|
ألوذ بصمتي علــّـني لا أفضـَّـحُ |
وأمنع دمعي علــّـني لا أجرَّح |
وإن في فؤادي قد تحشرج بوحُه |
أشدُّ لجامَ الصمتِ فيه وأكبح |
ألوذ بعيدا ً في السكون لعلني |
بُـعيد التناسي أستفيق وأفرح ُ |
سأكتبُ شعري في عيوني لأنه |
إذا انساب دمعا ً حارقا ً سوف أمسح ُ |
وأرسل طرفي للغروب مسافرا ً |
فأبصر شمسا ً حين تغربُ تـُـذبح ُ |
ألوذ بحرفي حين أكتب قصة ً |
فتمسي على بحر الدموع وتصبح ُ |
ألا ليت شعري هل تراني بدونه |
أعيش سعيدا ً في الحياةِ وأفرح ُ ؟ ! |
وهلْ يا تراني قد سكنتُ سجونه |
فأقبعُ بين بحوره لا أبرح ُ |
فآليتُ أن أبقى بعيدا ً كفارس ٍ |
عن الذل إنْ شـدّ الزمانُ سيجمح ُ |
وأحفظ عهدي بالوفاء لأنني |
خشيتُ على نفسي تطيشُ وتجنح ُ |
فلست ُ بمن يهوى النفاق فإنه |
كريه ٌ ومن بين الخصال لأقبح ُ |
ولست ُ أماري مَنْ تعاظــَـم شرُّه |
ولست ُ ضعيفا ً للسفاسف أمدح ُ |
ولست بخبٍّ يستخفُّ بي الجوى |
فأغفلُ عما يستبيح ُ ويطمح ُ |
أصون قصيدي عن مهالكِ نزوتي |
لأطلقه فوق الجَمال يلوّح |
وأعكف حولا ً في رعاية حسنه |
أطبـّـبُ نزف الحرف فيه وأصلح ُ |
فإني وإنْ أفــْـضِي لأنشـد راحة ً |
فـللصّـمتُ أزكى ما يكونُ وأريح ُ |