|
1 بغـداد يعجـز مـا يقـول لسـانـي |
وهـواكِ فـى قلبـى وفـى وجدانـى |
2 يـا أمَّ دجـلـة والـفـرات وبـابـلٍ |
وحـضـارة الإســلام والـقـرآنِ |
3 فـي كبريـاء قـد حضنـت تراثنـا |
وعلوت دهـرا فـي سمـا الأزمـان |
4 حتى أتـى مـن جـاء يهـدم عزنـا |
ويخـال نـصـرا مـاثـلا بـثـوانِ |
5 أرّخْتِ من وجـع الرصافـة مشهـداً |
يتجـاوز الأحـزان فـي النعـمـان |
6 بغدادنـا يــا فـرحـةً لا تختـفـي |
بنـواظـر الأطـفـالِ والعـرسـان |
7 خابوا وخابـوا فـي اراضيـك العـدا |
ويخيـب فيهـا أحـمـق الاذعــان |
8 بغـداد والشعـب العظيـم تعـاهـدا |
سنكـون جسـراً للـعـلا الاثـنـان |
9 وتكلمـتْ فيـهـا الـبـراءة انـهـا |
غضـبٌ تهـزُّ مضاجـعَ الـعـدوان |
10 جـرحُ الطفولـة لا يهـانُ فنـزفـه |
وتــرٌ يـئـزُّ بمسـمـع العمـيـان |
11 لـن تصمـت الافـواهُ حيـن يكمُّهـا |
جـورٌ وفيهـم يقـظـةُ الشجـعـان |
12 هذي مرابـعُ اهلنـا سكـن الخـرا |
بُ بـهـا فـايـن مـرابـع العـمـران |
13 كذبتْ ضباع الارض .. تأكل خيرنـا |
وتعيـدنـا لخـرائـب النـسـيـان |
14 بغـدادُ, يـا حريـة الزمـن الــذي |
يبكـي العبيـدُ بـه علـى الصلبـان ِ |
15 كـل العواصـم ِللسقـوط عـواصـم |
إلا التـي بصقـتْ علـى الشيـطـان |
16 بغـداد اسـمك بات مفـخـرة لـنـا |
وجـه العروبـة موضـع التيـجـان |
17 وطـن النضـال وسـؤدد لاينحني |
بسكونـهـا مدٌّ من الـطـوفـان |
18 يـا منـبـرا الإســلام انت طريقنا |
,جسـر المشـارق قلـعـة الإيـمـان |
19 يا زهـرة فـي خفـقـة بفؤدنا |
وعلـى يديهـا نهـضة النعـسـان |
20 فواحـة التاريـخ مكتـبـة الـدنـى |
يـا طعنـة فـي عصرنـا الغضبـان |
21 كـرخ و اطراف الرصافـة بالمـنـى |
يتلاقيان يقبلة الضمآن |
22 بكت المتاحف عندمـا عصفـت بـها |
معزوفـة تـشـدو صدى الغـربـان |
23 وبكى العدو علـى ضفافـك يرتجـي |
نزفـا غزيـرا احمر الشـريـان |
24 بغـداد ياحـزنًـا تفـجَّـر حـارقًـا |
نبـضَ القلـوب بقـسـوةِ الـعـدوانِ |
25 لكـن وحـقِّ الله نـصـركِ قــادم |
فلتكتـبـي التـاريـخَ بـالإيـمـانِ |
26 بغداد أنت الشمـس بشـرى صولتـي |
دار بطـيـب الــود والـخــلان |
27 يامـن هـداك المجـد عطـر مقاتـلٍ |
ركعت لـه الأوبـاش فـي الميـدان |
28 انـت الـذرى بغـداد أنـت مهجتـي |
مرسـى الجبـال الشـم والتيـجـان |
29 بغـدادُ يا قمـرُ المـدائـن ِ كلّـهـا |
يا روضـةُ التاريـخِ والأزمــانِ |
30 بلـدُ البطولـةِ والـرّجـال ِ وإنّـهـا |
أمّ الـعـواصــمِ جنّـةُالـبـلـدانِ |
31 مهمـا تكالبـتْ الممـالـكُ ضـدّهـا |
مهـمـا تعـالـتْ ثُـلّـةُ الطّغـيـانِ |
32 فالله حافظـهـا يـسـدّدُ رمـيـهـا |
ويزيـلُ عنهـا دمـعـةَ الأحــزانِ |
33 يـا ربّ أنـتَ مجيـرهـا وولّيّـهـا |
ربّ السّـمـاء ومـالـك الأكــوانِ |
34 فاحفـظ بحولـكَ أرضهـا وسماءهـا |
واكـلأ بعينـك مهـجـةَ الإنـسـانِ |
35 بغـداد يـا شمسـا تعاظـم نورهـا |
بغـداد يـا وطنـا مــن الالــوان |
36 بغـداد يعجـز ان يقـيـدك الـعـدا |
فرماح عزمك في خطى الـرومـان |
37 بغـداد أرخَـتِ البطـولـة والـفـدا |
بدمـاء مـن ماتـوا علـى الايـمـان |
38 بغـداد فـيـك العـابـدون قبابـهـم |
ومــآذن التـوحـيـد والـفـرقـان |
39 الكاظـم القـرشـيّ فـيـك مقـامـه |
-وابـو حنيفـة - قـبـة الجـيـلان |
40 يـا مهـد اجـدادي ترابـك جنـتـي |
بـل انـت انفسـاي بـلا نقـصـان |
41 بـل انـت أبياتـي وجـذوة شعرهـا |
يـا معقـل الابـطـال والفـرسـان |
42 يـا قلعـة التوحيـد يـا ام الـقـرى |
يــا رايــة الاســلام والـقـرآن |
43 بل أنت من رفعـت سهـام جيوشهـا |
فـي وجـه نـذل قـائـد العلـجـان |
44 بدمي فديتـك يـا شمـوخ عروبتـي |
يـا مـن رفضـت حثالـة القيعـان |
45 مدي الأيادي واغرفـي مـن مهجتـي |
وخـذي رخيصـا فديـة الأوطــان |
46 اللهُ- يـا بغـداد- خـطَّـكَ جـنَّـة |
فثقُلـتِ فـي الدنيـا وفـي الميـزانِ |
47 إيـهٍ، بـلادَ الرافديـن، فمـا الـذي |
أدمَـى الفـراتَ مكـبـلَ الألـحـانِ |
48 هـل ذلَّ سيـف للعـروبـة باكـيـاً |
وذوى حيـاءُ الـدَّمِّ فـي الشريـان؟ |
49 ما لي أرى الأغصان تنـدبُ حظهـا |
مـن سطـوة الشيطـان والـجـرذانِ |
50 ما لـي أرى ريـح الصبـا مذبوحـةً |
فتزيد- مـن ولهـي بهـا- أشجانـي |
51 أبكـي وأفـرح للعـراق ومـن بـهِ |
عجبـ لمـن فـي قلـبـهِ ضــدَّان |
52 أهـدى إليـك القلـبُ أسنـى قبـلـةٍ |
حتـى تقطّـر فـي اللقـاء جنـانـي |
53 مـا للعيـونِ إذا راتــك تهتّـكـت |
وإذا القـلـوب تجـيـشُ بالنـيـران |
54 يـا ماجـداتُ بكـلِّ سجـنٍ جـائـرٍ |
كيـفَ احتمـال غلاظـةِ القضـبـانِ |
55 خلـفَ الكـروبِ تـلالُ هـمٍّ قـاتـلٍ |
تشكـو الحرائـرُ قـلّـةَ النّسـيـانِ |
56 والمـوت يأتـي دونَ سابـقِ موعـدٍ |
كالمـوجِ يغشـى آمــنَ الشـطـآنِ |
57 وهناكَ يعلـو صـوتُ فاطمـةَ التـي |
فـي جرحهـا قبـسٌ مـنَ النيـرانِ |
58 سقطتْ خديجـةُ دونَ ذنـبٍ واضـحٍ |
فـي قبضـة الفُـسّـاقِ والـجـرذانِ |
59 فإلى الجنـان مـع النبـي وصحبـه |
مـا أثقـل الشهـادة فـي المـيـزانِ |
60 وإلى جهنّـم سـوفَ يلقـى صاغـر |
اكـلُّ الطّـغـاة وزمــرة البهـتـانِ |
61 تبّّـتْ قيـودٌ مـن سلاسـلِ فـاجـرٍ |
ألقـتْ بـنـاتَ الـقـوم ِ للطّـوفـانِ |
62 هلكـت قلـوب لا تغـار ودمعها |
متحجر لا يــذرف الـخــلانِ |
63 نادتـك مـن ظلمـات سجـن معتـم |
آواه طُهـري قـد قضـى وبنـانـي |
64 أهلُ العـراقِ وقـدْ ذرفـتُ مدامعـي |
تجري كسيـلِ الجمـرِ فـي البركـانِ |
65 حرّّى علـى سبـي الفـراتِ ومائـهِ |
ولمنـعِ دجلتـنـا مــنَ الجـريـانِ |
66 في أرضِ أشجـار ِ النّخيـلِ وطلعهـا |
سحقـاً لـهـذا القـهـرِ والنّـكـرانِ |
67 ضاعَ الهوى يا بنَ الرّصافـةِ والمهـا |
أيـنَ العـيـونُ بلحظـهـا الفـتّـانِ |
68 وغنـاءُ زريـاب الـذي ملـكَ القلـو |
بَ بفـنّـهِ وبـأعـذب الألـحــانِ |
69 ( هلْ غادرَ الشعـراءَ ) منهـمْ قلبُهـمْ |
أمْ خاصمتـهـمْ رقّــةُ التّـبـيـانِ |
70 أبكـي الحضـارةَ والزّمـانَ وإننـي |
هـولُ الخطـوبِ وكثرهـا أدمـانـي |
71 أبكي علـى عهـدِ الرّشيـدِ وقصـرهِ |
وقصـائـدِ الشـعـراءِ والـنـدمـانِ |
72 أرثـي بنـي العبّـاس كـلّ ملوكهـمْ |
أبـنـاءَ منـصـورٍ ذوي التّيـجـانِ |
73 كمْ ألف معتصـمٍ نريـدُ لكـيْ نـرى |
قصـرَ الخـلافـةِ دونـمـا أوثــانِ |
74 كيمـا يعـودُ العلـمُ يكتـبُ أهـلـهُ |
وأبـو حنيـفـة رائــدُ البـرهـانِ |
75 أبكـي ومـنْ حقّـي البكـاءُ فإنّنـي |
عانيت قيدك لسـعـةُ الثّعـبـانِ |
76 والـذّلُ فيـنـا لا يـفـارقُ جفنـنـا |
رحماكَ ربّـي مـنْ لظـى النّيـرانِ |
77 نصحوا على صوتِ الغشومِ بأرضنـا |
وننـامُ ليـلا فـي سريـرِ جـبـانِ |
78 يـا ربّ صبـرا إن عـدلـك قـائـمٌ |
يومـاً فجُـدْ يــا ربّ بالسُّـلـوانِ |
79 يـا ربّ وعـدكَ ثـمّ نصـركَ إنّنـا |
قـدْ شـابَ فينـا أصغـرُ الغلـمـانِ |
80 أنعـمْ علينـا بعـدَ هـولِ مصابـنـا |
بالفـرحِ يتلـو حقـبـةَ الأحــزانِ |
81 واجعلْ إلهـي مـن لدنـكَ خلاصنـا |
حـالاً بحـقِّ المصطفـى العـدنـانِ |
82 واجعلْ عراقَ المجـدِ يغـدو روضـةً |
حقـلا مـنَ الأزهــارِ والرّيـحـانِ |
83 فيعـودُ للأحـداقِ نــورُ عيونـهـا |
ويعـودُ قلـبُ الـعُـربِ للخفـقـانِ |
84 بغـدادُ يـا سحـرَ الـبـلاد وآيُـهـا |
فـي الحسـنِ طـراً مـا لـه اثنـانِ |
85 غضّ السُّها حتـى استُبيـتِ بطرفـهِ |
والشمـسُ تخطـفُ نورهـا بـثـوانِ |
86 فأنـاخَ تـاريـخٌ بسـفـركِ كلـكـلاً |
شكـى تقاصـرَ عمـرهِ المتفـانـي |
87 يا قبلة العظماءِ فـي سَنـنِ الضحـى |
فردوسُ دنيانا من الرحمـنِ |
88 |
89 يسعـى إليـكِ المجـدُ أسلـس قائـدٍ |
90 نسجتْ رموشُ القـدسِ دمعـك رايـةً |
اللهُ أكــبــرُ رافـــــعُ الآذانِ |
91 رفقـا بقلبـي إن تـلاحـقَ شـوقُـهُ |
فسبقـتُ خطوي بنطلاق لسانـي |
92 تيهـاً إليـكِ قصـائـدي ومقالتي |
فـإذا قصـرتُ هتفـتُ يـا خلانـي |
93 مـرآة طهـرٍ فـي القلـوبِ تعلّقـتْ |
فرايـتُ دجلـةَ والفـراتَ روانــي |
94 من كان مثلي في الهوى مرحـى لـه |
وإذا سبقـتَ إلـى الـذُّرى تلقـانـي |
95 فـي قبـةٍ نسـجَ الكمـاةُ خيوطـهـا |
بمـدادِ عـشـقٍ او مــدادِ سـنـانِ |
96 نطـق الفـؤادُ بحبِّهـا فاستسهـلـتْ |
تلـك الدمـوعُ و أقبـلـتْ شفـتـانِ |
97 مكـي النِّـزالُ إذا تقاطـر قـوسُـهُ |
قيـسَ النِّـزالِ تقـاطـرَ الأخــوانِ |
98 إنِّـي بقربكـمـا تُـظـلُّ سحـابـةُ |
فـيُْ الرّشـيـد تقـاطـرَ النـهـرانِ |
99 سـألَ المزيـدَ لخمرهـا ظمـأٌ بــه |
ليقول مرحـى شـاكـرَ السلـمـانِ |
100 بغـداد عـودي للهنــا وتبخـتـري |
فالمجـد حـرٌّ فـي سمـا الأوطـانِ |
101 ماهـمـه خنـزيـرُ قــومٍ كـافـرٍ |
إنْ حــطَّ داءً، فالنـهـى بـأمـانِ |
102 والمخلصون لتربِ أرضك قـد سعـوا |
لشفائـكِ الميمـونِ مـن سـرطـانِ |
103 ماوفروا فـي دفـع مهـرِ عروسِهـم |
مـن مالـهـم، وتـدفـقٍ بالقـانـي |
104 ريح متـى عصفـت تهـز كراسيـا |
فيهـا الرجـال مسانـد العـرجـان |
105 لا تهتدي فـي سيرهـا ، وطريقهـا |
؛لا تهتـدي ، فـي نصـرة الإيـمـان |
106 عجنـت رحيـق ضميرهـا بمفاسـدٍ |
مـن شمهـا تعمـى لــه العيـنـان |
107 حتـى إذا نفـر الأبــاة تـوزعـت |
فيـهـم كتـائـب عــزة البـلـدان |
108 نفضـوا تـراب الـذل عـن آلامهـم |
وتسربلـوا فــي هـمـة وجـنـان |
109 بـغـداد قلـبـك لا يـنـام بغفـلـة |
فجـواده يجـري بخـيـر عـنـان |
110 فأصـولـه مـعـدودة بكـرامـهـا |
شربوا اللظـى مـن جمـرة الميـدان |
111 وتعـطـرت أنفاسـهـم بلهيـبـهـا |
تكـوي العـدى فـي ذلـة وهــوان |
112 هـذي رجـال العـزم يـوم تريدهـم |
تتسـابـق الأرواح فــي الأبــدان |
113 حملوا بهـاء المجـد فـوق جباههـم |
لا يركـعـون لقبـلـة الشـيـطـان |
114 |
115 لا يضحك الطفـل الصغيـر فقـد غـدا |
116 هـل تلـك بغـداد التـى من عهدها |
لليوم صـرح المجـد والسلطـانِ ؟ |
117 أنسيـتـمُ بـغـداد أو هـارونـهـا |
يحكـى لنـا التاريـخُ عـن بغـدانِ |
118 كانـت بأزمـان الجهالـة مشـعـلا |
ومـنـارة للـعـلـم والـعـرفـانِ |
119 هارون يـا اسـد الخلافـة قـم بنـا |
إن استـمـاع حديثـهـم ابـكـانـى |
120 هارون يا عهدا مضـى مـن مجدنـا |
بتنـا نعـاقـر خمرة النسـيـانِ |
121 فصحائف التاريـخ تطـرب مسمعـى |
وتعيد ذكـرى المجـد فـى أركانـى |
122 وإذا تجيئـك فـى الركـاب رسالة |
فقرأتها تحلوا بها العـيـنـانِ |
123 منـى أنـا "نقفـور" أنـذرك الـردى |
فمضـى رهيـن السمـع والإذعـانِ |
124 ولتفتـدى بالمـال نفسـك إن تـكـن |
تبغـى جميـل الصفـح والغـفـرانِ |
125 أعطتكـمُ "إيريـنُ" كـنـز بـلادنـا |
ضلـت وخابـت ربـة الشجـعـانِ |
126 فرايـت عينـك قـد تأجـج لونـهـا |
فتـوقـدت كالجـمـر في الـبـركـانِ |
127 |
128 فلتنتـظـر ردى وبـــادٍ أمـــره |
129 أسـد الكريهـة لا يطيـب قـراره |
إلا بـظـل السـيـف والـنـيـرانِ |
130 يـا أيّهـا العُـربُ الذيـنَ تثاقـلـوا |
لـلأرضِ أيـنَ شجاعـة الشّجـعـانِ |
131 يومَ الوغى حيـثُ السّيـوفُ نواهـلٌ |
والمـوتُ كـانَ مـنَ التّـراقـيَ دانِ |
132 والخوفُ يكتبُ في الوغـى أسطـورةً |
حـولَ المدائـنِ مـا استـراح ثـوان |
133 أيـنَ الجحافـلُ والخيـولُ وأينـهـمْ |
شبـهُ الرّجـال وجوقـةُ السّلـطـانِ |
134 رفعـوا الحسـامَ منعمـاً ومعـطـراً |
وتمايلـوا طربـا لـرقـص قـيـانِ |
135 ضربوا طبولَ الحربِ في اليمنِ السّعيــ |
دِ فصفّقـوا للطّبـلِ فـي السّـودانِ |
136 ظنّـوه حفـلا ساهـراً فاستنـفـروا |
للرقـص كـلَّ مـعـازفِ العـيـدانِ |
137 أسفي على طـولِ البـلاد وعرضهـا |
قـد فارقتـهـا حكـمـةُ الدّهـقـانِ |
138 وتبدّلـتْ خيـلُ الوطيـسِ وسرجُهـا |
ببعيـرِ إبــن الجـبـنِ والهـيْـدانِ |
139 ويلٌ لمنْ سمـعَ النّـداءَ إلـى النّفـيـ |
رِ ولـمْ يقـمْ وصبـا إلـى الأكنـانِ |
140 حـالٌ كعتـمِ الليـلِ بـاتَ مسـهّـدا |
والنّجـمُ غـابَ بظلـمـةٍِ ودخــانِ |
141 عزّ الصديقُ فمـا تـرى مـنْ سانـدٍ |
بخـلَ الزّمـانُ وضـنَّ بالمـعـوانِ |
142 عارٌ على أحفادِ مـنْ فتحـوا التّخـو |
مَ وأسرعـوا زحفـاً إلـى البـلـدانِ |
143 منْ أجلِ صوتِ سبيّة صرخت لمـعْ |
ــتصـمٍ فهـلْ شـحّ الزمـانُ بثـانِ |
144 يا ابن الوليـد ويـا ابـنَ أمّ ربيعـةٍ |
عـودوا بجيـشِ الحـقِّ والفـرسـانِ |
145 عودوا فقدْ عقمتْ نساءُ العُـرْبِ عـنْ |
أمثالـكـمْ ..هــلْ ذاكَ بالإمـكـانِ |
146 كنتـمْ إذا سُمِـعَ الصّليـلُ بسيفـكـمْ |
إبـلُ العـدا هـرّتْ إلـى الوديــانِ |
147 وإذا بيـومٍ قـدْ أثـيـرتْ ريحـكـمْ |
هـزّتْ عـروشَ الفـرسِ واليونـانِ |
148 وتراهـمُ صرعـى بـدونِ رمـايـةٍ |
سقطـوا ببـرقِ السيـفِ واللّمـعـانِ |
149 آآآهٍ عـلـى ذاكَ الـزمـانِ وأهـلـهِ |
وعلـى المكـانِ وهالـكِ العـنـوانِ |
150 كيفَ الزّمـانُ غـدا بـدون رجالـهِ |
واستـبـدلَ الفـقـهـاءُ بالـكُـهّـانِ |
151 وأتـى إلينـا كـل بـومٍ فـي السمـا |
وخلتْ سمانا مـن صـدى الكـروانِ |
152 ربّـاهُ هـلْ يومـاً نعـودُ لمجـدنـا |
أم أنّـهـا الأحـــلامُ للعـمـيـانِ |
153 مـن قلبـيَ المكلـومِ أبـعـثُ وردةً |
جـوريـةَ الـوجـنـاتِ لـلـخـلانِ |
154 أهلِ الشهامـةِ فـي العـراقِ حسبنـا |
ساحِ المعـاركِ فـي مـدى الأزمـانِ |
155 ياأهلَنـا، خطـفَ الشقـاءُ هنـاءَنـا |
بجراحِـكـمْ وتجـبُّـرِ الـعــدوانِ |
156 صبـرًا،وربِّ البيـتِ آتٍ نصـرُكـمْ |
رغـمَ البـلاءِ- بمنَّـةِ الرحـمـنِ |
157 يـا أخـتَ أندلـسٍ بفـيَّ لسانـي |
الما أغـنّـي فاسمـعـي لأغــانِ |
158 طلعت عليك الشمـسُ أجلـى نورَهـا |
فـوقَ الجبـيـنِ ذؤابــةُ النعـمـانِ |
159 يممـت عينـكِ يـا بغيـدُ وجانحـي |
شـوقٌ إليـكِ وطـارفـي الجفـنـانِ |
160 جفلتْ عيونُ الغيدِ من ذئـبُ الشّـرى |
أن تختـلـي الـغـزلانُ بالسِّـيـدانِ |
161 جاستْ عيونُ الذئـبِ دربـكِ بالقـذى |
لا تقتفـي دربَ الـقـذى العيـنـانِ |
162 أنّّى أشـرتِ إلـى النُّجـومِ تطالعـتْ |
وأتـتْ إليـكِ الشمـسُ طـوعَ بنـانِ |
163 يتسطّـرُ التاريـخُ مـنـكِ حـروفـهُ |
وعلـومـهُ وتـسـابـقَ الـثـقـلانِ |
164 يا تِـربَ مكـةَ فـي القلـوبِ تعلّقـت |
والقـدسُ عقـدَ لآلــىءِ الإيـمـانِ |
165 يا بوشُ أَقصِـرْ فالكـلابُ رخيصـةٌ |
يأبـى الكـرامُ وسابـقُ الإحـسـانِ |
166 أمريكُ راقصـةٌ تـقـودُ بعُريِـهـا |
وتغازل الشيطـانَ فـي الإنـسـانِ |
167 هـذا هزيـجُ عصابـةٍ عزفـت بـهِ |
طـبـلٌ ومـزمـارٌ وردفُ قـيـانِ |
168 ماذا احتلمتـمْ فـي نـوازفِ عُريِهـا |
أثـداءُ تحلـبُ فـي قـفـا سـعـدانِ |
169 ماكانَ أعجبَ رقصكـم فـي عُرسِهـا |
كتـراقـصِ الأوهــامِ بـالألــوانِ |
170 هـل كـان حقـا فارتأيتـم وعدَهـا |
كوعـودِ هـرٍ فـي حمـى جُـرذانِ |
171 يـا لاطمـاً وجـه الشماتـةِ بالحـذا |
بــرّتْ يمـيـنٌ أطلقـتـهُ يــدانِ |
172 خـفٌّ تــأوَّلَ للجبـيـنِ وسـامـةً |
لا تعجَلـنْ هـذا الـوسـامُ الثـانـي |
173 يا أيهـا الطاغـوتُ حَسبُـكَ لحظـةً |
فيطيـرُ حلمُـك فـي عديـدِ ثــوانِ |
174 خابـت بـلادٌ أن دعتـكَ لسعيـهـا |
فـإذا الـبـلادةُ شيـمـةُ الـخـذلانِ |
175 وثـنٌ تألـى فـي الـبـلادِ عِـبـادةً |
وكـذاكَ يـزري عـابـدُ الأوثــانِ |
176 طوبى لمـن صقـلَ الرُّجولَـةَ سيفُـهُ |
وأبــى إزارَ الــذُّلِّ درعَ هــوانِ |
177 لا تأتلـي أثــرَ الـكـلاب لـعـزةٍ |
كلـبٌ وعـزٌ فـي الوغـى ضـدانِ |
178 من يأتزر في الحـقِّ ثـوبَ كريهـةٍ |
يختـالُ عشقـاً فيـه ذكـرُ زمــانِ |
179 بغدادُ أنـتِ القلـبُ يصـدحُ خافقـي |
وصَعِدتُ أشـدو مـن رُبـى عمّـانِ |
180 يا أمّ منْ جُرحوا ومنْ في الأسْـرِ قـد |
وقعـوا ومـنْ دُفنـوا بـلا أكـفـانِ |
181 أوْ شُـرّدوا أوْ غــادروا وتفـرّقـوا |
أوْ أركسـوا فيهـا بعـيـشِ هــوانِ |
182 صبـراً جميـلاً فالتّصـبـرُ نعـمـةٌ |
فيهِ الرّضـى فضـلٌ مـنَ الرّحمـنِ |
183 ثـمّ النّعيـم مصيـرهُ أبــداً ثــوا |
بـاً والخُلـودُ بجـنّـةِ الـرضـوانِ |
184 ولتعلـمـي أنّ الـتـأوّه خـارخــاً |
مـنْ صـدرِ جرحكـمُ وقـد أشقانـي |
185 إنّ مـس قـرحٌ جسـمَ أيّ صغيـرةٍ |
بالدّمـعِ سالـتْ نحـوهـا أجفـانـي |
186 وغـدوْتُ لا طعـمَ الحيـاةِ يروقنـي |
حتّـى نفيـسَ الأرضِ مـا أغنانـي |
187 قسماً بمـنْ رفـعَ السمـاء وسمكهـا |
بـال " كـنّ " سواهـا كمـا سوانـي |
188 وبمنْ من الصلصـالِ أنشأنـي ومـن |
إنْ شـاء أهلكنـي كما أحيـانـي |
189 أنّ النّزيـفَ ودمعَـكِ الحـرّاقِ كــا |
نَ أخيّتـي بالأمـسِ قــد أدمـانـي |
190 والكربُ في عينـيّ رأسِـكِ والقـذى |
أرخى ظلالَ الحـزنِ فـي الأجفـانِ |
191 يـا أختنـا بنـتَ العـراقِ وأمّـنـا |
تفـديِـكِ مـنـي مقـلـةُ الأعـيـانِ |
192 فودادكـمْ فـوقَ الشّـغـافِ محـلّـهُ |
وأنـا بأشـواقـي كـمـا الولـهـانِ |
193 يـا أختنـا ليـتَ المسافـاتِ الـتـي |
هـي بيننـا تهـوي إلـى القيـعـانِ |
194 حتـى نكفكـف بالـمـودةِ دمعـكـمْ |
نمحـوا الهـمـومَ وسـائـرَ الأدرانِ |
195 كيْ نـزرع الأزهـارَ فـوقَ جبينكـمْ |
والطيـرَ نرجعـهُ إلـى الأغـصـانِ |
196 فعسـى قريبـاً أنْ يـكـونَ لقـاؤنـا |
وتعـودُ وحدتـنـا إلــى البـلـدانِ |
197 يـا ايهـا الشعـراء سالـت ادمعـي |
واجتاحنـي سيـل مـن الاشـجـان |
198 وسبى مغول العصر كـل حضارتـي |
هدمـوا تـراثـا شـامـخ البنـيـان |
199 والعـرب آثـرت السكـوت ونـددت |
ومضـى ضميـر العـرب بالنسيـان |
200 انـا مـا عتبـت اذا التتـار تكالبـت |
كـلا ومـا عتبـي علـى العلـجـان |
201 لكـن ابـنـاء العمـومـة سلـمـوا |
عذريـتـي للـمـارد الشـيـطـان |
202 ونسـوا بانـي درعهـم وسياجـهـم |
ونـسـوا بـانــي درة الـبـلـدان |
203 أسدُ الفـراتِ وأنـتَ أعظـمُ فـارسٍ |
تحمـي الحمـى بالمـالِ والأبــدانِ |
204 رغـم اشتـدادِ القهـر ِ رغـمَ غلـوّهِ |
مـا هانـتِ الأمـالُ فـي الأوطـانِ |
205 مرّغـتَ أنـفَ الغاصبيـنَ ودستهم |
بالطيـنِ ثــمّ جبينَـهـمْْ بـهـوانِ |
206 أرهقتَ في وضـح النهـارِ عيونهـمْ |
وسلبـتَ منهـمْ صحـوةَ اليقـظـانِ |
207 |
208 وجعلتهـمْ مـنْ بعـدِ تيـهٍ حـائـرٍ |
209 فأريتهـمْ مـا لـمْ تحدثـهـم بـهـا |
كـتـبٌ ولا وصـلـتْ إلــى الآذانِ |
210 في كـلّ يـومٍ مـن لهيـبٍ حـارقٍ |
يهـوي عليهـمْ مــنْ حمـيـمٍ دانِ |
211 حتـى أزلـتَ عـن الخـداعِ قناعـهُم |
وكشفت وجـهَ الإفــكِ والبهـتـانِ |
212 ورميـتَ سهمـكَ حامـداً ومهـلّـلاً |
ومكـبّـراً وختـمـتَ بالسّـبـحـانِ |
213 لله شـكـراً قد رعــاكَ بعـيـنـهِ |
كرمـاً وفضـلاً مـن لـدن منّـانِ |
214 فبـدى نهارهُـمـو كلـيـلٍ أســودٍ |
والليـلُ أحمـرُ مـنْ نزيـفٍ قــانِ |
215 هـذا هـو البطـل العراقـي الــذي |
هـبَّ انتفاضـاً رافـضَ الإذعــانِ |
216 وهوَ الذي في رحـمِ دجلـةَ قـدْ نمـا |
أهـدى لـهُ قسطـاً مـنَ التّحـنـانِ |
217 ليـثُ الفـراتِ مـنَ الفـراتِ حليبـهُ |
رضـعَ الفخـارَ وسائـرُ الأقــرانِ |
218 فأبـى المذلّـةَ مـنْ زنيـمٍ غــادرٍ |
ردَّ المهـانـةَ للـعـدوِّ الـجـانـي |
219 وبرغـمِ أنّ القـيـدَ أدمــاهُ فـلـمْ |
يخضـعْ لأمـرِ القـيـدِ والسـجّـانِ |
220 طوبـى لتُـربٍ قـدْ حمـاها أهلها |
طوبـى لجـنـد المـالـكِ الـدّيـانِ |
221 بغداد يا غبـش الحضـارة مـذ بـدا |
درب العلـوم وانـت كنـز رهــان |
222 الابجديـة كـنـت انــت لـواؤهـا |
واتيـت قـبـل اوانـهـم واوانــي |
223 خط العـذاب خطـوط كـل جراحـه |
في الضفتين وضـاع حلمـي الثانـي |
224 فعوالمي مطر الاسـى فيهـا انتشـى |
والحـزن صـار هويـة النـدامـان |
225 أنـت التـي ملكـت زمـام قلوبـنـا |
فتهافتـت تبغـي جــوار حِـسـانِ |
226 لا تجزعـي إنّــا إلـيـك مآبـنـا |
ولسـوف نسمـو عالـيـاً بجـنـانِ |