كان الوقت عصرا اوبعده بقليل والشمس تحمل تذكره سفرهاوتلملم اشعتهامسافره خلف البحر معلنه انقضاء يوم كباقي الايام.كان الجو خانقا بدرجه حرارته التي لا تطاق .تعبت من المشى وانا اصعد تلك التله الموصله الى حارتنا القديمه حيث يقبع بيت جدي الذي ولدت فيه واخواتي الثمانيه .جلست فوق كرسي من القش القديم الذي يتراقص دون ان تاتي بحركه احتسى فنجان قهوتي حين اطل براسه عبر نافذه غرفته المطله على زقاق الحاره من الطابق الثاني وقد ارتدى فانيلا بيضاء و على وجهه تنعكس اشعه الشمس فلا تميزه .جاء الينا بقامته النحيله ووجهه الطفولي وابتسامته التى تسبقه .كانت مفاجاءة لي عندما عرفته ,فقد رسمت له صوره اخر ى؟!... .تمكن الحديث منا في السياسه والعمل والدراسه واشياء كثيره ....استوقفني فجاءه عندما دعاني لمرافقته في اول لقاء ... بدأ الليل يطرح خيمته علينا ونحن نسير عبر الشوارع القديمه التى هي جزءا من ذاكرتى ... بدات اشتم رائحتها المحفوره بداخلي و قد اطلت براسها حين احست بوجودي هناك .ضاقت جدران صدري بازدحام الذكريات وتلك الوجوه التى تنظر الى وانظر اليها و كل منا يرغب باكتشاف الاخر....حد يثه عن الشعر والحب وحكاياته خفف عني وطاءه الشعور بغربه الزمان ونحن نزاحم الماره عبر الشارع الرئيسى المكتظ بالمتنزهين كعادته.صوت المؤذن يدعونا لصلاه العشاء ... حان وقت العودة للبيت .كانت ذكرياتي تدفعني الى الماضى دفعا وانا اسير وحيدا في تلك الليله المشبعه بلهيب اليوم الذي انقضى... وقفت التفت حولي عده مرات وانا اجول بناظري في تلك الحقول محاولا استرجاع صورتها قبل ان تزرع بغابه من الاسمنت وقد اقتلعت منها اشجار اللوز والتي كانت ترى في اشراقات اذار الربيعيه و قد لبست ثوبها الابيض كعروس ليله زفافها تسابقها ازهار الياسمين بدفء عبيرها المتوحد مع الصباحات الجميله .تتسارع دقات قلبى وموجه من الحمى تجتاحني عندما لاحت مني التفاته الى النافذه العلويه من البيت الذي يقع على طرف قصي من الشارع .صمت يسود المكان وانكسار الموج على شطآن روحي تعززه الستائر المسدله على قصه كنت بطلها وجمهورها.يرن هاتفي المحمول دون انقطاع .صوت ينساب عبر الاثير ...الو ...اين انت لقد تاخرت كثيرا يا ولدي.!