|
الأربـعــاءُ هـــوى فــــي حــفــرةِ الــشــرِّ |
كـأنــهُ لـــم يـكــن يـومــاً مـــن الــدهــرِ |
ذكـــــراهُ مــؤلــمــةٌ مــحــفــورةٌ بـــأســـى |
عـيـديَّـةُ الــمــوتِ أم عـيـديَّــةُ الـنـحــرِ |
صلَّى العبادُ صـلاةَ الغيـثِ فانفرجـتْ |
بمـنّـة الـراحــمِ الـمـزجـاة فـــي الـقـطـرِ |
لكـنـهـا زمـجــرت واستـأصـلـتْ ورمـــاً |
فــي خــدِّ فاتـنـةٍ تُـدعــى سـنــا الـتـبـرِ |
هبتْ ريـاحٌ علـى الأحيـاءِ فاختلطـتْ |
أمـطـارُهــا بـــــالأذى والــبـــرُّ بـالـبـحــرِ |
تــزوغُ مــن هولـهـا الأبـصـارُ روَّعـهـا |
ضربُ الصواعقِ بين الفجرِ والظهـرِ |
سـحــابــةٌ غـلــفــتْ بـالــمــوتِ أفــئـــدةً |
تسوقُـهـا الـريـحُ والأقــدارُ كــم تـجـري |
البحـرُ أوجـسَ خوفـاً حـيـنَ شاهـدهـا |
فمـاجَ يـرجـو جــلاءَ الـبـؤسِ والـضـرِّ |
والـمـركـبــاتُ بـســيــلٍ لا قــــــرارَ لــــــهُ |
كـأنـهـا الـسـفـنُ فـــي دوامـــةِ الـنَّـهــرِ |
سقـيـا عــذابٍ لـمـن خـانــوا أمانـتـهـم |
كشفُ الحسابِ لأهـلِ الـزورِ والـوِزرِ |
لينذر القوم حـيـنَ الـشــرّ خالـطـهـم |
وحـلُ الفسـادِ وخبـث الطـبـعِ والفـكـرِ |
وجـدتُّ فـي صفحـةِ الأحـداثِ نائحـةً |
تُــدوِّنُ الـحـزنَ فــي مطـويـةِ الـشـعـرِ |
عـزَّيــتُ فـيـهـا مـــن الأحـــزانِ بـاكـيـةً |
أصــيــلــةً حـــــــرَّةً مــكــســـوَّةَ الـــذعــــرِ |
تـقــول والـدمـعـةُ الــســوداءُ تـحـرقـهـا |
تخـطَّـفَ السـيـلُ أهـلــي دونـمــا أدري |
أمّـــــاه لا تــرحــلــي عـــنـــا فـيـهـلـكُـنـا |
شـرُّالـفـراقِ ومــــا أقــســاهُ مــــن شــــرِّ |
هــــذي عـبـاءتـهـا قــــد شــدَّهــا أمــــلٌ |
تعـلـقـتْ فـــي رجــــاءِ الــمــدِّ والــجــزْرِ |
وإخـوتـي لــم يـعــودوا لـــي فأسـألـهـم |
عن والدي هل قضى في حفرةِ الغدرِ |
ويـلاهُ مـن لــي إذا نـاديـتُ يــا أبـتـي |
ومـــن يـخـفـفُ عـنــي لـوعــةَ الـقـهــرِ |
وكــيــف أحــيــا بـــــلا نــبـــضٍ وأوردةٍ |
وأنــتَ نبـضـي وأمــي خفـقـة الـصـدرِ |
أهلـي وإن غـادروا فالقـلـب موطنـهـم |
ومـوطـنـي جــــدة الـبـأســاء والـيـســرِ |
في ذمةِ السارقِ المجهولِ مصرعهم |
إذ صرَّفَ المالَ والأرواحُ للقبرِ |