وهذا ما عبر عنه ابن خلدون عندما قال إن المغلوب مولع دائما" بمحاكاة الغالب والاقتداء به. لأنه يعتقد أن انتصاره راجع إلى صحة مذاهبه وعوائده.
يزداد إيمان الشعوب الضعيفة بعجزها وفقر ثقافتها, ويترسخ لديها النزوع إلى الاقتداء وتقليد الغالب في (( شعاره وزيه ونحلته وسائر احواله وعوائدة)) وهذا هو حال الشعوب العربية التي اصبحت مغلوبه امام الغرب .
ففي ثقافة متدهورة ومتراجعة, تضعف قدرة اللغة على التعبير الدقيق وتنمية المصطلحات بصورة مواكبة لتطور المعاني والمفاهيم المستقاة من ثقافة أخرى مهيمنة.
وهذا ما نلاحظه اليوم في ثقافتنا حيث تدخل المصطلحات الأجنبية دون ضابط, وتثير مشكلة كبيرة في توحيدها وضبطها ما يفقد اللغة دقتها ومرونتها ويدفعها إلى التفكك والركاكة. وتبدو إجراءات التعريب قاصرة عن استيعاب هذه العملية , وتترك للصحافة اليومية الحرية الكاملة في إدخال ما تشاء من المفردات الاجنبية أو المنحوتة.
( اغتيال العقل , برهان غليون صــ 122))