الـبياض
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
تداخلت الأصوات في المذياع ، حرك المؤشر ، لم يهتم بالسيارة التي حاذته من أليمين ، عند التوقف بسبب أضؤ الأحمر 0
التقط وهو يحرك مؤشر المذياع ، صوت نسائي ، يتحدث عبر هاتف شعر بالملل من الزحام ، فأخذ يمص إبهام يده اليمنى 0
قالت المتحدثة في الهاتف ( أما زلت تمص إصبعك كالرضع ) مرة العبارة بدون أثر ، سوى أنها عاودت ذلك وهي تنبهه ( أنت 00أنت ) تلفت حوله ، كل العربات التي حوله ذات زجاج مجلل بالسواد 0 تغير لون الإشارة ، تحرك 0
عاد التشويش وأختلط أصوات الإذاعات ، أغلق المذياع ، الإشارات الخضراء تتوالى ، أوقفه حاجز شرطه ، أخرج هويته ورخصة القيادة 0
طلب منه رجل أمن مغادرة العربة ، عليه أن يقطع الطريق المز فت حتى يناقش رجال الشرطة ، المتكومين حول عرباتهم ، في الجانب الأخر من الطريق 0
عند خطوته الأولى ، انطلقت عربة تحمل أرقام أجنبية ، مرقت كالسهم فوق جسده ، لطخ الدم الإسفلت الأسود 0
زرع إبهامه في فمه ، أطل وجه أمه باسما ، هم بإخراج إصبعه من فمه ، غير أن انطفاء أنفاسه ، جعل صورته التي أخذتها أجهزت الشرطة ، بفم مفتوح وإبهام معلق في فضاء ابيض ، لم يستطع محللي الصورة معرفة سببه 0