أخي بندر ..
قصيدة جميلة ، ذات شجوٍ بديع ، واقتناص للقافية بذكاء رغم حدّتها .
استوقفتني المواضع التاليه :
في عينهٍ ماضٍ وفي فمهِ iiصـدىً يهذي بصـوتٍ خافـتٍ iiمتـرددِ
إشباع الهاء في " عينه" و " فمهِ " ولو أعقبتها بكلمة "الصدى" لتداركت الاشكال . ومثيل لها فيما تبع لن نأتي على ذكره حصراً .
قـدْ يرتويـنَ إذا أتـاهُ iiخلسـةً نومُ الصريعِ الهائـمِ iiالمستنجـدِ
اشباع الهاء في " أتاه" ويمكن استبدالها بلفظ " تسلل" .
يتبعنـهُ أيـنَ اغتـدى iiفكـأنّـهُ جذعٌ وهنَّ بروقُ غيـثٍ iiمرعـدِ
لفظ " اغتدى " حركي وهن يتبعنه أي أنه متحرك وهذه الصروة ناقضها العجز في لفظ " جذع" فكان التشبيه بالجذع علامة على ثباته وهذا يناقض صورة الصدر .
إنْ أمسكتـكَ منيّـةٌ هيهـاتَ iiأنْ تنجو بروحكَ فاستعـدْ iiوتشهَّـدِ
لفظ " فاستعدْ " إن كان مصدره الاستعداد هنا وجب تشديد آخره وفي ذلك خروج عن الوزن . وإذا كان المراد به استعادة واسترجاع ما نسيته من الذكر فهذا جائز لكن الصورة أغرقت في الرمزية واحتملت أكثر مما تحتمل ، أما إذا كانت " فاستعذْ " فلا غبار عليها من كل الجوانب .
فتنُ الحياةِ كثيرةٌ شخَصَـتْ لهـا مقلُ المريدِ ومنْ تليـهِ iiالحُسَّـدِ
هذيْ الحياةُ وكيفَ طالَ مُرِيدُهـا تُقضَى وكلُّ الخلقِ غيـرُ iiمخلَّـدِ
لا يرتويـنَ ولا يـردنَ iiلغـايـةٍ غيرَ الحديثِ المؤنـسِ iiالمتمـرِّدِ
مقل المريد
طال مريدها
ولا يردنَ
خضعت التجربة للانسياق اللا إرادي للفظ وهي مؤاخذة تستوجب الإشارة إليها من باب التنبيه لعدم استحسان توارد اللفظ وتأثيره على تكوين الصورة الكامله .
يا سيّدي كمِ فتنةٍ حَصُنَ iiالـورى منّها وكم قبضٍ يجيءُ بـلا يـدِ
صورة غاية في الابداع رسمت الحكمة في أجمل معانيها ، قوة في التماسك اللفظي والبلاغي .
أحييك شاعرنا الارق من النسيم . دمت منشداً في تألق المبدع .
تحياتــــي
طائر الاشجان