|
بِوادي الهوى قلبي يحنُّ ويفزعُ |
للقياكَ يا مَن مِن هوايَ تُرَوَّعُ |
تراني بحُبِّي مُسْتَبَدَّاً وموجَعَاً |
فراعكَ ما بي يستَبِدُّ ويُوجِعُ |
يطيرُ بمرآكم فيغدو مُعَلَّلاً |
وعند سُرَاكم بالبليَّةِ يَرْجِعُ |
ألا فارحموني واللواحِظُ رحمتي |
ولا تحرموني ما أرومُ وأطمَعُ |
مَلأتم فؤادي وامتلكتم شغافَه |
فما مِن سواكم من يقولُ فأسمَعُ |
أُحِبُّكِ بِاسمٍ حِينَ يُجْمَعُ حَرْفُهُ |
أميلُ بعَيْنٍ تشتكيكِ فَتَدْمَعُ |
أُحِبُّكِ بَوْحَاُ للحياةِ بِسِرِّها |
وخلفَ سُوَارِ السِّرِّ ليلٌ ومَهْجَعُ |
أُحِبُّكِ ذِكرَى كم أحِنُّ لِطَيْفها |
ولَكِنَّه غِبٌّ ولو مَرَّ يُسْرِعُ |
وكم كُلَّما جاءتْ إلَيَّ بِنوْمَةٍ |
تَمَنَّيْتُ وَصْلَ النَّوْمِ فيها فَيُقْطَعُ |
حنانَيْكِ قد فاضتْ دموعي صَبابَةً |
فعيني بِلا نومٍ وقلبي مُلَوَّعُ |
لَعَمْري وفي عَمْري يمينٌ مُبَرَّمٌ |
وحقٌّ -ولا شَكٌّ وحَدسٌ مُرَقَّعُ- |
لَقَلبي بِلا عينيكِ يحكي جَهَنَّماً |
ويغلي كما يغلي جواها المُشَعْشِعُ |
وأُلقي بِهِ ما قد يُسَكِّنُ وَجْدَهُ |
ويَدْرَأُ هَمَّ العاشِقينَ ويمنَعُ |
فَيَلْقَفُ ما ألقيهِ ثُمَّ يَقُولُ لي |
"وهل من مَزيدٍ؟؟؟"..ويحَهُ....ليسَ يَشْبَعُ |
سقى اللهُ لَيْلاتٍ تَهاوَتْ وغُيِّبَتْ |
كَنَجْماتِهِنْ كانت تبينُ وتَسْطَعُ |
وبِتْنا بِوَصْلٍ لم يَضُمْنا لِساعَةٍ |
إلى أن يُجَلِّي لَيْلَهُنَّ مُقَشِّعُ |
فَأُودِعُها لِلدَّرْبِ تَمْشي لأهْلِها |
وأمْضِي إلى أهلي سريعاُ وأهْرَعُ |
مُدَلَّلَةٌ لا شيْءَ يُوغِرُ خَوْفَها |
وإنِّي بِلا ذنبٍ أخافُ وأجْزَعُ |
فنَبْقى بِشَوْقٍ بَعْدَها وكأنَّنا |
خَضَعْنا لِحَدِّ البَيْنِ دَهْراً... ونَخْضَعُ |
إلى أن يَعودَ الليْلُ يُرخِي سُدُولَهُ |
على مُنْحَنى الوادي البَهِيِّ،فَنَرْجِعُ |
فَيا حَبَّذا فَوْقَ البِساطِ حَديثَنا |
ومن فوقِنا ترنو السَّماءُ وتَسْمَعُ |
وقُرْبي تَهادى للحَبِيبِ خَمائِلٌ |
وبانت ثناياها ولألأَ مَكْرَعُ |
ومِنْ ثَغْرِها سال الكلامُ مُعَتَّقاً |
يَدُقُّ على الأسماعِ جَرْسَاً يُمَتِّعُ |
وحاكتْ بِنا الأقدارُ هالَةَ بانَةٍ |
مِنَ الشَّوْقِ أوراقٌ وبالحُبِّ أفْرُعُ |
ومِن فوقِها صَبَّ الوِدادُ فُرَاتَهُ |
فَتَرْبو!!وما كانتْ تُحَاكُ فَتُزْرَعُ |
وتُمْسي على وَجهِ الخَرِيفِ بِوَصلِنا |
يثورُ على الأوراقِ سِرَّاً فَيُوقِعُ |
ألا يا خريفَ الوَصْلِ إنِّي مُتَيَّمٌ |
بِفُرْقَةِ أحبابٍ أقومُ وأُصْرَعُ |
فَبَلِّغ بِنَسْماتٍ تَهُبُّ حَبيبَنا |
سلاماً، ولا تَغلُظْ فَإِنَّكَ مُفْزِعُ |
وقُلْ ذا سلامٌ إن عَقَدْتَ وِصالَنا |
وإمَّا عَزَمْتَ الحَلَّ فَهْوَ تَوَدُّعُ |
ألا يا نَدِيمي إنَّما العُمْرُ ساعَةٌ |
يُدَبِّرُ فيها اللهُ ما هُوَ موقِعُ |
فَإنْ يَكُ من ظُلْمِ الليالي وجَوْرِها |
علَيْكَ،فمن في العَالَمينَ مُمَنَّعُ؟! |
هُوَ الدَّهْرُ يأتي فَوْقَ كُلِّ سَلِيمَةٍ |
فَتَبلى ويبقى يستَبيحُ ويَفْجَعُ |
ولو شاءَ رَبِّي ما انتضتك رزيئَةٌ |
ولكنَّهُ يَبلوكَ هلْ تَتَضَعْضَعُ |
إلهي وقد جاوَزْتُ حَدِّيَ ظالِماً |
لِنَفْسي وظلمُ النَّفْسِ للنَّفْسِ أبْشَعُ |
فهل لي إلهي أن أقومَ مناجِياً |
وأدعوكَ يا رحمن والذَّنبُ يَلسَعُ؟!! |
فوا آهِ من ذَنْبٍ يُفَطِّرُ مَهجَعي |
أبيتُ بِهِ سِنَّ النَّدامَةِ أقْرَعُ |
لجأتُ إلى المُختارِ أبغي شفاعَةً |
وكُلُّ يَقيني أنَّه سوفَ يَشفَعُ.. |