ما زالت سهامك تتوالي تترا على قلبي ، كأنّي بك قد تعلمت في غابات روبن ، وصرت ماهرًا في إصابة الهدف ؛ لم تترك شيئًا للصدفة ، كم أتمنى لو أستطيع سؤالك عن أغنية كانت تردّدها محارتي ذات وفاء ؛ وذات عقاب حكمت فيه بقطع أوردة يدٍ ما كانت لتصفع ؛ ولطالما حمت سياج شوقك من عقم سؤال لا أراه إلا قاتلي ؛ ألم تسمعها ؟
لعلّك لم تبحث جيدًا في قلبك وفي روحك ، ولم تسمع صداها يتردّد في فضاء الشوق ، وقوسك ما زال يدّعي الصمم ؛ و يتفنّن في تقطيع أوصالي ، والنصال تكسرت فوق النصال ، وما زلت أنتَ كما أنت ؛ أسير ظنونك ، ورهين حدس لم يكن يومًا إلا وهما .
أيها البحر ؛ هل كان عليه أنْ يسقطني من علو شاهق ليعرف كم أفتقده ؟