أُحِبُّكِ أَنَا ... وَأَنَا تَقُولُ
أُحِبُّكِ أَكْثَرَ .. بَلْ أَنَا تَقُولُ
وَيُرَدِّدُ الصَّدَى :
وَأَنَا .. وَأَنَا .. وَأَنَا
وَتُسَابِقُ كُلَّ حُرُوفِ الْعَطْفِ لِتَنْعَطِفَ إِلَيْهِ..
فَتَتَرَادَفُ نَبَضَاتُ قَلْبِهَا .. وَنَبَضَاتِ قَلْبِهِ
لِيَعْزِفَ الْحُبُّ لَحْنًا .. قَدْ عُزِفَ الآفَ الْمَرَّاتِ
وَكُلٌّ يَدَّعِي أَنَّهُ الأَوَّلُ ..
وَأَنَّهُ سَبَقَ مَا فَاتَ
وَكُلٌّ يَعْرِفُ أَنَّهُ مُتَفَرِّدٌ .. لا مُنْفَرِد الْوُجُودِ
يَضُمُّهَا إِلَيْهِ .. وَدَمْعَةٌ تَلُوحُ فِي عَيْنَيْهَا
يَحْتَضِنُهَا بِشَوْقٍ
يَزَيدُ عَلَيْهَا شَوْقُهَا ..
وَلَكِنْ .. كَدَمْعِ الشَّمْعِ دَمْعُهَا
سَاخِنٌ وَهَادِئٌ
فَيُخَبِّئُ رَأْسَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ..
وَتَسْتَنْشِقُ عِطْرَ الْحُبِّ، لِتَعْرِفَ أَنْ لِلْحُبِّ عِطْرًا
وَأَنَّ لِلْحُبِّ نَسَمَاتٍ تُدَاعِبُ رِمْشَ الْعُيُونِ الْغَافِيَاتِ عَلَى كَفِّهِ
ثُمَّ تَرْحَلُ .. تَارِكَةً وَرَاءَهَا حُلُمًا غَافِيًا
وَبَعْضَ خُصْلَاتٍ مِنْ شَعْرِهَا
تَلْهُو عَلَى وَجْهِ الْحَبِيبِ
فَيُدَانِيهَا وَتُدَانِيهِ ..
وَيَحْتَضِنُ بَعْضَهَا وَيَهْرُبُ الْبَعْضُ
وَتُسَابِقُ الْغُيُومَ أَحْلامُهُمَا
وَتَرْكُضُ عَلَى الْمُرُوجِ النَّاعِمَاتِ
فَيَسْرِقَا مِنَ الزَّمَنِ لَحْظَةً .. يَتَبَادَلا فِيهَا الْمَشَاعِرَ
فَيَنْفَرِطُ عِقْدُ الثَّوَانِي .. وَتَصِيرُ اللَّحَظَاتُ عُمْرًا
تَخْتَزِنُ الشَّوْقَ الْمَكْبُوتَ فِي الْعُيُونِ أَمِ الشَّوْقَ الَّذِي افْتَضَحَهُ رِمْشُهَا حِينَ ارْتَجَفَ ؟
أَتُرَانَا سَرَقْنَا مِنَ الْعُمْرِ لَحْظَةً أَمْ كُنَّا الْمَسْرُوقِينَ ؟
إِنْ كَانَ هَذَا أَوْ ذَاكَ .. فَقَدْ عِشْنَا مَعًا مِنَ الْعُمْرِ أَجْمَلَهُ فِي لَحَظَاتٍ
وَدَاعَبْنَا بِصَمْتٍ شَوْقَ بَعْضِنَا... بِبَعْضِ اللَّمَسَاتِ
فَامْتَلأَتْ سَمَائِي بِنُجُومِكَ اللامِعَاتِ
وَتَعَطَّرَ مَسَائِي بِعِطْرِ أَجْمَلِ الزَّهْرَاتِ
وَأَخْفَيْتُ بَيْنَ طَيَّاتِ الثِّيَابِ .. أَبْهَى الذِّكْرَيَاتِ
فَصَارَ طَرَفَا الرِّدَاءِ يَشْتَاقَانِ لِرَسْمِ أَجْمَلِ اللَّوْحَاتِ
هَذَا بَعْضُ حُلُمٍ .. وَالْبَعْضُ أَقَلُّ مِنْ كُلِّهِ
لَكِنَّهُ قَدْ يَشِي بِبَعْضِ شوقٍ .. وَكَثِيرٍ مِنَ الْحُبِّ
مينا ...