|
عقّ الصّغارُ لأمّهم وتنكروا |
ذرّوالترابَ على الجبين وأدبروا |
جمعوا الدناءة والخزيةَ في الخفا |
وبكلِّ لؤمِ في الخيانة فكروا |
غمسوا الفضائل في النفوس فَدُنّست |
نقعوا المواجع في الإناء وبكّروا |
وأتوا لِهتكِ سنا العروبةِ جهرة |
وقفوا أمامها كالجحيم وحاصروا |
قالوا دواؤكِ بالشفاء تجرعي |
فالموت يرقص والرياح تُزمْجِرُ |
لفحوا الشموع الساهراتِ بعينها |
وضياء روح بالطهارة تُسترُ |
قالت تولوا يابنيَّ فإنني |
أنذرتُ صوما للإله فغادروا |
عرفت مآرِبَ ماتدسُّ نفوسهم |
ورأت شروراً في العيون تُدبَّرُ |
قد سلّموا الألباب كلها للعدا |
صاروا ككأسٍ بالسموم يُشطَّرُ |
فقلوبهم وسط اليباس بلا دِما |
رُكِزتْ ككوزٍ في الغُبار يُصفّرُ |
صهروا الفضيلة في الرذائلِ واشتهوا |
رغد الحياةِ ومايسرُّ ويُسحرُ |
يتنصلون من التوحُدِ ريبة |
لزموا العدوَّ وصاروا منهُ يُسيَّروا |
هيَ أمَّةٌ ضاقت بطيش صغارها |
بليت بقومٍ للنفوذ تقعّروا |
باتت تُولْوِلُ في الربوع لعلّها |
تسلو بصحبة راشدٍ يتفكّرُ |
ولعلها تأوي لركْنِ عزيمةٍ |
فتزيلُ جُرحا في رحابها ينخرُ |
خرجت تُحدِّقُ في الجميع مع الضُّحى |
فرأت هشاشتهم تزيد وتكبُرُ |
فمضت تهيم على القفارِ فقابلت |
زمنا يئنُّ ويستغيثُ ويُصهرُ |
دخلت خلالهُ تستبين ُ صراخهُ |
فإذا جحيمٌ في ربوعه يُزْفرُ |
جالت بفكرها في الزمان فهالها |
كيف التقهقُرُ والخطوبُ تُشمِّرُ |
وبدت رياحُ البينِ تعصفُ في المدى |
حملت مآسٍ للغفاةِ تُحضَّرُ |
رحلت بعينها في الدهور واطرقت |
ذكرت ممالك في القبور تُبعثرُ |
حضنت رمالها والبكاء يهزُّها |
رفعت فؤادها بالمآسي تُذكِّرُ |
أنسيت ياهذا الزمان عويلهم |
أنسيت قوما في النعيم تخثّروا |
أنسيت أرضا للطوائفِ دُمّرت |
أنست قوما للتوحُدِ أدبروا |
كيف العدوُّ وقد تفانوا بكفّهِ |
مثل الطيور من المخالب تُشْطرُ |
لم يرحم العلج البغيض صغارهم |
بل كان في كل الرؤس يطيِّرُ |
لم يفسح الدرب النهار أمامهم |
كان الظلام على المحاجرِ يسْهرُ |
ذابوا على تلك الربوع كمالندى |
فاحوا ولم يبقى لهم من يُخْبرُ |
عادوا إلى شطّ المضيق بذلهم |
مااستأذنو من طارقٍ أوعبّروا |
يسعون في ضيق الحياة مع الردى |
صار الرّدى من كرْبهم يُسْتأ ثرُ |
أوما استفدت من الحوادث يافتى |
أوما حلِمتَ وماتزالُ تُبذّرُ |
للقهر تزحف كالرقيقِ مقبلا |
كفّ اليهودِ وفي المحافلِ تُنْهرُ |
أرضيت بالذلّ المهينِ لأمّتي |
وعرضت صلحا للجناةِ يُجيَّرُ |
ونسيت شعبا في المجاهل يشْهقُ |
ونسيت طفلا في الجنازر يُقبرُ |
ونسيت قدسا في الحصار يلوكها |
نابُ العدوِّ وفي اللهيب تُسجَّرُ |
ونست دارا بالقنابل أحْرِقتْ |
طُمِستْ وصارت لليهود تُعمّرُ |
عارٌ عليك من العروبة تُسْلخُ |
وتسيرُ رُغما للخضوع تُقهْقِرُ |
أرضٌ يباركها الإله بعرشهِ |
في ساحة المعراج نصْرُها يُبْصرُ |
تلك النبوءةُ في القريبِ شروقها |
زيتونةٌ وسط السهول تُبشِّرُ |
ياقدسُ طهرُك يستحيلُ على العدا |
والرعبُ أصبح في اليهودِ يُكشِّرُ |