في زمنٍ غابر كان لي صديق جائر
بهجائهِ دائماً علىّ قادر..وكلما هجاني
أتنحى عن مكاني
واترك المكان لشخص ثاني..
ولم يكتفي بسبّي أمامي
بل قذفني أمام البعيد والداني
وكلما تركت مجلسه يتعقب خُطاي
ويسبق من شارع موازى
خصوصاً انه خريج الأزهر وعقله بالفكر مُعَمّر.
فضقتُ به صبراً وحلفت أن لا أترك تاري هدراً
فسننت القلم وجلست وحدي وكان الوقت بدري
.واستلهمت من أفكاري ما أرد به وقاري
وأثبت له اعتباري أمام أقرانه وأقراني
وشرعت أقول ..يا صديقي اللدود يا ذا الفكر المحدود
سأطرح عليك بعض الأسئلة لتجبني إجابة شافيه
لأنك قد محصت الألفاظ بالعد
وهذا بعيدٌ عن الجِد ولو جَد
واعلمْ انك اغتبتنا إن كنت صادقاً
وبهتنا إن كنت ممارقاً
وكيف تغتاب وتأكل لحم من دفن في التراب
وأنت من حمله الكتاب
ومع ذلك فلست من أقراني في الميدان
وإن لم تصدقْ فعليك بالعلوم والعرفان
ولنجعل ذلك في جمع محتشدْ
وإجمع من شئت ولا تقتصد ..
وبأي فن في العلوم تناظر
وبأي شيٍء تُهاجم وتُكابر
هل في النحو تدرى وتخْبُر
وتعرف الضمائر الظاهر منها والمُضْمَر
ونون النسوة من التوكيد
ولام النهى من التأكيد
والمبنى والمعُرب
والممنوع من الصرف كيف يُكتبْ
ومتى تلبس ربّات الحِجال عمائم ألرجال
وفى علم الميراث ما هي الأجداث
ومن هو المحروم من الولد
وكم للزوجة مهما بلغ العدد
وهل على الرجال عُده بالمددّ
وهل زواج ألمتعه كالشغار
وهل يقع إثم على الصغار
وهل عندك تفسير للمسألة العُمريه
أو المشتركة بين الذرية وما حق الخَنثى ألمشكل
يا صديقي هل لك بهذه الأسئلة علم
فلا تبارز وعليك بالسلم ..
واكتفى بهذا القدر من الأسئلة اليسيرة
لكنها في الحقيقة مثيره
تملأ القراطيس شرحاً والكتبْ
فاصبر وصابر وأتُرك العجب
دفعني إليها حربك المتواصل
ودعوتك إلى التناضل
وأنت تنقب عن الغائب والحاضر
ولأني أُريد معرفه قدر تفكيرك قد بان لي مصيرك
وإستعظمت أنك خلقت من نضفه قذرة
تلبسها الروح قهراً بالقدرة
وصرت في أطوار التخليق بمعاد محدد ودقيق ..
فهل تعلم من أنت ..؟؟
جريت في مجرى ألبول قبل أن تصل إلى مقرك في الرحم
ولو شاء ربُك بغيرك لنّزحمْ ..
فدعك من هذهِ التريهات وهات ما عندك هات ..
وإن لم تستطع الجواب على أسئلتنا
رد الخطاب بأسلوبنا ..
فما كان منه
إلا أن جاء وهرّج وصاح ليجلب من يتفرج
فما عندكم من نصيحة
أو حيله صريحة
لأقلب بها موازينه
وأوصمه الفضيحة
وأحطّ من عليائهِ ليرتكن إلى صفيحه
أو في عشّه فراخ قبيحة
هلموا يا أهل النبل والكرمِ
وقدموا لأخيكم ما يهد به الهرم
وأقذفه بوابل من النقمِ ..
ولحين ردكم منتظر..
لأعود إليه مفتخر..
وتجعلوني بعد الهزيمة منتصر..
أخيكم ..رضا مصطفى