|
مرفأُ الآهات !! |
هو الحبُ روضٌ بالمفاتنِ مـورقٌ |
بلى.. فهما أمرانِ إن كنـتَ عاشقـاً |
فلا شيء غير العشقِ والموتُ مُطبـقُ |
فكن فيه للمـوتِ الهنـيءِ مـلازماً |
فخمرُ دِنـانِ السحرِ فيـهِ مُعتّـقُ |
فما العيشُ إلاّ تحـت حـدِّ سِنانـه |
و مَن نالـهُ فهـو الحظـيُّ المُوفـقُ |
فلا لذَّ حبُ الغِيدِ إن لم يكـن بـه |
من الشوقِ ما يُحييك حِيناً ويُزهـقُ |
وهبتُ له روحي وعشـتُ رهينَـهُ |
ولي فيهِ يـاهزّاعُ عهـدٌ موثّـقُ |
تشرّبتُـهُ عِطـراً يضـوعُ بمهجتـي |
وعشتُ بهِ صبّـاً أهيـمُ وأعشـقُ |
وفيتُ لـهُ عهـداً ونلـتُ مآربـاً |
وهذا سحابي كـم يسـحُّ ويهـرقُ |
ففي مرفأِ الآهـاتِ طيـفٌ يشدّنـي |
وفي لُجّةِ الأعمـاقِ مـوتٌ محقّـقُ |
فحيناً أرى الآمـالَ تحيـا بحسرتـي |
وحيناً أرى في الحبِ مـا لايُصـدّقُ |
وتسبقنـي الأحـلامُ حينـاً لغايتـي |
ويدفعنـي شوقـي مِـراراً فأسبـقُ |
فحيناً عفيـفٌ ثـم حينـاً معربـدٌ |
..تصوفُ أحيانـاً وحينـاً تزنـدقُ |
أفيضُ بـهِ نهـراً وتلـك مـواردي |
نميـرٌ نضوحٌ للغـوايـاتِ مـغـدقُ |
وما كنتُ إلاّ موقـداً فـي صبابتـي |
أهُبُّ سموماً من جحيمـي فأُحـرقُ |
ولي في الهوى والعشقِ رأيٌ وحكمةٌ |
وقولٌ سديـدٌ إذ أقـولُ ومنطـقُ |
فكم من سَبِيّاتٍ أسرتُ بمنطقي |
فأستعبدُ الأسرى وإن شئـتُ أُعتـقُ |
فهنَّ إمائـي فـي ممالـكِ شرعتـي |
أبيعُ وأستهدي وأُغـوي وأُفسـقُ ! |
هو البحرُ و استعذبتُ منـهُ زلالَـهُ |
هو الروضُ ..من عطرِ الرياحينِ أعبقُ |
فمن ماتَ في بحرِ الهوى فهو خالـدٌ |
ومن عاش لا يرجو الهوى فهو أحمقُ ! |