ياسمين شملاوي في حوار مع جريدة العدالة والتنمية المغربية
صورة الطفلة ياسمين شملاوي - أصغر كاتبة فلسطينية
مع أصغر إعلامية وأديبة فلسطينية ياسمين شملاوي
(( أبحث عن طفولتي المبتورة في ثنايا الوطن المسلوب))
حاورها/حسن الهيثمي-جريدة العدالة والتنمية المغربية
تتعدد مواهب وقدرات الطفلة الفلسطينية ياسمين غسان شملاوي، مكنها ذلك من الحصول على عضوية اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، عشقت الأدب والشعر وحفظته ورددته منذ كانت في عمر السابعة، اشتركت في النشاطات الأدبية المدرسية منذ سن الثامنة، قرأت الروايات الأدبية والقصص وقصائد الشعر الفلسطينية في سن مبكرة.لها مجموعة من القصائد الشعرية في اللغة العربية الفصحى واللغة العامية الفلسطينية، شرعت في الكتابة المنتظمة ذات الدلالات والأبعاد الهادفة منذ سن العاشرة، أول محاولة شعرية جادة لها كانت وهي في العاشرة من عمرها بعنوان "أرفع علم بلادي".كتبت ونشرت مجموعة من القصص والأقصوصات الهادفة والملتزمة، تستضيفها محطات الإذاعة والتلفزة المحلية و العربية المختلفة منها فضائية الجزيرة والعربية والتلفزيون القطري، لها مشاركات عميقة وفعالية ثقافية وإعلامية.
لها العديد من الرسومات والأشغال اليدوية ذات الدلالات الملتزمة والهادفة.
كانت أصغر عضو مشارك في وفد التربية والتعليم في الزيارة الثقافية الفنية الاجتماعية للنرويج، مارست النشاط المسرحي عدة مرات،شاركت في التمثيل في حلقات تلفزيونية هادفة ومميزة، حاصلة على الحزام الأسود في رياضة الكاراتيه، لها مجموعة من الدراسات للمعاني القيمية والأخلاقية تم إخراجها بحلقات تلفزيونية، لها برنامج تلفزيوني خاص "نادي الأصدقاء " من إعدادها وتقديمها منذ سن الحادية عشر، تنشر إنتاجاتها الفكرية والأدبية بمئات المواقع والمنتديات والصحف العربية والعالمية،لها مجموعة من الدراسات السياسية تحت عنوان "أطفال فلسطين تحت حراب الاحتلال" نشرت في عشرات الصحف العالمية والالكترونية.
قبلت بترحاب كبير إجراء هذه الدردشة الالكترونية الممتعة معنا على الرغم من انشغالها بالامتحانات النهائية المدرسية (وهي الطالبة المتفوقة)،أجابت على أسئلتنا مثل أي سياسي ذي حنكة و تجربة طويلة، لنتابع:
س.ياسمين شملاوي، السلام عليكم ؟
ج.سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وسلام على المغرب وأهله الطيبين المخلصين.
س.معك جريدة "العدالة والتنمية" نود أن نجري معك حوارا لو تتفضلين
ج.اللهم اجعلها واجعلنا لسان صدق وعدالة وتنمية.
س.أين أنت الآن؟
ج.مازلت أبحث عن طفولتي المبتورة في ثنايا الوطن المسلوب والهوية الضائعة بين مطرقة الاحتلال وسندان الإخوة والخلان.
س.من هي ياسمين شملاوي؟
ج. ياسمين غسان شملاوي، مضى من عمرها 14 عمر.
الهوية : فلسطينية الدم والهوى والملامح.
العنوان : مدينة عصية على الكسر والغياب نابلس جبل النار.
المهنة: طالبة متفوقة في المرحلة الإعدادية.
فئة الدم :فلسطينية الأصل والتاريخ، عربية العمق، إنسانية الإطار.
اللغة : عربية جزلاء تفوح برائحة وشذى ابن برد وعنترة وابن كلثوم والخنساء.
الديانة: أكرمني الله بلسان صدق وإقامة صلاة وصوم ودفع بلاء.. وخير ما يزيل همي ويفرج كربي قرآن عربي لنبي أمي.
س.ما ترتيبك في الحالة المدنية ؟
ج. أنا إبنة لأسرة مؤلفة من الوالدين وشقيقي الصغير محمد.
س.من اختار لك إسمك،"ياسمين"؟
ج. لقد اختار لي هذا الاسم أبي من قبل أن أولد حيث أنه كان يحب الياسمين ورائحته واختار هذا الإسم لي حتى يكون لي منه نصيب..
س.هل الكتابة أمنيتك ؟
ج.الكتابة كما كل الوسائل المعبرة هي أمنيتي ووسيلتي للبوح بالأحلام والأمنيات لوطن الألف طفل شهيد ...
س.وهل تلقيت التشجيع من والديك ؟
ج.الحمد لله الذي يسر لي أهلا متفهمين مخلصين يؤمنون بالوطن والقضية، أرضعوني من لبن الحرية والتحرر، والحمد لله والشكر لله الذي أحاطني بمجموعة من المخلصين الذين ساندوني ووقفوا إلى جانبي وسهلوا لي كل الصعاب ..
س.ماذا عن بداياتك الأدبية ؟
ج. عشقت الأدب والشعر وحفظته ورددته منذ كنت في عمر السابعة، واشتركت في النشاطات الأدبية المدرسية منذ سن الثامنة، و قرأت الروايات الأدبية والقصص وقصائد الشعر الفلسطينية في سن مبكرة.
س.أول قصة نشرتيها، أين ؟وكيف كانت التجربة ؟
ج.القصة بعنوان (الغدر ) وهي قصة من الحكايات الشعبية الفلسطينية تقول : (لقد رقد ثعبان يوما من البرد
فمر غلام به فاستعد لنقـله
فأخذه إلى الدار وأدفأه
فنظر لخفة عقله
فلما أحس الوحش بالنار والدفء
جرت سموم الموت في الجسم كله
وفتح عينيه ورفع رأسه
على الولد المسكين يبغي لدغه
فجاء أبوه عاجلا فداس عليه بنعاله
وقال بني احذر لئيما لقيته
ولا تصنع المعروف مع غير أهله( .
س.كتاب عالميون و عرب تأثرت بهم ؟
ج.ليو تولستوي و مكسيم جورجي وفرانز فانون وطه حسين وغسان كنفاني وجبران خليل وأبو الطيب المتنبي وأحمد شوقي ومحمود درويش وفدوى طوقان.
س.شعارك في الحياة ؟
ج.كل قلوب الناس جنسيتي فلتسقطوا عني جواز السفر.
س.فلسفتك في الحياة ؟
ج.(أنا لا أتقن أن أتصنع و أقول الأحرف ملوية ولا أهوى أن أتعطر أو ألبس الفروة القطبية كل ما أهواه وجها من بلادي يا صبية ).
ألو على غفلة //الجزء الثاني
مع أصغر إعلامية و أديبة فلسطينية ياسمين شملاوي 2/2
أطفال العالم لهم وطن يعيشون فيه وأطفال فلسطين لهم وطن يعيش فيهم
س.ما جدوى الكتابة في زمن الحروب و الفقر ؟
ج. الكلمة الصادقة في بلادنا عزيزي حسن، أقوى من رصاص غدرهم وجناح الحمامة يصبح أقوى من طائراتهم ودباباتهم..أولم تتغير مجتمعات وثقافات بكلمات ( اقرأ باسم ربك الذي خلق..) صدق الله العظيم.
س.ذكرى لا تزال منقوشة في ذهنك ؟
ج.فقدان الأحبة والخلان هي ذكريات لا تزال محفورة ومرسومة في الذاكرة منهم العم الغالي علاء الطيراوي والصديقة العزيزة مرام النحلة والعديد ...من الذين كانوا بالأمس كلهم عوادي.
س.آخر دمعة على من ذرفتها ؟
ج.لم تتوقف الدمعات فالدمع متواصل يصغر أحيانا ويصبح أحيانا أخرى رذاذا، فهنا عزيز يقضي، وهناك قائد يُقتل، وما بينهما وطن سليب وطفولة مبتورة حزينة ولا زلت أخبىء الكثير من الدمع للقادم الضبابي!!!
س.شخصية من الماضي تتمنين الالتقاء بها؟
ج. صلاح الدين الأيوبي.
س.وماذا ستقولين له ؟
ج.واقدساه.
س.ومن الحاضر ؟
ج.محمود درويش.
س.وماذا ستقولين له ؟
ج."وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافر إنني العاشق والأرض الحبيبة".
س.برقية عتاب لمن توجهينها ؟
ج.عندي ثلاث برقيات عتاب، الأولى أوجهها إلى كل زعماء وحكام إسرائيل وأقول لهم كفاكم حلما بالوطن الكبير، وكفاكم عبثا في أرض فلسطين تستبيحون الدماء وتأسرون وتقلعون وتوجعون .. وإنها والله لأرض الرباط والمقاومة إلى يوم الدين.
والثانية إلى حكام وزعماء العرب، وأقول لهم فلنتحد أمة عربية واحدة صرخة مدوية عربية للأمجاد الغابرة صرخة الرجل العربي نرسلها إلى كل ظالم وقاتل لكي ننقذ ما تبقى.
والثالثة أوجهها إلى زعماء الشعب الفلسطيني وأقول نحن بحاجة لكم ..اطفال فلسطين بحاجة لوحدتكم ..ترفعوا عن خلافاتكم ..وانظروا لمستقبلنا..
س.باقة ورد لمن تهدينها ؟
ج.إلى أرواح شهدائنا الأبرار وبخصوصية لروح شهيدنا العظيم ياسر عرفات..
س.كلمة لأبناء و بنات جيلك ؟
ج.هم كلمتان، الأولى، لأطفال فلسطين أقول لهم ما قاله نزار قباني: )يا أيها الأطفال يا سنابل الآمال
أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمة
وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة(.
و الثانية لأطفال العرب ..أقول لهم..:
)أنا وأنتم جيل الغضب شفاهنا تبرعم زهرات الثمر
أنا وأنتم جيل الحلم العربي..(نحن مقهورون بالاحتلال وأنتم مقهورون بالعجز وضيق الحال).
س.آخر كتاب قرأتيه ؟
ج.لقد انتهيت اليوم من قراءة آخر جزء من كتاب خنساء فلسطين فدوى طوقان "رحلة جبلية رحلة صعبة ".
س.ما هو إحساس الطفل الفلسطيني، إزاء ما يجري في فلسطين ؟
ج.كل أطفال العالم لهم وطن يعيشون فيه أما أطفال فلسطين فلهم وطن يعيش فيهم.
س.كيف يعيش الطفل هذا الوضع ؟
ج. إن الاحتلال هو المجرم الوحيد والحقيقي وهو المسؤول الأول عن الضياع والتشرد وعدم الحصول على طفولتهم البريئة كباقي أطفال العالم الحر.
س.وهل من حل لديك ؟
ج.الطفولة لا تعطى بل تؤخذ بالقوة كباقي الحقوق الوطنية المسلوبة.
س.قبل إجراء هذا الحوار معك قلت لي بأن كل ما هو مغربي له نكهة خاصة عندك ؟
ج.بالفعل له نكهة ولذة خاصة فأنا استمتع في قراءته جدا..
س.كيف ؟
ج.إن أكثر ما يشدني إليه هو الكلمات العربية الفصحى الجزلاء ذات المعاني الأدبية التي تصل إلى عمق العمق .. وأكثر ما يشدني إليه أيضا بأن المغاربة لم ينسوا أنه لازال هنالك وطن يسمى فلسطين وشعب فلسطيني يعاني من كثرة الجراح التي أصبحت مثخنة.
س.هل سبق أن زرت المغرب؟
ج.لقد زارتها روحي وفكري ودفء شعبها يصلني دوما فإن لي الكثير من الأصدقاء والشعراء والأدباء أتواصل معهم دوما من خلال الأنترنت..وهي فرصة لأقرا عليهم السلام كل السلام..
س.كلمة مفتوحة.
ج. لنا الله
"هــو تـاريـخ حفظـنـاه مــرة ومـــرات
نكـبـة ونكـسـة واحـتــلال وحـســرات
وخــــذلان وفــقــدان ومــرمـــرات
لا يحفـظـون إلا ولا ذمــة ولا مـعـاهـدات
والأهـل والربـع.. شيعـوا آخـر الـعـداوات
وغـدوا مـا بيـن صديـق ومحـب وخواجـات
وغـدت السلامـة وجـهـة نـظـر وثقـافـات
والـركـض والهـرولـة آحــادا وزرافــات
والسيـف مغمـد أبدلـوه بالـورد والـزهـرات
والأقصـى أمسـى طـرقا مسـورة ومسـافـات
والنساء والعذارى يستصرخن حتى بحت الحنجرات
والعروبة فكاهة تقـال فـي مجالـس المؤتمـرات
لم يبق إلا السماء.. والإله شفيع كل العثرات..
مجيـب الـدعـوات والـرجـوات والصـلـوات "
س.شكرا لك أيتها الياسمينة الفلسطينية..؟
ج.الشكر لك ولجريدتكم الغراء التي منحتني هذه الكوة الجميلة من المحبة للإطلالة على شعب طيب عريق..
س.هذا واجب.
رد مع اقتباس
