|
تَنَائَى الجُرْحُ وَ انْتَهَتِ الكُرُومُ |
وَ لَمْ أَعْرِفْ لِقَلْبِكِ مَا يَرُومُ |
وَ مَا أَشْهَى المُدَامَ بِهَا مَلاَذٌ |
إِلَى عَيْنَيْكِ.. لَوْ كَانَتْ تَدُومُ |
وَ أَوَّلُ مَا يُصِيبُ فَتًى جَرِيحً |
ثُرَيَّاتٌ..وَ تَتْبَعُهَا النُّجُومُ |
تُبَعْثِرُهَا السِّنُونُ عَلَى المَرَايَا |
وَ تَنْسِجُ حُلْمَ مِشْيَتِهَا الهُمُومُ |
وَ قَدْ طُفْتُ البِلاَدَ بِهَا كَثِيرًا |
وَ أَغْرَتْنِي المَوَاقِعُ و الرُّسُومُ |
وَ لَمْ تَعْصِفْ بِحُبِّي يَوْمَ جُرْحٍ |
رِيَاحٌ.. أَوْ يُصِبْ قَلْبِي الوُجُومُ |
وَ سِرِّي فِي المَدَى جُرْحٌ جَدِيدٌ |
وَ ذَكَّرَنِي بِهِ العَهْدُ القَدِيمُ |
فَكَيْفَ لِعَابِرٍ فِيهَا سَبِيلٌ |
وَ فِي أَحْشَائِهِ وَطَنٌ مُقِيمُ |
+++ +++ |
وَ عَهْدِي بِالرِّفَاقِ كُؤُوسُ عِشْقٍ |
وَ عَهْدِي بِالمُنَادَمَةِ النًَّدِيمُ |
وَ قَدْ أَوْدَعْتُ فِي تِيهَرْتَ وَجْهًا |
وَ وَدَّعَنِي بِهَا الوَجْهُ الكَرِيمُ |
وَ أَحْسَبُ أَنَّ لِي قَلْبًا كَتُومًا |
وَ يَحْرِسُهُ مَعِي الضِّلْعُ الكَتُومُ |
وَ أَحْسَبُ أَنَّنِي أَخْفَيْتُ جُرْحًا |
وَ لَكِنَّ الإِلَهَ بِهِ عَلِيمُ |
تَنُوءُ بِحِمْلِهِ الغَافِي "جَزُولٌ"(1) |
وَ يَحْمِلُهُ مَعِي جِسْمِي السَّقِيمُ |
وَ تَحْمِلُهُ الرِّيَاحُ إِلَى رِيَاحٍ |
وَ تَنْثُرُهُ عَلَى جُرْحِي الغُيُومُ |
كَأَنِّي بِالرِّيَاحِ تَلُومُ جُرْحاً |
فَتَجْرَحُ مَا يَبُوحُ بِهِ النَّسِيمُ |
تُقَطِّعُ بِالحَنِينِ بَنَاتُ دَهْرٍ |
أَيَادِي شَدَّها الجُرْحُ الوَسِيمُ |
وَ مَا تَرَكَ المَلاَمَةَ لِي صَدِيقٌ |
وَ مَنْ خَبِرَ المَلاَمَةَ لاَ يَلُومُ |
+++ +++ |
أُكَفِّرُ بِالهَجِيرِ عَنِ الخَطَايَا |
وَ فِي هِجْرَانِهَا الخَطَأُ الجَسِيمُ |
وَمَنْ مِنَّا يَجُوبُ دُرُوبَ أَرْضٍ |
يُجَافِيهَا..وَ لَيْسَ لَهُ غَرِيمُ |
وَ أَكْرَهُ فِيكِ مَا عَشِقَ التَجَنِّي |
وَ أَعَشَقُ فِيكِ مَا كَرِهَ الخُصُومُ |
وَ أَكْبُرُ فِيكِ حِينَ أَصِيرُ طِفْلاً |
يُرَاوِدُ حُلْمَهُ العَصْرُ اللَّئِيمُ |
+++ +++ |
وَ حَسْبِي أَنْ أَرَاكِ ذَرًى لأُمِّي |
وَ أُمِّي فِيكِ عَاشِقَةٌ تَصُومُ |
وَ تُغْدِقُ بِالهَوَاءِ عَلَى كَرِيمٍ |
وَ يَخْجَلُ مِنْ تَوَاضُعِهَا الأَدِيمُ |
وَ تَخْشَى أَنْ تَبُوءَ بِذَنْبِ عَبْدٍ |
وَ يَخْشَى قَلْبَهَا عَبْدٌ ظَلُومُ |
وَ مَهْمَا غِبْتُ عَنْ تِيهَرْتَ..أُمِّي |
فَأُمِّي فِي الأُلَى بَيْتٌ رَؤُومُ |
أَطُوفُ بِقَلْبِهَا طِفْلاً عَصِيًّا |
فَتَغْفِرُ لِي..وَ يُسْعِدُهَا القُدُومُ |
+++ +++ |
ذَرِفْتُ لأَجْلِهَا شَوْقًا وَ جَمْرًا |
وَ صِرْتُ كأَنَّنِي جُرْحٌ فَطِيمُ |
أَنَامُ كَمَا تَنَامُ بِهَا اللَّيَالِِي |
وَ يُوقِظُنِي بِهَا البَرْدُ النَّؤُومُ |
وَ أَسْجُدُ للإِلَهِ كَمَا دَعَانِي |
وَ مِنْ بَعْدِ الإِلَهِ لَهَا أَقُومُ |
وَ لِي فِيهَا مَنَازِلُ مِنْ رَذَاذٍ |
وَ لِي فِيهَا السَّنَابِلُ وَ الغُيُومُ |
وَ كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ لِي صِرَاطًا |
وَ كُنْتُ أَنَا فَتًى لاَ يَسْتَقِيمُ |
+++ +++ |
مَزَجْتُ بِجُرْحِهَا جُرْحِي سِنِينًا |
فَلَمْ أَعْرِفْ بِأَيُّهُمَا أُقِيمُ |
وَ أَيُّهُمَا مِنَ ايِّهِمَا بَعِيدٌ |
وَ أَيُهُمَا لأَيّْهِمَا الحَمِيمُ |
فَلَمْ يَكُنِ ابْنُ حَمَّادٍ(2) مَلاَذًا |
وَ لَمْ أَعْرِفْ لأَرْوَى (3)مَا يُدِيمُ |
وَ أَرْوَى لَمْ تَكُنْ يَوْمًا مَلاَكًا |
وَ لَمْ تَعْبَأْ بِمَرْكَزِهَا التُّخُومُ |
+++ +++ |
يُصِيبُ حُرُوفَ قَافِيَتِي انْدِفَاعٌ |
وَ يَمْنَعُهَا الزَّحَافُ المُسْتَدِيمُ |
أَتُوقُ بِهَا إِلَى عَصْرٍ جَدِيدٍ |
فَيَرْفُضُ فِكْرَتِي الحَرَسُ القَدِيمُ |
تَدُورُ بِهِ الدَّوَائِرِ مُنْذُ عَهْدٍ |
وَ فِي تَدْوِيرِهَا أَمْرٌ عَظِيمُ |
يُوَرِّثُ بَعْضَهُمْ حُكْمًا لِبَعْضٍ |
فَتَنْتَصِرُ الحَكِيمَةُ وَ الحَكِيمُ |
+++ +++ |
وَ جَالِسَةٍ عَلَى أُمَمٍ تُنَادِي |
وَ حَائِمَةٍ عَلَى دُوَلٍ تَحُومُ |
وَ خَلْفَ النَّاسِ أَشْبَاحٌ غِلاَظٌ |
وَ فَوْقَ النَّاسِ شَيْطَانٌ رَجِيمُ |
وَ عِنْدَ النَّاسِ بَعْضٌ مِنْ حَيَاءٍ |
فَتَهْتِكُ عِرْضَهُ سِينٌ وَ جِيمُ |
فَمِنْ أَيْنَ البُكَاءُ عَلَى جِرَاحٍ |
وَ قَدْ أَوْدَى بِهَا الجُرْحُ الكَلِيمُ |
يَبَحُّ الصِّدْقُ فِي صَوْتٍ جَهُورٍ |
وَ يسْكُتُ فِي المَدَى القَلْبُ الرَّخِيمُ |
وَ تَشْرُقُ مِنْ مَغَارِبِهَا شُمُوسٌ |
وَ يَهْرَبُ مِنْ مَوَاطِنِهِا الجَحِيمُ |
فَدَعْ مَا كَانَ مِنْ وَطَنٍ قَدِيمٍ |
وَ لاَ تَعْبَأْ بِمَا فَعَلَ الزَّعِيمُ |
|