|
لو صاحِبي يَشكو مِنَ الأرَقِ |
أُهدي لهُ قَلبي عَلى طَبقِ |
هلْ أنتَ تُدركُ ما يؤرِّقُني |
أو يَسرقُ الأفراحَ منْ حدَقي ؟ |
الذَّنبُ, ذنبُ حُروفِنا انتَحرتْ |
في حُضنِ فانيةٍ , وفي الرَّهَقِ |
حتّى كرهتُ الشِّعرَ حينَ هَوى |
بينَ الضَّلالِ وحُرقةِ العَلقِ |
وتقولُ لي لا ذنبَ للشَّعرا |
ءِ إذا هُمو رَسَموا على الأفُقِ |
وهماً, وغابوا في مَدى حُلمٍ |
في أمَّةٍ نامتْ ولمْ تفقِ |
كنّا نريدُ الشِّعرَ حكمتَهُ |
تَرقى بهِ الأجيالُ بالخُلقِ |
فإذا بهِ يهوي إلى جَسدٍ |
ما فيهِ غيرُ الرِّجسِ والحَرَقِ |
وتمثَّل الشَّيطانُ غانيةً |
تصطادُنا بلسانِها اللَّبقِ |
فلكمْ كتَبنا عنْ مَفاتِنِنا |
ولكمْ هَتكنا عفَّةَ الشَّفقِ |
مازلتُ أذكرُ عذلَ منْ قَرؤوا |
بِعيونِهم ( دَمعي على الوَرقِ ) |
يا ويلَهم , عَميتْ بَصيرتُهمْ |
نَظروا بأعينِ حاقدٍ خَرقِِ |
يا صاحِبي : الشِّعر ماتَ وما |
عادَ القصيدُ منائرَ الألُقَِ |
ومِنَ الهُمومِ نسجتُ أغطيَتي |
وكتمتُ في قلبي ولمْ يَطقِ |
فَحملتُ أحزاني على كَتِفي |
فإذا بها لُفَّتْ على عُنقي |
وتكادُ تخنقُني , فلا نَفسٌ |
يُحيي , ولا نبضٌ لمُختنِقِِ |
ما همَّني عشقٌ , ولا غَزلٌ |
وحُروفُنا تَمضي بِمنزَلقِ |
فهجرتُ أقلامي ومَحبرَتي |
ودَفاتري في عُتمةِ الغَسقِ |
فارسلْ إلى حَرفي الجَريحِ دَماً |
فَدمي يسيلُ على ثَرى الطُّرقِ |
ما لامَك العُقلاءُ في " وَطنٍ " |
تَشدو لهُ : يا ثَورةُ انطلِقي |
بلْ لامَكَ الجُهلاءُ حينَ هَووا |
في حضنِ سلطانٍ ومُرتزقِ |
أمّا الهَوى , أنَا ما كفرتُ بهِ |
إلاّ لأنقذَني منَ الرَّبقِ |
ولَئنْ شَقيتُ بِهمّ فانيةٍ |
فَعساي أُجزى أشرفَ السَّبَقِ |
فَإذا أتى الطُّوَفانُ عاقبةً |
من ذا الّذي يَنجو منَ الغَرقِ ؟ |
ومَنِ الّذي يُسقى بِلا زَللٍ |
خَمراً بآنيةٍ منَ الوَرِقِ |
إنْ ضاقَتِ الدُّنيا , ولا أَملٌ |
فالجأ لربِّ الخلقِ والفَلقِ |