لم أر يوما معدنا أكثر سطوعا من لآلئ الوجع الذي تستقر مديته في صدر الموجوع ,حيث ان الشمس بكل طغيان بريقها تسدل ستارات شعاعها وترتمي على وسادة الغروب في أحضان الليل ...والنجوم الساطعات التي يقال انها تبعدنا بثلاثة الآف سنة ضوئية ترتدي خمار احتجابها في النهار ..لا يوجد ضوء يستقر ويستمر على مدار الوقت سوى ضوء الوجع ..
ولكن أما آن أوان الحصاد بعد ان زرع في حقول خيباتنا الفشل سنابله ان ينام قليلا في صومعته؟..
لابد لكل شيء نهاية ولكل أمل بداية ..
ذكرياتنا حافلة بأرواق مزقها الريح ولكن علينا ان نحسن إعادة كتابة ما كتب في تلك الاوراق بسياقة مختلفة , لتتم قراءته بعيون مغسولة عن التراكمات , سياقة لا تستمد فصاحتها وبيانها من أبجدية اللغة , فقط مكتوبة بلغة تسري في نسغها الثقة والامل ..أتخيل أحيانا بأن المرأة كائن أبعاد قوته مزدوجة ..ثنائية ..ثلاثية ..رباعية ...خماسية ..
الى مالا نهاية ..
لأن الضعف وحده يتحول عندها الى قوة مضاعفة ..والقوة عندها تزداد كلما شرب الوجع ذرفها ونزفها..
وسحر صبرها.. والغناء بكل ما يملكه من الطرب هو نوح وزخرفة بوحها ..
ومن كل هذا فهي تموت حية وتحيا واقفة .
الصديقة الغالية سحر الليالي ...عندما يدمع القمر يذكرني بالمحارة التي تنتج اللآلئ اذا أدمعت وكنت تلك المحارة الصافية ............محبتي واعجابي بنصك الشفاف