامحيني ..كنت أريد لك الأفضل دائماً.. لم يكن بيدي .. لم أستطع أن أصير مثلهم..ليست بطولة مني ، ولكن هكذا خلقني الله ..يوماً ما ستدركين كم كنت أحبك برغم كل ما جرى "
    تململت ،انكمشت متكورة على نفسها ..مد يده أمسك بطرف الغطاء ،جذبه لم يخش أن يوقظها هذه المرة.. سحبه على جسدها ، وأحكمه عليه ..راوغ يدها الممتدة الباحثة في الظلام، أفلت منها واقفاً، قفل عائداً للباب بظهره تتبعه قطرات ساخنة منهمرة عندما لمح تحت فراشها حذاءً صغيراً ممزقاً و..جوربًا أبيض .
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
    الكويت في 23/4/2007
    جريدة القبس 3 / 5 / 2007
    تُضحّي المرأة ولا تجد التّقدير الكافي .. قصة جميلة جدا وماتعة أستاذنا حسام القاضي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 9 من 9 الأولىالأولى 123456789

المواضيع المتشابهه

  1. لوحاتُ حنينٍ في حقيبةِ سفر
    بواسطة وليد عارف الرشيد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 09-01-2016, 06:12 PM
  2. رؤية نقدية لقصة " حقيبة متربة وجورب أبيض " .. للأديب حسام القاضى
    بواسطة هشام النجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21-05-2015, 08:57 PM
  3. عام "حقيبة النّقود"
    بواسطة كاملة بدارنه في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-06-2012, 06:48 AM
  4. حقيبة الذكريات...
    بواسطة صهيب توفيق في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 04-03-2009, 09:29 AM
  5. حقيبة الإسعاف
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 25-10-2005, 12:10 AM