لا تلوموه ...
لا تلوموه قد أضاع شبابه وأطار الزمان منه صوابه حمل الهم منذ كان صبيا وبعهد الشباب قسرا أشابه بين أصحابه يعيش فريدا فاق بالهم والنهى أترابه كل خلّ لدى النوائب ولى ثم أخفى لئامة أسبابه ليس يرضى بأن يقيم على الذ ل وإن أصبح النعيم ثوابه ما رأى في مقامه أيّ خير فرأى راحة الفؤاد اغترابه راحة القلب حينها تتجلى وأمان الصحاب يطرق بابه حائرا في الحياة يمشي رويدا في دروبٍ بحزنها تتشابه شق درب الحياة فردا وحيدا وبنى العز فوق هام السحابه ليتني لا أزال يا قلب طفلا يأس الهم أن يدوس رحابه ليس يشقى كما شقيتُ ويلقى أكبر الهم فقده ألعابه لو تأملتَ ما تراه من العيـ ـــش لأبصرتها تُجسّد غابه كل فرد وإن رأيتَ ابتساما منك يرجو طعامه وشرابه كالعصابات هم ، وأيّ أمان سوف ترجوه من حياة العصابه لا يغرنك ما تراه جميلا من ربىً أو مناظر خلابه صاغها الله للبلاد جمالا فأحال الأنام ذاك خرابه لو تقام الحدود حقا أقمنا في قلوب الأنام حدّ الحرابه ضقت ذرعا بهم، ولولا رجائي لاعتزلتُ الورى وعفتُ الكتابه ويقولون كن كحسان شعرا قلت لكن وأين عهد الصحابه كيف أرجو من الأباعد عزا إن يكن منبع الهوان القرابه لست ألقى وإن بحثتُ صديقا إنه صار مثل ظل السحابه إن وفى بالعهود يوما فحاذر وترقبه طالبا أتعابه لا أبالي بمن لهمي ولى إنني باللئام ما كنتُ آبه إيه يا دهر ما أردت فإنا وسط أوطاننا نعيش "غلابه" أمقيمٌ بأرضه مستذل وغريبٌ يجرّ فيها ثيابه وعتبتُ على الزمان زمانا ومن الحمق أن أطيل عتابه كيف يحنو علي وهو شغوفٌ بشجونٍ وعبرةٍ وكآبه كيف أرجو ألأمان في لج بحر لستُ أدري سكونه واضطرابه وإذا الهم مقبلا بجموعٍ ضاربا حول أضلعي أطنابه والرزايا على الفؤاد توالت كل حزبٍ مكشرا أنيابه حين زاد الزمان بأسا وكربا زدت في القلب قوة وصلابه فإذا بالزمان يأتي ذليلا صاغرا ينحني إليّ مهابه قال للناس : ما تريدون منه؟ ما كفاكم بأن سلبتُ شبابه؟
خارج السرب :
أيها القارئون شعري رويدا ....... لا تلوموه قد أضاع شبابه
مصعب السحيباني
1428 هـ