أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 21

الموضوع: كيف حاربت المؤسسة الدينية روحية التساؤل؟

  1. #11
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    عزيزي الله،
    مَن رسم هذه الخطوط على الخريطة حول الدول ؟ نان

    ........................

    خلق الله الأرض بلا خطوط

    فلم وضعناها نحن وابتعدنا

    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    منك الحسنة يا رب ومنا كل السيئات
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  2. #12
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    الفصل مابين دين الأنبياء ودين الفقهاء ... ضرورة فكرية
    الإنسان : موقف

  3. #13
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    عزيزي الله،
    الأشرار سخروا من نوح: "تصنع سفينةً فوق الأرض الجافة أيها الأحمق!" لكنه كان ذكيًّا، كان ملتصقا بك. هذا ما سوف أفعله أيضا. إيدين

    \

    نعم نجلاء :

    الأشرار يعتقدون أن الأخيار أيضاً ... أشرار مثلهم

  4. #14
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    في الحقيقة ما يجعلني أتواصل معك في هذه الأوقات الصعبة التي نعيشها هو قناعتي بأنّك مستعد لتقبل الرأي والرأي الآخر بصدر رحب ، ولذلك ستجدني – إذا ما استمر النقاش على قاعدة أنّ الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية – ومعك أنت بالذات ، على اتصال دائم بكل ما تطرحه ، وستجدني أيضًا بعيدًا جدًا عن المجاملة ومقدماتها .
    هذا الموضوع الذي نحن بصدده يحمل عنوانًا مغلوطًا من أساسه ، ولا يصحّ تعميمه ، فالقول بمؤسسة دينية تمنع روحية التساؤل وبهذا القدر من الحجم و المبالغة يجعل من هذه المؤسسة – إنْ صحّ إطلاق هذا اللفظ – شبيهة بتلك المؤسسات التي سادت في العصور الوسطى ، وكاتب المقال السيد أحمد العمري لم يجد حرجًا في ذلك وهذا خطأ محض يقع فيه ، لأنّ التشبيه في غير محله ، ولا يصح إطلاقًا أنْ نصف الكنيسة بكل مفاسدها وأخلاقياتها المنحرفة في العصور الوسطى وبكل الكتب المزورة التي كانت تعتمدها مع واقعنا لا في الماضي ولا في الحاضر .
    إضافة لذلك فإن الدكتور المحترم أحمد العمري وصف التفسيرات وأصحابها بأوصاف لا تليق بهم فإنّه في المقابل يسقط هو الآخر في نفس الفخ الذي نصبه لغيره ، إذ يعتبر نفسه قد وصل إلى الحقيقة المطلقة بتفسيره المقتضب لما ورد في الآية في سورة الأنعام ، فلماذا نقبل بتفسيره ونرفض ما دون ذلك ؟ هل نزل عليه الوحي فأخبره بالحقيقة كاملة أم اجتهد ؟ إذا كان قد اجتهد فالآخرون مجتهدون أيضًا ، ولكل امرئ اجتهاده الخاص . فهل الحقيقة تصب في خانة العمري لوحده ليجزم أنّ رأيه هو الحقيقة بعينها ؟
    إنّ من المؤسف حقًا أنْ يخرج إلينا بين كل حين وآخر إنسان ما ليقول أنا فقيهكم ومفسركم الأوحد ، والسؤال المطروح يقول : لماذا لا يقول من يجد تفسيرًا معقولًا وأكثر منطقية من تفاسير أخرى سواء قديمة أو جديدة فيدعو لإعمال النظر فيها وبدون أن يتكبر أو يتهم غيره بالتخلف أو بنظريات المؤامرة ، في قناعتي الشخصية أعتقد بأنّ هذا الأمر يكمن وراءه هدفًا - من جملة أهداف ليست بريئة من نظري - يراد من وراءه إثارة زوبعة تثير كمًا من الغبار لا يمكن تفادي رؤيته من أجل تسليط الضوء على نفسه ، وإلا فالمفكّر يجدر به أنْ يحترم أراء الآخرين وإذا ما جاء بجديد فعليه أن يضعه وبهدوء على طاولة الحوار لكي يقرأ القارئ ويقارن بين ما جاء به وما كان معروضًا من قبل ، ويترك ليفكر ويقرر بنفسه ، لا أنْ يقاد عنوة لهذا الرأي الجديد ، وما يفعله السيد أحمد العمري بكل بساطة يقول من لا يتبع رأيي فهو على شاكلة من وصفهم بالتقليدين وأصحاب المؤسسات الدينية الكنسية التي حجرت على العقل وأعمته ، وهو هنا يضعنا أمام خيار وحيد: إمْا أن تكون معي ؛ وإمّا أنك متخلف ،وهذا هو السقوط بعينه ، وهذا هو ما ينكره على غيره وما وقع فيه هو أيضًا .
    أنْ تعرض رأيًا وتفسيرًا جديدًا فهذا شيء إيجابي يدفع عجلة الفكر والتقدم إلى الأمام ، وأنْ تنقد غيرك بأدب وبواقعية وبدون تجني وتزييف للحقائق فهذا هو عمل المفكر الذي يحترم نفسه وتفكيره .
    إنّ ما ورد في مقال الدكتور أحمد العمري حقيقة يعيدنا إلى سؤال بات يفرض نفسه ويقول : إذا كان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام – وأتساءل في هذا الصدد لماذا لا يتأدب المفكّرين مع أنبيائهم حين يذكرونهم – كما يقولون يبحث عن الحقيقة كما يصورونها ، فهل هم أيضًا يشكون ويريدون أن يبحثوا عنها أيضًا ؟ وهذا السؤال قد تكرر كثيرًا ، إبراهيم عليه الصلاة والسلام شك فلماذا لا نشك نحن أيضًا ونبحث عن الحقيقة ؟ ولكن عن أية حقيقة يبحثون هنا السؤال ؟ وفي ماذا يشكون تحديدًا وقد ختمت الرسالة وانتهى عصر الوحي ، وتركت الأمّة على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها ؟
    نحن نتفق في مقولة أنّ تقديس الرأي لبشر ليسوا معصومين عن الخطأ خطأ بليغ وله تبعات خطيرة ، ولكن من يقول بذلك فهو أيضًا يضعنا أمام اعتناق رأي وحيد ويدعونا لاعتناقه كحقيقة وحيدة أيضًا .
    أمّا ما قاله الدكتور خالص جلبي عن النقد العلمي وغير العلمي فالرد عليه سيكون قريبًا جدًا بإذن الله تعالى
    وخلاصة القول أخي خليل :
    الإصلاح لا يكون بمثل هذه الطرق الدعائية . الإصلاح يكون بالتفاهم والحوار والبعد عن الطعن بأناس رحلوا ولم يعد بإمكانهم أنْ يدافعوا عن وجهات نظرهم ، وليس عن طريق تسفيه أفكارهم . وليس كل من خرج بفكرة جديدة هو صاحب الحقيقة المطلقة ، وإضافة إلى ذلك فهم أيضًا لم يقولوا أنّ رأيهم هو وحي وهو الحقيقة بعينها ، والله تعالى أعلم بمراده كانت تصاحب كل رأي يخرجوا به ، في حين أنّنا نادرًا ما نرى مثل هذه العبارة عند مفكري هذه الأيام ، والله تعالى أعلم .
    وقد نعود ..
    تقديري واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #15
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    فلماذا لا نشك نحن أيضًا ونبحث عن الحقيقة ؟ ولكن عن أية حقيقة يبحثون هنا السؤال ؟ وفي ماذا يشكون تحديدًا وقد ختمت الرسالة وانتهى عصر الوحي ، وتركت الأمّة على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها ؟

    \

    أخي النجيب الحبيب الأقرب إلى قلبي ..

    سعادتي بحضورك الثري غامرة ... والله

    أخي الكريم :

    نعم يحق لأي إنسان أن يبدي إعتراضاته على كل المنظومة الفكرية لرسالة الإسلام علناً حتى يتسنى للعلماء الرد على هذه الإعتراضات .. مهما كان موضوعها بإستثناء مسائل أصولية ثلاثة : الله والنبوة والمعاد ( وهذا رأيي وقد أكون مخطئاً )... فالشك عندي هو نظير تفاعل النص مع الواقع من زاوية أن الإسلام هو دين الزمان والمكان المطلقين وهو دين البشر أولهم آدم وآخرهم حتى يرث الله البلاد والعباد .. والرسول هو رسول الإسلام المطلق من آدم وحتى آخر إنسان سيعيش فوق الأرض ..


    نعم


    الحياة لا تتوقف عند فهم خالص أو خليل أو العمري أو الضميري .. الحياة تستقبل الرؤى لكنها تتبنى الأصلح تخت شعار القانون القرآني المجيد فأما الزبد ...

    المعرفة كائن حي ينمو .. سواء سارعنا معه أم تباطئنا عنه .. فهو سيظل كائناً حياًُ ينمو ..

    \


    الإسلام لايملك .. آلية الإلزام

    لايملكها إلا في الأطر التأصيلية الثلاثة آنفة الذكر ( الله والنبوة والمعاد )

    وأكثر من هذا فإن الأسلام والرسول عليه الصلاة والسلام ليدعوانا إلى رفض القولبة الفكرية على ما وجدنا عليه آباؤنا ..

    \

    روحية التساؤل فريضة قرآنية ..
    ولكن
    من يجيب على تساؤلاتنا هو الذي سيعطي قيمة لهذه التساؤلات وهو الذي يبذرها في تربتها النافعة أو يدفنها في مقابر الأفكار ...


    الله أسأل أن يهدينا سواء السبيل لفهم أسس دينه وطروحات قرآنه الذي هو كنزنا المعرفي المجيد .

    \

    بوركت أخي الحبيب وأنتظرك شوقاً .. دوماً

  6. #16
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    مايشغلني حقاً هو أن نتحدث عن بدائل

    وبمعنى آخر البحث عن صواب واصوب .


    والقرآن الكريم يقول:(ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات)

    وسارعوا في الخيرات

    ولها سابقون

    \

    بالغ مودتي

  7. #17
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي

    أشتاق لحرفك أيها الراضي المرضي ياشقيقي في الوجع

  8. #18
  9. #19
    الصورة الرمزية احمد خلف قلم فعال
    تاريخ التسجيل : May 2011
    الدولة : الإمارات حالياً
    المشاركات : 1,348
    المواضيع : 200
    الردود : 1348
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ورد في الحديث :
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : { رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } . ويرحم الله لوطا ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد ، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف ، لأجبت الداعي ) . الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3372
    خلاصة حكم المحدث: [ص
    ) فليس المراد ههنا بالشك ما قد يفهمه من لا علم عنده، بلا خلاف.
    وانقل لكم من تفسير القرطبي رحمه الله
    وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتىاختلف الناس في هذا السؤال هل صدر من إبراهيم عن شك أم لا ؟ فقال الجمهور : لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكا في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة ,
    وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به , ولهذا قال عليه السلام : ( ليس الخبر كالمعاينة ) رواه ابن عباس ولم يروه غيره , قاله أبو عمر .
    قال الأخفش : لم يرد رؤية القلب وإنما أراد رؤية العين . وقال الحسن وقتادة وسعيد بن جبير والربيع : سأل ليزداد يقينا إلى يقينه .
    قال ابن عطية : وترجم الطبري في تفسيره فقال : وقال آخرون سأل ذلك ربه ; لأنه شك في قدرة الله تعالى . وأدخل تحت الترجمة عن ابن عباس قال : ما في القرآن آية أرجى عندي منها . وذكر عن عطاء بن أبي رباح أنه قال : دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فقال : رب أرني كيف تحيي الموتى . وذكر حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نحن أحق بالشك من إبراهيم ) الحديث , ثم رجح الطبري هذا القول .
    قلت : حديث أبي هريرة خرجه البخاري ومسلم عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن ؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي , ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي ) . قال ابن عطية : وما ترجم به الطبري عندي مردود , وما أدخل تحت الترجمة متأول .
    فأما قول ابن عباس : ( هي أرجى آية ) فمن حيث فيها الإدلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا وليست مظنة ذلك . ويجوز أن يقول : هي أرجى آية لقوله " أولم تؤمن " أي إن الإيمان كاف لا يحتاج معه إلى تنقير وبحث .
    وأما قول عطاء : ( دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس ) فمعناه من حيث المعاينة على ما تقدم . وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( نحن أحق بالشك من إبراهيم )
    فمعناه أنه لو كان شاكا لكنا نحن أحق به ونحن لا نشك فإبراهيم عليه السلام أحرى ألا يشك ,
    فالحديث مبني على نفي الشك عن إبراهيم , والذي روي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
    ( ذلك محض الإيمان )
    إنما هو في الخواطر التي لا تثبت , وأما الشك فهو توقف بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر , وذلك هو المنفي عن الخليل عليه السلام . وإحياء الموتى إنما يثبت بالسمع وقد كان إبراهيم عليه السلام أعلم به , يدلك على ذلك قوله : " ربي الذي يحيي ويميت " [ البقرة : 258 ]
    فالشك يبعد على من تثبت قدمه في الإيمان فقط فكيف بمرتبة النبوة والخلة , والأنبياء معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة إجماعا .
    وإذا تأملت سؤاله عليه السلام وسائر ألفاظ الآية لم تعط شكا , وذلك أن الاستفهام بكيف إنما هو سؤال عن حالة شيء موجود متقرر الوجود عند السائل والمسئول , نحو قولك : كيف علم زيد ؟
    وكيف نسج الثوب ؟
    ونحو هذا . ومتى قلت : كيف ثوبك ؟ وكيف زيد ؟ فإنما السؤال عن حال من أحواله . وقد تكون " كيف " خبرا عن شيء شأنه أن يستفهم عنه بكيف , نحو قولك : كيف شئت فكن ,
    ونحو قول البخاري : كيف كان بدء الوحي . و " كيف " في هذه الآية إنما هي استفهام عن هيئة الإحياء , والإحياء متقرر , ولكن لما وجدنا بعض المنكرين لوجود شيء قد يعبرون عن إنكاره بالاستفهام عن حالة لذلك الشيء يعلم أنها لا تصح , فيلزم من ذلك أن الشيء في نفسه لا يصح , مثال ذلك أن يقول مدع : أنا أرفع هذا الجبل , فيقول المكذب له : أرني كيف ترفعه فهذه طريقة مجاز في العبارة , ومعناها تسليم جدلي , كأنه يقول : افرض أنك ترفعه , فأرني كيف ترفعه فلما كانت عبارة الخليل عليه السلام بهذا الاشتراك المجازي , خلص الله له ذلك وحمله على أن بين له الحقيقة فقال له : " أولم تؤمن قال بلى " فكمل الأمر وتخلص من كل شك , ثم علل عليه السلام سؤاله بالطمأنينة .
    قلت : هذا ما ذكره ابن عطية وهو بالغ , ولا يجوز على الأنبياء صلوات الله عليهم مثل هذا الشك فإنه كفر , والأنبياء متفقون على الإيمان بالبعث .
    وقد أخبر الله تعالى أن أنبياءه وأولياءه ليس للشيطان عليهم سبيل فقال : " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " [ الحجر : 42 ] وقال اللعين :
    إلا عبادك منهم المخلصين , وإذا لم يكن له عليهم سلطنة فكيف يشككهم ,
    وإنما سأل أن يشاهد كيفية جمع أجزاء الموتى بعد تفريقها وإيصال الأعصاب والجلود بعد تمزيقها , فأراد أن يترقى من علم اليقين إلى علم اليقين , فقوله : " أرني كيف " طلب مشاهدة الكيفية . وقال بعض أهل المعاني : إنما أراد إبراهيم من ربه أن يريه كيف يحيي القلوب , وهذا فاسد مردود بما تعقبه من البيان , ذكره الماوردي
    قال أولم تؤمن
    ليست الألف في قوله " أولم تؤمن " ألف استفهام وإنما هي ألف إيجاب وتقرير
    كما قال جرير :
    ألستم خير من ركب المطايا والواو واو الحال . و " تؤمن " معناه إيمانا مطلقا , دخل فيه فضل إحياء الموتى .
    قال بلى ولكن ليطمئن قلبي
    أي سألتك ليطمئن قلبي بحصول الفرق بين المعلوم برهانا والمعلوم عيانا .
    والطمأنينة : اعتدال وسكون , فطمأنينة الأعضاء معروفة , كما قال عليه السلام : ( ثم اركع حتى تطمئن راكعا ) الحديث .
    وطمأنينة القلب هي أن يسكن فكره في الشيء المعتقد . والفكر في صورة الإحياء غير محظور , كما لنا نحن اليوم أن نفكر فيها إذ هي فكر فيها عبر فأراد الخليل أن يعاين فيذهب فكره في صورة الإحياء .
    وقال الطبري : معنى " ليطمئن قلبي " ليوقن , وحكي نحو ذلك عن سعيد بن جبير , وحكي عنه ليزداد يقينا , وقاله إبراهيم وقتادة . وقال بعضهم : لأزداد إيمانا مع إيماني . قال ابن عطية : ولا زيادة في هذا المعنى تمكن إلا السكون عن الفكر
    وإلا فاليقين لا يتبعض .
    وقال السدي وابن جبير أيضا : أولم تؤمن بأنك خليلي ؟ قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي بالخلة .
    وقيل : دعا أن يريه كيف يحيي الموتى ليعلم هل تستجاب دعوته , فقال الله له : أولم تؤمن أني أجيب دعاءك , قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي أنك تجيب دعائي .
    واختلف في المحرك له على ذلك , فقيل : إن الله وعده أن يتخذه خليلا فأراد آية على ذلك , قاله السائب بن يزيد . وقيل : قول النمروذ : أنا أحيي وأميت . وقال الحسن : رأى جيفة نصفها في البر توزعها السباع ونصفها في البحر توزعها دواب البحر , فلما رأى تفرقها أحب أن يرى انضمامها فسأل ليطمئن قلبه برؤية كيفية الجمع كما رأى كيفية التفريق ,
    ولنا ان نقول- الناقل - بناءً على ما تقدم أن العقل له حدود ومن حدوده إدراك حقيقة أن له حد يقف عنده فيكون النص الإلهي فوقه وهذا منتهى الإيمان
    وإلا أي معمل يعتمد العقل يؤمن أن العصا تكون ثعبان
    وأي عقل عند عذاب القبر ..إذ لو كشفنا أي قبر لوجدنا رمام!!!
    والأمثلة كُثر على ذلك
    ...الجنة والنار لاتثبت إلا بالنصوص
    وحديث الجساسة والأعور الدجال وهو في صحيح مسلم ..كلها امور ينكرها العقل ...
    لكن الإيمان يقبلها ويسلم بها
    ولي تعليق أخير هذه دعوة لضرب السند المنقول بالتواتر فنحن أمة قال وحدثنا ...فإذا صح السند فعلى العين والرأس
    فالعقل آلة فهم وليس حجة على الشرع
    وما تبقى من أمور الدين ...فأطلق العقل فيها على ما تشاء.... لا بل هو المندوب بالشرع عملاً بما ورد في القرآن والحديث
    وفقني الله وإياكم ونفعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
    وصلى الله وبارك على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  10. #20
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    المشاركات : 382
    المواضيع : 55
    الردود : 382
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    سلام عليكم إخواني وأخواتي ! قد أكون جئت متأخرا لكنه أفضل من أن لا آتي في هذه الساحة الكريمة .. أود أن أشير إلى جملة من الأمور :
    1- حقيقة لقد استمتعت بالموضوع وإن لم يكن في فقه الأولويات أن نثير مثل هذه المواضيع لأن تلك أمة قد خلت .. لماذا لاننشغل بقضايانا المصيرية , مثل قضايا الأرض والإنسان .
    2- كانت بعض الردود في منتهى الروعة من حيث الموضوعية وإن كان صاحب المقال يحيد عن الموضوعية إلى الشخصية أحيانا وهذا ممايضعف المصداقية في الطرح .
    3- لاننس أن القرآن وهو يدعو إلى الاجتهاد يدعونا أيضا أن نستحضر الجو الذي نزل فيه القرآن الكريم ونستحضر واقع الناس الفكري والديني آنذاك فالقرآن كتاب هداية وليس فيلسوفا يونانيا مع حبي الكبير للفلسفة .
    4- إن وضعية الأنبياء بالنسبة لغيرهم من البشر لها وضعية خاصة , مثل : ( واصطنعتك لنفسي ) وقوله تعالى : ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) ومن مظاهر الاصطفاء أن يميزهم عن بقية خلقه , فقد كفاهم الله عناء التفكير الفلسفي والحيرة والتخبط والبحث عن إله .
    5- أن عقيدة التوحيد ليست فكرة جديدة على إبراهيم فهي موجودة منذ الخلقة الأولى : قال تعالى : أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض ..) وهو دين الأنبياء من قبل إبراهيم عليه وعليهم السلام , فما الداعي لأن يتخبط خليل الله إبراهيم - حاشاه - ويضرب في الكواكب والأفلاك ؟!!
    6- هناك أمر مهم في قضية ترابط الآيات وقيمتها في التفسير فالآيات قبل هذه المناظرة تتحدث عن كفار قريش والآيات بعد هذه المناظرة أيضا تتحدث عن كفار قريش , فمالذي الذي يصرفها عن السياق ؟ إن هذه الآيات بمثابة تلقين وتسلية لمحمد صلى الله عليه وسلم : يعني كما أنك تعالج قوما يعبدون الأوثان والكواكب فإن أباك إبراهيم من قبلك كان يعالج قوما يعبدون الأوثان والكواكب أيضا ! يعني أن السياق سياق تلقيني تربوي وهو درس من دروس الأسلوب الدعوي , دعوني أنقل إلى حضراتكم كلاما للأديب المجدد محمد الغزالي رحمة الله عليه في تفسيره الموضوعي حول مناظرة إبراهيم قومه : إن الإله لايغيب عن ملكوته فمن يديره بعده ؟! إن أسلوب إبراهيم عليه السلام في التعريف بالله نقله القرآن الكريم إلى عرب الجاهلية مختوما بهذه النتيجة : إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) فهل يعي المشركون الذين يخاطبهم خاتم الأنبياء بالمنطق نفسه ؟! انتهى كلامه . إذن هو جهاد دعوة فقد عانى خليل الله معاناة كبيرة في دعوة قومه وفي استدراجهم للهداية وهذا أمر منطقي .. ولنا عودة إنشاء الله تعالى .. تحياتي للجميع

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. إشراقات روحية مع فريد الأنصاري
    بواسطة لطيفة أسير في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 65
    آخر مشاركة: 14-02-2013, 02:24 AM
  2. همسات روحية
    بواسطة إيمان رمزي بدران في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 04-08-2012, 07:54 PM
  3. كتاب أصول التأليف و الإبداع : كيف تكتب..كيف تقرأ.. كيف تنشر
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ الأَدَبِيَّةُ واللغَوِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-01-2008, 10:53 PM
  4. تنمية الثقافة الدينية للطفل....!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-04-2003, 06:13 PM