إنّني أدري وأدري لِمَ ياهذا أتيتُ
جئتُ عبداً لإلهِ الكونِ ويلي إنْ عصيتُ
جئتُ مخلوقاً بأمرِ الله بالدُّنيا ابتُليتُ
كلّ مافي الكونِ مثلي عن مرادِ اللهِ يدري
جاهِلٌ من قال يوماً لستُ أدري لستُ أدري
ما اختفى السِرّ بأرضٍ أو توارى تحتَ بحرِ
إنّهُ واللهِ كالشّمسِ وضوحاً أو كفجرِ
فاسأل الدنيا وردِّدْ مثلها (( واللهِ ندري ))
السما والأرضُ والأكوان من أجلي أُعِدَتْ
لو جبالٌ حملتْ حِملي لغارتْ أو لهُدّتْ
أوصِدتْ أبوابُ هذا الغيبِ قُدّامي وسُدّتْ
لكنِ القلبُ بنورِ اللهِ مُرتاحٌ ويدري
في كتابِ اللهِ إنّا قدْ خُلِقنا للعباده
إنْ عبدناهُ رضينا ومضينا في سعاده
أو كفرناهُ فبشرنا بهمٍّ ونكاده
في كتابِ اللهِ نورٌ من أتاهُ سوف يدري
رحلتي مابين ميلادي وموتي في عناءِ
لستُ أدري ما مصيري بعد موتي وفنائي
أإلى رضوان ربّي أمْ لسُخطٍ وشقاءِ
حكمةُ اللهِ تجلّتْ كون أنِّي لستُ أدري
بيد أنّي في حياتي عالِمٌ معنى الوجودِ
كلُّ مافي الكونِ يتلو آية الحقِّ المجيدِ
إنّ ربي غافِرُ الذنبِ وذو بطشٍ شديدِ
كُنْ لهُ عبداً ذليلاً لا تقُل لا لستُ أدري
كلُّنا للهِ ماضٍ فشقيٌّ وسعيدُ
وقريبٌ في هناءٍ وقصيٌّ وبعيدُ
حِكمةٌ للهٍ فينا إنّهُ الربُّ الحميدُ
ضلّ من لمْ يدرِ شيئاً واهتدى من كان يدري
هذه الدّنيا ستمضي فمماتٌ فنشورُ
فحِسابٌ فنعيمٌ أو عذابٌ وسعيرُ
لخلودٍ قدْ خُلِقنا هكذا قال القديرُ
فلهُ الحمدُ فلولا فضلهُ ما كنتُ أدري