(1)
أَربَعُ صَفَحاتٍ مِن عُمري
أَربَعُ صَفَعات
وَأَنا لا زِلتُ أُمَنّيني
بِالأُمنيات
وَأُحَدِّثُ نَفسي
أَنَّ الكَونَ سَيَضحَكُ لي
وَسَأَجِدُ فُؤاداً
يَنصُرُني وَيُقَبِّلُني
وَأَذوبُ طَويلاً في حُلمي
وَأُفِيقُ عَلى صَوتِ الضَحكات
(2)
في تِلكَ الصَّفحَةَ مِن عُمري
مَا كَانَ حَنيني مِن أَمري
بَل كَانَ فُؤادي يَأمُرُني
فَاغتيلَت في شَفَتي البَسَمات
مَا كُنتُ إِذَن جَرَّبتُ الحُبَّ
وَلا ذُقتُ المِشوارَ الصَّعبَ
وَلا ضُرِبَت شُطئانُ القَلبِ
بِلَفَحاتِ الآهات
وَأَميرَةُ عُمري تَخدَعُني
وَالشَّوقُ إِلَيها يَدفَعُني
لِيَنبُتَ حُبٌّ في قَلبي
وَتُغرِقهُ العَبَرات
(3)
كانَت لي في القَلبِ أَماني
لَم أَنسَ بِها كَي تَنساني
قَد كانَت تَحتَلُّ كَياني
وَتُنيرُ الأُمسِيات
قَالَت أَحبَبتُكَ يا عُمري
وَسَأَبقى حافَظِةً حُبّي
إِن طالَ اللَيلُ عَلى دَربي
سَتُرهِقُهُ الظُّلُمات
لَمّا صارَحتُ الكَونَ بِها
وَعَصَيتُ الأَهلَ وَرُحتُ لَها
قالَت قَد كُنتَ تُسَلّيني
بِمَعسولِ الكَلِمات
لا لَستُ أُحِبُّكَ يا هَذا
فَكَفاكَ هَياماً وَعَذاباً
وَكَفاكَ حَديثاً عَن حُبّي
لَكَ قَد كَانَت كَذِبات
(4)
في قَلبي الأَحزانُ دَفينَة
فَشَكَوتُ وَ شَكوايَ ثَمينَة
فَطَيَّبَتِ القَلبَ وَقالَت
دَع عَنكَ الذِّكرَيات
كَانَت تَنهاني عَن حُزني
يَا لَيتَ نُهى القَلبِ أَجَبني
قَالَت وَتَذَكَّر أَنَّ الشَّرَّ
غَذى بَعضَ البَنات
لَمّا طابَ القَلبُ لَدَيها
صَدَّقتُ الوُدَّ بِعَينَيها
هَجَرَتني لِتُقَرِّرَ قَلبي
في صُحُفِ الأَموات
(5)
وَأَماني أُخرى في قَلبي
كَيفَ سَأَنساها يَا رَبّي
يا وَيحي لا لَم تَصفَعني
بَل كُنتُ الصَّفَعات
وَصَفَعتُ أَنا القَلبَينِ بِها
لَمّا أَهدَيتُ القَلبَ لَها
ثُمَّ تَدارَكتُ الأَشواقَ
وَأَغلَقتُ الشُّرُفات
في قَلبي أَربَعُ حُجُراتٍ
مُلِئَت بِالآهات
في قَلبي أَربَعُ صَفَعاتٍ
دَمَّرَتِ الحُجُرات