|
1. غرابي بلحن الحَيْن أقبلَ ينعبُ |
|
|
وعضبيَ في الهيجاءِ راحَ يُشطّبُ |
2. ونفسي على كفّ النصال حملتـُها |
|
|
وبين الردى والعيش إذ تتذبذبُ |
3. وأبيضَ مصقولٍ يُشعشعُ في الوغى |
|
|
يرجّ كقدّ المائساتِ ويلعبُ |
4. يمورُ على جيد الضياغم ماسحاً |
|
|
لها فاتكاً عند القصور ويضربُ |
5. وأعصلَ معقوفٍ كناب غضنفرٍ |
|
|
تأكّلَ في نقع العجاح مُذرَّبُ |
6. إذا لاحَ من بين الرقاب مُجالداً |
|
|
سفاها وباتتْ دونه تتهرّبُ |
7. وقلبٍ بسمّ الزاعفاتِ حشوتـُهُ |
|
|
فصارَ كصفوانٍ إذا يتخشّبُ |
8. خشاشٌ أنا عند اللقاءِ وصيقلي |
|
|
هطوعٌ إلى التقتيل حين يُصوَّبُ |
9. سلوا الربعَ عن جَفْن الحسام رميتـُهُ |
|
|
فما كان غمدُ السيف عنديَ يُطلبُ |
10. ألاقي جنونَ الموت بالعضب حاسراً |
|
|
فما كنتُ ممّنْ يستكينُ ويرهبُ |
11. وما كنتُ ممّنْ للأماليد ينثني |
|
|
وما كنتُ من ودق السفاهةِ أشربُ |
12. فكلٌّ من العطبول يرشفُ دنّهُ |
|
|
وما لهمُ غير الفهاهةِ مذهبُ |
13. ولكنْ أنا بالباسقاتِ مكانتي |
|
|
وشعري له فوق الشوامخ منكبُ |
14. ندامايَ يروونَ الدماءَ لصارمي |
|
|
بنهرٍ من الودقاءِ إذ لا ينضبُ |
15. وأدهمَ في ظلم البسالة خائضٍ |
|
|
على هدْبهِ طيفُ الأصالة أشهبُ |
16. إذا أردفَ البأسُ الغضوبُ تلاقِهِ |
|
|
تعرّصَ عند النازلاتِ يُخرّبُ |
17. عتيقٌ يثيرُ الحربَ والحربُ خدعةٌ |
|
|
كأنّ ببطن الخيل يجحُرُ ثعلبُ |
18. أنا الكونُ جلّ الكون يعرفُ منهجي |
|
|
نهاري بهيمٌ إي وصُبحيَ غيْهَبُ |
19. ولكنْ أرى قومي يضلـّونَ بعدما |
|
|
رماهمْ ذؤافاً في الرذالة عقربُ |
20. قفوا واذرفوا دمعاً كمزنٍ سحوحةٍ |
|
|
على سفح أطلالٍ لهمْ وترقّبوا |
21. سلُوها عن الأمجاد والعزّ قد ذوى |
|
|
وأورقَ في ظلّ الكرامة مثلبُ |
22. بكيتُ عليها والدموعُ تهدهدتْ |
|
|
وبتّ على ذلّ العروبة أندبُ |
23. سقاها مريرَ البطش كأساً رويّة ً |
|
|
عدوٌّ أبى بعد المهانةِ يُغلبُ |
24. فدارَ عليها الوقتُ بالهرْس كالرحى |
|
|
إلى أنْ طحاها الدهرُ والدهرُ قلّبُ |
25. وقوّامُها جادَ الزمانُ عليهمُ |
|
|
وأغدقَ لذّاتٍ عليهمْ فخيّبوا |
26. دهاقٌ كميتُ الراح أضحتْ شرابَهمْ |
|
|
ومنها الشمولُ الحُلوُ بالعقل يذهبُ |
27. فوأسفي فيهمْ لقد شطّ عزّهمْ |
|
|
وضلّوا عن الإسلام جهْراً وأذنبوا |
28. ولمْ يفقهوا للموتِ آياً وعبرة ً |
|
|
ولمْ يعلموا أنّ النهاية أقربُ |
29. يؤوبونَ للأجداثِ والرمسُ حالكٌ |
|
|
فيفزعُ من جوف الشباب تشيّبُ |
30. ودونَ ظلام القبر دودٌ مُهرّشٌ |
|
|
وجمرٌ بأجساد الطغام تلهّبُ |
31. فيومئذٍ لا ينفعُ الناسَ أمنُهمْ |
|
|
سوى مَنْ لحَدّ الله طوعاً تجنّبوا |