عوجاء...
مازلت ألم أقذار الناس..ومازلت قابع في مكاني الوراثي...ومازال الرصيف نظيفا مادمت هناك.
كنت على يقين أن أحدا ما لن ينظر إلي تلك النظرة التي ترضيني,ولكن هذا ما فهمته واستطعت الإمساك به لأتناول رغيف خبز يشبعني.شكري لله كان يسعدني يجعل من ضميري حياة أنتشي بها بقوة هكذا علمني والدي.
-يا بني يكفيك فخرا أنك ترفع القذارة من الشوارع ولا تنتظر مديحا أبدا فالناس بخلاء...
كم فكرت با انقلاب نوعي لحياتي , ليس صحيحا أن اقنع بمرحلتي هذه وأنا أملك من روح الحياة ما يكفيني.
ربما لو أشاركت في أعمال البناء العمرانية أصبح أحسن حالا.
صخر . وأدوات تكفيني كرجل ..حتى لو بحثت عن عروس لي لن تتردد في الموافقة على شخصي أبدا.
*****
كان يدهشني بهيبته وأناقته المعهودة. فأصب العسل على وجهي وهيئتي العامة, لأكون مناسبا للحديث معه ,وبفضول قاتل كامل ألست إنسانا؟
كان يكرمني ببضع من الليرات تجعلني آكل رغيفي بسعادة..
وبحت أخيرا ومات الصمت في قلبي..
-أريد أن تساعدني لأصبح مميزا
ما توقعت يوما ما أن يتبناني ذاك الرفيع العالي..لكنه حصل...
وتناولت وجبات دسمه من الحروف زادت من نهمي...
وغدا وقت نيل شهادة تكفيني حلما قويا....
شجعني حتى استنجد بكل شيء:
كفى ....عقلي يؤلمني...ما هذا الزخم الثقافي الحارق؟يتوالد كما تتوالد النمل, ولكن إلى أين المسير؟
كنت عزمت وقررت وكفى..إننا إخوة في الإنسانية والحياة...شيء مشرف.
ما أورعه..
طردت أشباح خيالي واجتراري لماض صار بعيدا عني واعتليت تلك المنصة التي طالما رأيته يعتليها بقوة وثقه..
كم كان يدهشني ويسعدني..عندما كان هنا في مكاني بالضبط.
كان التصفيق حارا كاد يصيبني بالبكاء...
ابتسم لي بسمة الوقور الراقي...هز رأسه سعيدا بي.
عندما نويت العودة...
تمازجت الرؤوس والحروف...أعمال كثيرة عرضت! على أمثالي!!!
جذبني أحدهم ...
قائلا...
-هل أنت؟
-نعم أنا خير إن شاء الله؟
همس في أذني ..همسا كثيرا....
يبدو انه آن الأوان كي أهدم لعبتي وأكسر ذاك الصنم القابع في عقلي المتعب...
مضيت صامتا..
أم فراس 6 /10 -2008