هو فى العقد الرابع من عمره – ممشوط القوام – موفور الصحه –يمارس الرياضه من صغره – لكنه حاد الطباع – قاسى – يعشق حب الذات – تزوج من فتاه تناسبه – انجب منها ثلاث بنات – وهذه هى الطامه الكبرى – هو يريد الولد ومن اجل ذلك كره الزوجه والبنات اولاده واذاقهم الذل والعذاب – لا يؤمن بان الله يهب من يشاء اناث ومن يشاء ذكور – تعيش معه فى نفس المنزل شقيقته العانس – شقيقته من الاب والام وشقيقته ايضا فى النرجسيه والقسوه – تعاونت معه فى النيل من الزوجه والبنات – شاء قدر الله ان تمرض الزوجه بمرض عضال – اجمع الاطباء انه لا امل فى الشفاء وان امامها بضع اشهر فى احسن الاحوال – وبدلا من ان يقف الزوج بجانب زوجته المريضه ما تبقى من عمرها
تنكر لها واعلنها صراحه بدون ادنى خجل انه سيتزوج فور وفاتها وانه سيعتمد على ميراثه منها للصرف على متطلبات الزواج – بل واكثر من ذلك اعلن صراحه انه سيلقى بالبنات فى الشارع فلا يريد لاحد ان يعكر عليه صفو حياته مع الزوجه الجديده – الزوجه الجديده التى سيتزوجها بميراثه من الزوجه الحاليه التى تملك مبلغا من المال تضعه فى احد البنوك – اشاروا عليها ان تكتب المال باسم البنات – رفضت – قالت هذا حقه – هذا شرع الله فليفعل به مايشاء
ذاد الاب تعاونه شقيقته فى قسوته وسوء معاملته للام والبنات – دائما يذكرهم انه سيتزوج ويلقى بهم فى الشارع – استمر الحال على هذا المنوال اكثر من ثلاث شهور – الام طريحة الفراش تعلم انها تحتضر --- وتعلم مصير اولادها بعد الوفاه – ليس امامها سوى الدعاء – دائما تقول لبناتها لا تنسوا ان الله موجود – سأرحل واترككم فى رعاية الله -- البنات يعلمون ان امهم تحتضر – وان مصيرهم الذل والهوان بعد وفاتها – الألم يعتصرهم وهم يسمعون كلمة ابيهم الشهيره كل صباح ( هى لسه عايشه ) يتعجل وفاتها تسانده شقيقته التى بدات فعلا رحلة البحث عن عروس – لكن دعاء الزوجه والاولاد استجابت له السماء – وسبحان الله القادر العليم الرؤوف الرحيم
فى صباح احد الايام سمع الجيران اصوات بكاء ونحيب تصدر من بيت جارتهم – ايقنوا ان الزوجه توفاها الله – ذهبوا لتقديم واجب العزاء – فاذا بالزوجه تستقبلهم وقد استردت جزء من عافيتها – بدأت بوادر الشفاء تظهر عليها – الذى توفى هو الزوج المتباهى بصحته وجبروته – سبحان الله – سبحان الله –لم يجد المشيعون غير تلك الكلمه رددوها وقد اغرقت اعينهم بالدموع – اما الزوجه الاصيله الوفيه فقد بكت زوجها وسامحته وطلبت من الله ان يغفر له