أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: هذا هو نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ،،،، يا أيها الآخر .

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jun 2008
    العمر : 67
    المشاركات : 46
    المواضيع : 17
    الردود : 46
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي هذا هو نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ،،،، يا أيها الآخر .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين الهادي إلى الحق وإلى صراط الله المستقيم سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته واتبع سنته إلى يوم الدين .
    وبعد . . . .
    فإن الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي نراها ونسمعها الآن من بعض الضالين والمغضوب عليهم والكافرين ، ممن أظلمت أبصارهم وبصائرهم ليست بجديدة أو حديثة ، بل هي قديمة قدم الإسلام ، منذ أن جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر ربه سبحانه وتعالى .
    بل يمكن القول إن الإساءة في حد ذاتها قد تعدت شخصه صلى الله عليه وسلم إلى أبعد من ذلك ، فوصلت إلى ذات الله سبحانه وتعالى .
    اقرأ ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى في الحديث القدسي ، إذ يقول :
    " شتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني ، وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني ، أما شتمه إياي فقوله : إن لي ولدا ، وأنا الله الواحد الأحد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد ، وأما تكذيبه إياي فقوله : ليس يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته "
    رواه أحمد والنسائي والبخاري في صحيحه .
    وأما الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فالتاريخ سجلها لنا ، إذ كانت من الكافرين حينذاك سافرة واضحة ، استهزاء وسخرية وعداء ومقاطعة ووصل الأمر كثيرا إلى القتال والمواجهة بآلات الحرب .
    وإذن فالأمر ليس جديدا مستحدثا ، بل هو متجدد بين الحين والحين ، ما بقيت الدنيا ، وما بقى الخير والشر ، وما بقى مؤمن وكافر ،
    والآن . . . . وقد أخرجت المخلوقات الضالة رؤوسها من الجحور فلفظت ما بداخلها من سموم ، فتجددت الإساءة .
    لذلك فإن الخطاب الآن يوجه إلى شقين :
    أما الشق الأول ، فهو إلى إخواني المؤمنين ، من يدنون بلا إله إلا الله محمد رسول الله في كل بقاع الأرض .
    الآن . . . . نحن في فرصة سانحة قيضها ربنا تبارك وتعالى لنا بهذه الصوروعلى هذا النحو .
    هي فرصة عظيمة ، يجب توظيفها صحيحا للتعريف بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبشريعته الغراء وسنته الشريفة ، باعتباره صاحب الرسالة الخاتم للناس أجمعين .هي فرصة سنحت لتحقيق ذلك قولا وفعلا ، في إطار شريعته وسنته صلوات الله وسلامه عليه .
    الآن ، وقبل أن تهدأ الغضبة الحقة ، وتفتر العزمة ، بعد أن ثارت الثورات ونظمت التظاهرات والمؤتمرات ، وقوطعت المنتجات ، وأعلنت الاقتراحات وبدأت بوادر الاعتذارات ، وغير ذلك مما يأذن به الله .
    بداية ،، يهمنا أن نقرر أن المسلم الحق في أقرب تعريف له ، هو ذلك الشخص صاحب السلوك القويم والخلق الكريم والفكر السليم ، من يجسد التوحيد الخالص الذي بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه ، متبعا لشريعته إيمانا واحتسابا ، عقيدة لا لبس فيها ، ودعوة لله رب العالمين .
    ثم . . . هي فرصة أتيحت لتجديد تطبيق منهجنا القويم ، نحو تربية وتعليم أولادنا الدروس والعبر من هذه الهجمة ، ( أسبابها منا ومنهم ) ، ثم علاجها بنهج محكم مثمر .
    فأسبابها منا ، لا تخرج عن تقصيرنا في تطبيق شريعتنا إفراطا وتفريطا ، ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
    وأسبابها منهم ، لا تخرج عن كفرهم وضلالهم ، مع تقدمهم وتأخرنا وهجومهم غرورا وغطرسة ، ودفاعنا تأخرا وخذلانا وضعفا .
    حقائق واقعة ، لا محيص عن الاعتراف بها وتصحيحها ، ما دام في الجسد نفس يخفق .
    إن مواجهة الآخر لها أكثر من باب ،
    لعل منها أن هؤلاء الذين نراهم الآن أمامنا ،،
    منهم المضلون الفجرة الكافرون الغَدَرَة أئمتهم ،
    ومنهم المضللون المغترون المنقادون لأئمتهم وصناديدهم .
    وهؤلاء وهؤلاء ، قلة وكثرة ، علينا مواجهتهم ، كلا حسب موقعه ضلالا وغيا .
    فأنت حين تناظر صنديدا مضلا ، تأتي ببيان تدحض به قوله وإضلاله ،
    وحين تخاطب مضللا منقادا ، بيانك تجاهه يغاير بيانك الأول .
    وباعتبار أن من ليس معنا فهو علينا ، وهو الذي نطلق عليه لفظ الآخر ، فإن هؤلاء وهؤلاء باب يمثل أحد وجهي الآخر .
    أما الوجه الثاني من الآخر ، فلا يقل أهمية عن سابقه ،
    ذلك هو الناشئة من أولادهم ، الذين يربونهم على كراهيتنا ، حقدا وضلالا وإضلالا ، فينفثون في عقولهم سمومهم ، وحينئذ فأنت في منافسة عظيمة .
    إما أن ينتصر آباؤهم المضلون ، فينجحون في تنشئة الناشئة مثلهم وعلى معتقداتهم وقواعدهم وسياساتهم ، وكلها تخالفك وتقاومك ،
    وإما أن تنجح أنت في أن تبذر فيهم بذورا تدعوهم إلى قبولك وقبول فكرك ومعتقدك ، ولو بعين محايدة ،
    فإذا سنحت سانحة ، فلن تجد تعصبا مقيتا أو رفضا تاما ، أو انغلاقا كاملا ، ومن ثم عداءا سافرا ،
    بل قد تبصر الأعين ، وتنجلي السحب ويزال الران من على القلوب ، وتكون هداية من رب العالمين ، وما ذلك على الله بعسير .
    " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام " . الأنعام 125.
    جهود لا بد لها من تخطيط محكم وتنفيذ مخلص تقوم عليه ، والإمكانيات لذلك على مستوى العالم الإسلامي الممتد ، كثيرة ومتنوعة ، ولكن يعوزها الترتيب والتوظيف والتنظيم ، وتنويع المواقع ، وتوزع الأدوار .
    إن نشر الفكر الإسلامي ، والدعوة المخاصة الواعية إليه ، في أرض غير إسلامية ، له ضوابطه وأصوله ، في ظل ظروفه ومتطلبات ، ه فضلا عن تنظيمه وتنفيذه .
    فيا أخي المسلم المؤمن ، أنت أعلم من الآخر بكيفية الانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونصرة دينه وشريعته ، والدعوة إليها إيمانا ويقينا ، واحتسابا لوجه الله رب السموات والأراضين .
    ابدأ بنفسك ، فلن يغير الله ما بك حتى تغير ما بها ،
    ولن تعدم الكيفية ، ولن تضل الطريق ،
    ابدأ مخلصا نيتك ، فإنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا .
    إن الكلام المفترض توجيهه إليك ، لا يخفى عليك ، ولا أدق ولا أصدق ولا أبلغ من مصحفك الذي في بيتك ، ارجع إليه ، وكفى به هاديا مرشدا ، وكفى به نصيرا .
    وقبل أن يضيق بي المقام ، أتوجه بالخطاب إلى هذا الآخر ، للتعريف بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، مقتطفا بعض الأمثلة القليلة جدا ، على أمل أن تقرأ من الآخر ، بعين محايدة ،
    فإذا كان حقا – وهو حق لا شك فيه – التقينا ،
    أما إذا كانت الأخرى ، فإن العيب ولا شك مني بتقصيري ، أو بفشلي في الإقناع ، وإظهار الحق المبين .
    فيا أيها الآخر . . .
    أحسبك سويا عاقلا ، تقر الحق متى ظهر ، أجادلك بالتي هي أحسن .
    اقرأ التاريخ غير المزيف ، وانظر فيه بقلب سليم وفكر عاقل ،
    وانتظر قبل أن تحكم ، ريثما تفرغ من سماعي أو قراءة تاريخنا الصادق .
    سجل التاريخ أن محمدا صلى الله عليه وسلم ولد في مكة ،
    هل هذا فيه شك ؟
    ومكة لا تقع على بحر وليس فيها آنذاك علوم وفنون ومخترعات مما هو الآن هل هذا فيه شك ؟
    دعنا نسرد بعضا من تاريخ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منذ أن ولد إلى أن لحق بربه ، في وقفات تأمل ، لعلها تنير لك الطريق
    يا أيها الآخر . . .
    ما بالك بإنسان تسمع عنه أن لقبه الصادق الأمين ،
    لقبه به معاصروه كبيرا وصغيرا ،
    أليس ذلك مما يلفت النظر ويستوقف الفكر ؟
    نعم كان لقبه الصادق الأمين .
    الصدق ، والأمانة ، كلاهما مزية عليها مدار الخلق السوي ، والسلوك المثالي في دنيا الناس ،
    فمن اشتهر بهما كان ولا بد محلا للاحترام والتوقير والمشورة والاقتداء ،
    ولم لا والصدق والأمانة لا يأتي منهما إلا الخير والفضل ؟
    يذكر التاريخ أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جهر بدعوته في مكة ، بأمر من الله تعالى وعادته قريش ،، جاءه وافد منها .
    هذا الوافد عرض عليه عروضا ،،
    لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل منها شيئا ، لكانت دعوته إلى الله محل نظر ، ولتحول القول له ، إلى القول عليه .
    هل تدري ماذا كانت تلك العروض ؟
    لو كان هذا الذي يأتيك رئيٌ ، أتينا لك بأعظم الأطباء لتشفى ،
    لو كنت تريد من النساء شيئا ، زوجناك من تختار ، من أحسن فتياتنا وبناتنا بما في ذلك من جمال وشرف ونسب .
    لو كنت تريد مالا ، جمعنا لك من أموالنا ما تصير به أغنى رجل في مكة .
    فإذا تركنا النظر في العروض السابقة ،
    فعلينا الاهتمام بهذا العرض الأهم ،،
    إذ قال وافد قريش :
    لو كنت تريد ملكا ملكناك علينا .
    يا الله . . .
    هل هناك أسخى من هذا العرض ؟
    لا .
    علما بأن قريش في مكة آنذاك ، لها السيادة على العرب جميعا ، بحكم خدمتهم لبيت الله الذي يقدسه العرب من كل القبائل ، وبحكم تجاراتهم الواسعة في مختلة الجهات شمالا وجنوبا لاسيما رحلتي الشتاء والصيف ، وبحكم علاقاتهم المتعددة والمتنوعة مع كل جيرانهم من أفراد وقبائل وشعوب ودول .
    ومع ذلك ،
    لو كنت تريد ملكا لملكناك علينا .
    هي مساومة ،، ما أغلاها وما أثمنها ، لو قبلها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    لو ترك ما يدعو إليه ، وملك قريشا .
    لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير .
    إنها الرسالة ،،،،،،
    رسالة الإسلام ،،
    إن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم جهر بدعوته بأمر ربه ، لا ليملك أو ليترأس ، كما ظن أبو الوليد وافد قريش ، أو كما يظن من هو على شاكلته .
    وهل هناك أكثر أو أعظم أو أسخى مما عُرض عليه ؟
    نعم .
    إنها الرسالة . . .
    رسالة الإسلام .
    لذا . . . .
    لم يقاطعه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى من مقالته ، فسأله : أوقد فرغت ؟
    فلما قال نعم ،
    قال له محمد صلى الله عليه وسلم :
    إذن فاسمع ،،،،،،،،،، وتلا قرآن ربه .
    لا يفوتنا هنا أن نركز على أن محمدا صلى الله عليه وسلم حينئذ في هذا اليوم في الأربعينيات من عمره الشريف ، وهي سن قصارى الآمال فيها أن يكون صاحبها نديما لملك ، أو صهرا له ، أو حتى أخاله ،
    أما وقد عرض عليه الملك ذاته ،
    فهذا شيء لا يجدر إغفاله أو تركه ، أو عدم النظر فيه .
    رفض الملك على قريش ، ليكون عبدا لله ، ورسوله الخاتم .
    هذا هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    بر بقسمه الذي أقسمه لعمه :
    { والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ، ما تركته حتى يظهره الله ، أو أهلك دونه } .
    وما قيمة الشمس والقمر بجانب الرسالة ؟
    بل وما قيمة السموات والأراضين بما فيها بجانب الرسالة ؟
    إنها الحقيقة التي هي أعمق من ذلك بكثير .
    إنها الرسالة ،،،
    رسالة الإسلام ،،
    ثم . . . .
    يا أيها الآخر . . . .
    لو طالعت التاريخ الصادق ، غير المحرف أو المزعوم ، لتأكدت أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الوحيد من بين البشر الذي دونت سيرته كلها بكل تفاصيلها ، دونما تحريف أو تغيير أو سهو أو إغفال ،
    ومع ذلك ،، فلم توجد في كل هذا العمر المبارك الذي امتد ثلاثة وستين عاما أية غلطة أو سقطة أو مثلبة أو نقيصة ،
    بل على العكس والنقيض من ذلك ، تماما بتمام ، فكلها صدق وأمانة وعفة ونبل وشهامة وقوة وشجاعة ومروءة وفتوة وإحسان ووفاء ورحمة وفصاحة وبلاغة وبركة ، وكل ما يندرج تحت عنوان مكارم الأخلاق ، وأحاسنها .
    حقائق سجلها التاريخ الصادق ،
    عليك بمطالعتها بفكر سليم عاقل ، خال من الشوائب والرواسب ،
    ثم احكم .
    أتدري لماذا ؟
    لأنه صفوة الخالق ، ورسوله الخاتم ، ورحمته المهداة للعالمين .
    يا أيها الآخر . . .
    هاك مثال في الأمانة ، جدير بالالتفات إليه بكل حاسة وجارحة ،،
    يوم أن أزمع الهجرة من مكة ، بعد أن وصل مع قريش إلى الطريق المسدود ، خلف عليا بن أبي طالب في مكة ،
    أتدري لماذا ؟
    ليرد الودائع التي كانت عنده لقريش .
    اقرأها مرة أخرى . . .
    ليرد الودائع التي كانت عنده لقريش .
    نعم ،،، ودائع القرشيين كانت عنده ، مع كل هذه الخصومة والمخالفة في العقيدة ،
    عادوه إلى الحد الذي أزمع معه الخروج من بين ظهرانيهم ، هجرة إلى بلد آخر ،
    ومع ذلك ،،،،،
    لا يجدون من هو أوثق منه لودائعهم ، ولا أأمن منه لأماناتهم .
    ومع ذلك ،
    ومع استطاعته ، وقد خرج إلى بلد آخر ، ومع قدرته على أن يأخذ هذه الودائع معه إلى حيث هاجر ، أو يلحقه بها ابن عمه .
    مع هذا ،
    لم يفعل ،
    أتدري لماذا ؟
    لأنه الصادق الأمين ،
    ولأنها الحقيقة التي هي أعمق من كل شيء ،
    لأنها الرسالة ،،،،،،
    رسالة الإسلام .
    يا أيها الآخر . . .
    وقعت لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحوال كثيرة ومتنوعة ،
    لم تتيسر مجتمعة لكل نبي على حدة ،
    فمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ، فكان زوجا مثاليا ،
    مارس العلاقة الزوجية بكل ما فيها ، فكان نعم الزوج ،
    وماتت في حياته الزوجة المثالية ، فذاق لوعة الفراق ، من فقد السكن والرفيق الحبيب المخلص ، ماتت أم الأولاد في حياته .
    أنجب الأولاد والبنات ، فمارس حياة الأبوة .
    مات في حياته الأبناء ، الولد و البنت ، فقاسى لوعة فقد فلذة الكبد ، بما فيها من مرارة لا يصفها إلا من ذاقها بنفسه .
    أوذي في أهله ، بل وصل الأمر إلى حد الاتهام في العرض ، وفي من ؟
    في أحب زوجاته إليه آنذاك ، وابنة أحب الخلق إليه آنذاك .
    مارس التجارة ، وباع واشترى ،
    ومارس من قبل رعي الغنم .
    فرح في أيام ، وحزن في أيام ، وبكى في أيام دمعا يسيل على الخد .
    أمسك السيف والحربة وقاتل ، وانتصر ، ووصفت شجاعته علي ألسنة طلائع الشجعان حين قالوا :
    كنا حين تشتد المعركة نلوذ ونحتمي برسول الله .
    فلم تكن قيادته للجيوش وهو في برج خاص خارجها ، إنما هو أقرب ما يكون للعدو ، في الأمام من طليعة المحاربين .
    عاهد ، ووفى بكل ما عاهد ، كغيره من الأنبياء .
    سالم فكان نعم المسالم وحارب ، فكان نعم المحارب ، باعتراف أبي سفيان بن حرب قبل أن يسلم ، رضي الله عنه .
    لم يُربِّ فيه اليتم من الأب والأم صغيرا عقدة في نفسه أبدا ،
    فقد ولد بعد موت أبيه ، وماتت أمه وهو صبي في السادسة ، فكفله جده ثم عمه حتى تزوج .
    يا أيها الآخر . . . .
    اقرأ في سيرته بعضا من صور رحمته .
    حين رجع من الطائف ، وجاءه الملك ، ينتظر منه الأمر أن يطبق الجبال على من آذوه هناك،
    أتدري ماذا قال في هذه اللحظة ؟
    قال :
    لعل الله أن يخلق من أصلابهم من يعبد الله الواحد .
    حين فتح مكة ، ووقف ينادي أهلها ، وهو في قمة الانتصار ، وهم وقوف ينتظرون الحكم ،
    هاماتهم لن تستغرق دقائق لقطافها ،،،،، لو أومأ .
    لكنه لم يفعل ذلك ،
    ولا ينبغي له أن يفعل .
    أتدري ماذا قال لهم :
    قال :
    { ماذا تظنون أني فاعل بكم ؟ } .
    استعطفوه واسترحموه واستكرموه واستغفروه قائلين :
    أخ كريم وابن أخ كريم .
    أتدري ماذا قال لهم؟
    قال :
    { اذهبوا فأنتم الطلقاء } .
    ولم يقل اذهبوا فأنتم الأحرار ،
    فالحر إنما يكون بعد استعباد ، وأما الطليق فغير هذا ،
    وهذه من إحدى فصاحاته وبلاغته صلى الله عليه وسلم ،
    حتى في أوج انتصاراته ، رحمهم ، وأبقى عليهم ، وأكرمهم ،
    فأبقى لهم كرامتهم ، فأصبحوا الطلقاء .
    أتدري لماذا هذه الرحمة ، وهذا الكرم ، وهذا العفو ؟
    إنها الرسالة . . .
    رسالة الإسلام .
    يا أيها الآخر . . . .
    إن كنت لا تدري ، فإن رسالته استغرقت ثلاثة وعشرين عاما ، تنزل عليه فيها وحي السماء ، بقرآن الخالق جل جلاله ، معجزة باقية خالدة إلى يوم الدين .
    ويوم أن انتقل إلى جوار ربه ، لم يترك دينارا ولا درهما ،
    بل لم يترك شيئا يورث ، مثله في ذلك مثل غيره من الأنبياء عليهم جميعا من الله تعالي السلام ،
    مات صلي الله عليه وسلم ودرعه مرهونة ،
    و ترك حصيلة هذه السنوات المباركات ،، كتاب الله سبحانه ( القرآن الكريم ) وسنة عنه صلى الله عليه وسلم ، فيما يطلق على أقواله وأفعاله وتقريراته ، فكانت منهجا وتشريعا محكما ، فيه سعادة الخلق أجمعين .
    وعن معجزة الكتاب المنزل عليه منذ مئات السنين ، الذي لم يترك شيئا بقوله تعالى :
    " ما فرطنا في الكتاب من شيء " . الأنعام 38 .
    تجد العجب العجاب ،
    لعل من أهم ما يذكر ، أنه الكتاب الوحيد على وجه الأرض الآن ، الذي لا يزال هو هو ، بنفس نص قائله وهو الله ، أما غيره من الكتب ،،،،،، فلا .
    تجد أنه لمس أشياء كثيرة ، اكتشفت بعضها منذ سنوات قليلة ، عشر أو عشرين أو حتى مائة على أكثر تقدير ، ما كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون له علم بها من تلقاء نفسه ، لأنها – بالفعل – من لدن الخالق العليم الخبير .
    فأكبر علماء الغرب في علم الأجنة ، بدقيق تخصصهم فوجيء بأن القرآن الكريم تكلم عن تطورات خلق الجنين حتى يولد تماما ، بماوصلت إليه أحدث الأبحاث في أواخر القرن العشرين .
    ومع أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن من البحارة أو الملاحين أو كثير الأسفار بحرا ، أو من ساكني الشواطئ الساحلية ،
    مع كل هذا ، فإن أحد علماء البحار ، ممن جاب البحار ملاحا ودارسا ومجربا ، حين عرضت عليه الآية الكريمة :
    " أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها " . النور40 ، أعلن أن هذه الظاهرة ، على ندرة حدوثها المنتظم ، لا يمكن بحال أن تكون من عند محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي لم يركب البحر ،
    بل هي من دلائل صدقه في البلاغ عن قائل هذا الكلام ، ألا وهو رب العالمين .
    ومثل هذا وذاك ، في علم الفلك وعلم الطب وعلم الجيولوجيا وعلم الإجتماع وعلم ،، وعلم. . . . الخ .
    نعم هو معجزة باقية ، تلمس بإجمال أو بتفصيل ، وتمر القرون الطويلة ، وتستمر إن شاء الله تعالي ، فتكتشف بعض أسراره تتري ، مصداقا لقوله تعالى :
    " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " .
    فصلت 53 لتكون برهانا ودليلا لا ريب فيه على صدق بلاغ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالي ، بنفس اللغة والألفاظ والحروف .
    يا أيها الآخر . . . .
    هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، اقرأ سيرته بعين مجردة ، وقلب سليم واقرأ ما جاء به من عند الله تعالى . . . . ،
    ثم احكم .
    هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم نبينا الأعظم الخاتم ، الذي أوصى بلاغا عن ربه بالتبجيل والتقديس لكل الأنبياء والرسل من قبله ، لأنهم صفوة خلق الله والهادين إلى صراطه المستقيم .
    هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي لم يجد معاصروه من الشانئين والمعاندين والكافرين برسالته سقطة واحدة ، أو نقيصة واحدة ، يقدحون بها في سيرته أو شمائله ، وهم أقرب الناس له عشرة ، وأعرفهم به عن قرب وبصيرة ، وأحرص الناس حينئذ على تصيد ما يمكن أن يقدح فيه ، فيبرر ، ولو زعما وتخرصا ، معاداته ومعاندته ، والكفر بما جاء به .
    هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي شهد له عدوه قبل صديقه ، كما كان من محاورة قيصر لأبي سفيان ، قبل أن يسلم أيام الهدنة .
    هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي أوصى بالمثالية في أتم وأنقى معانيها ، حين التعامل مع الآخر ، في كل صوره وأشكاله ، بنص القرآن الكريم المنزل عليه :
    " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "
    النحل 125
    هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي أبلغنا المنهج الرباني ، بما فيه من كل السعادة للبشر أجمعين ، وكان هو بنفسه أول من طبقه قولا وعملا وسلوكا وخلقا وسجية ، واحتقر في سبيله ملك قريش ، بل والسموات والأراضين .
    هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي تفرد بالمثالية العظمى في كل خلق كريم .
    هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي قال فيه الشاعر وقد صدق وبر :
    وأجمل منك لم تر قط عيني *** وأكمل منك لم تلد النساء
    خلقت مبرأ من كل عيب *** كأنك قد خلقت كما تشاء
    وقال الآخر :
    ومبلغ العلم فيه أنه بشر *** وأنه خير خلق الله كلهم
    هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي يتوجب تقديسه ، واتباع شريعته وهديه وسنته ، فهو الهادي بالحق والصدق إلى صراط الله المستقيم .
    فصلاة الله وسلامه عليك يا سيدي يا محمد يا رسول الله ، يا من بعثت رحمة للعالمين وعلى آلك وأصحابك وذرياتك وأتباعك إلى يوم الدين ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، والحمد لله الذي جعلنا بهدايته من جملة أتباعك المسلمين وهو حسبنا ونعم الوكيل ،
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
    صلاح جاد سلام
    باحث إسلامي

  2. #2
    الصورة الرمزية عبدالملك الخديدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : السعودية
    المشاركات : 3,954
    المواضيع : 158
    الردود : 3954
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    الأخ الكريم : صلاح جاد سلام
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نرحب بك في واحة الخير والنماء ونتمنى لك طيب الإقامة في أفيائها ..

    أثابك الله أخي الكريم على هذا الموضوع الرائع والذي بحق من أفضل المواضيع التي قرأتها في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خاصة وأنك تطرقت إلى سيرته عليه الصلاة والسلام بطريقة مختلفة عما اعتدنا عليه .

    للتثبيت

    اكراما لما ورد فيه

    بارك الله فيك وجعل ما كتبت في موازين حسناتك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    { والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ، ما تركته حتى يظهره الله ، أو أهلك دونه }

    بأبي أنت و أمي يا رسول الله

    إن الإساءة إنما هي إساءة لنا

    و ابتلاء لنا من الله

    ليميز الصادق من الكاذب و الخبيث من الطيب

    مرحبا بك سيدي في أفياء واحة الخير و المحبة
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  4. #4
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jun 2008
    العمر : 67
    المشاركات : 46
    المواضيع : 17
    الردود : 46
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي شكر وتحية وتعقيب

    الأخ الكريم الأستاذ / عبد الملك ،،، المكرم ،،
    الأخ الكريم الأستاذ / عبد الصمد ،،، المكرم ،،
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
    وبعد ،،
    فجزاكما الله خيرا كثيرا علي هذا الترحيب الطيب الذي شملتمونا به ،
    وإن ردكما الكريم ليشير من قريب إلي اطلاع واع ، وفكر راق ، يتسم به كلاكما ،
    ومع أني قد شرفت بعضوية قافلتكم الميمونة في خلال الأسبوع الماضي فقط ، إلا أن شعورا طيبا يملأ جوانحي فرحا وسرورا بالتواجد بين كوكبة متميوة من الإخوان الأفاضل ، القائمين علي الإدارة والأعضاء جميعا .
    راجيا من الله تعالي إن يجعل لقاءاتنا وكتاباتنا وأعمالنا كلها حبا في الله تعالي ونصرة صراطه المستقيم ، وحبا في رسول الله صلي الله عليه وسلم وتأسيا بسيرته العطرة المباركة ، لتعتدل موازين الحياة في دنيا الناس .
    وندعو الله أن يتقبل منا ومنكم ومن المسلمين صالح الأعمال ، اللهم آمين .
    وأكرر ،،،، جزاكما الله خيرا كثيرا ،
    صلاح جاد سلام

  5. #5
    الصورة الرمزية عبدو المصطفى فطيش قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jun 2008
    المشاركات : 67
    المواضيع : 16
    الردود : 67
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    صلى الله عليه وسلم

    وفقكم الله
    الأخ صلاح جاد سلام
    [لا تكن قاسيا فتكسر ولا ليناً فتعصر بل كن مثل القطرة التي تفتت الصخرة
    طوبى للفقراء فإنهم يرثون الأرض

  6. #6
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    هم رسموا المسلمين ...

    والله كفى رسوله من المستهزئين ...


    فهل يستيقظ من سباتهم المسلمون ؟
    الإنسان : موقف

  7. #7

المواضيع المتشابهه

  1. مجموعة قصائد في مدح رسول الله صلي الله علية وسلم
    بواسطة صابر حجازى في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 05-07-2015, 01:11 AM
  2. (((((هذا... محمد... صلى الله عليه وسلم )))))
    بواسطة مصطفى الجزار في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 28-10-2012, 11:56 PM
  3. مواقف طريفة اضحكت رسولنا صلي الله عليه وسلم
    بواسطة عبد الله الشاعر في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-03-2009, 01:31 PM
  4. هذا هو نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ،،، يا أيها الآخر ،
    بواسطة صلاح جاد سلام في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-06-2008, 07:47 AM
  5. هديه صلي الله علية وسلم في يوم الجمعة
    بواسطة أحمد الردادي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-12-2007, 10:51 AM