|
صرح الاسـود جبينهـا العليـاء |
بغـداد نـور للمـدى وسنـاء |
بغداد ارض المجـد أغنيـة الفـدا |
روى ثراهـا أنهـر ودمـاء |
بلد الكرامة والتحـرر والهـدى |
ولواؤهـا فـي الخافيـن لـواء |
أمدينة الأحرار يا بغـداد يـا |
بلـد السـلام سلمـت يـا زوراء |
فالارض أنت لحكمها ولعلمهـا |
والمـاء دجلـة للـورى سقـاء |
كل السيوف على ظباك تكسرت |
وامام مجـدك تنحنـي الارجـاء |
أنت المقدسة التي لجلالها |
تحنى الـرؤوس وتسجـد الصحـراء |
النار قد خمـدت ونامـت أمتـي |
وبذكـرك الايقـاظ والاعـلاء |
فكأنك البـوق الـذي لدويـه تـذ |
رى القبـور وتنشـر الأشـلاء |
لي فيك من فجر الحضارة معهـد |
والكـأس والانغـام والندمـاء |
كان الرشيد عليك يبسـط ظلـه |
والـى اشارتـه الشعـوب وراء |
وعليه من عز الخلافة هيبـة |
يصفـر منهـا الكوكـب الوضـاء |
ان حج صار الشرق طـرا خلفـه |
وطريقـة الديبـاج والخيـلاء |
واذا غزا قاد الجحافل ظافـرا |
والـروم حلـة جيشهـا الأشـلاء |
فتحت "هرقلة" والخراب نصيبها |
وهي التي اعتزت بهـا الأعـداء |
ولفتح عمورية اضطرب الورى |
فيها اللظـى والمعتـدون ذكـاء |
ان المدائن والحصون تهدمت |
لصـروح مجـدل والرمـاح فنـاء |
أسوار قسطنطينة شهدتك من |
كثـب ومـلء جفونهـا الاعيـاء |
ووراءك العربي صار مجاهـدا |
فأمامـه الفتـح المبيـن رجـاء |
واه حسرتاه على زمـان كلـه |
شـرف وسـؤدد همـة وبنـاء |
ان الخلافة غاب عنها أهلها |
فالمسلمـون اليـوم هـم ضعفـاء |
ذهبت خلافتهم وضاع سريرها |
فبكـى عليهـا الأهـل والقربـاء |
ان العراق هو العريق عروبـة |
والـى عروبتـه شـدا الشعـراء |
من عهد سومر ثم أكد رائد من |
فجـر تاريـخ الشعـوب عطـاء |
"أشور" كانت معهد العلم الذي |
غمر الدنـى فكـم أرتـوت فقـراء |
آشور بانيبال قـد حكـم الـورى |
للعلـم والنهـج القويـم دواء |
كانـت "لسنحاريـب" أول ثـورة |
كهـان آشـور هـم البؤسـاء |
"كلدان" كان "بختنصر" قائدا |
وسبـى الشعـوب لحكمـه سجنـاء |
وحدائق في الجو أسمـى آيـة |
بجمالهـا كـم ألهـم الشعـراء |
وببابـل الشمـاء سحـر آسـر |
وشريعـة وحضـارة غــراء |
والحيرة البيضاء نذكر عهدها |
حيـث المنـاذرة الأماجـد جـاؤوا |
فرسان "شيبان" الأشلوس ذاده |
"ذي قـار" تشهـد أنهـم نجبـاء |
أيعود بشار بن بـرد منشـدا |
فتميـد دجلـة او يميـس خبـاء |
وأبو نواس شارب او ناظـم |
والكـأس فيهـا الفـن والصهبـاء |
وعلى ثمالة كأسه وغرامـه |
تحنـو جنـان والهـوى استجـداء |
وعلى المنابر يجلس العلماء في |
فلـك عظيـم.. يهـرع البلغـاء |
شعب العراق وأنت أشجع من مشى فوق البسيطة ليس فيك مراء |
بغداد يا بلد السـلام تجلـدي |
اليـوم عـدت بحلـة عربيـة |
واستبشـر الأحـرار والشرفـاء |
العلم فيـك تشيـدت أركانـه |
والنـور والمجـد الأثيـل سنـاء |
أنت الكرامة والمروءة والنـدى |
فيـك الشـة نخـوة وابـاء |
ارض الهوى العذري كم عصفت بها |
ريح الخطوب.. زلازل شعواء |
آمالنـا خفـت بهـا آلامنـا |
شهداؤنـا طـول الدهـور بقـاء |
فتدلهت بغـداد بيـن نخيلهـا |
ثكلـى لطيـف حبيبهـا ورقـاء |
والكرخ فيهـا والرصافـة قبلـة |
ولأهلهـا الاقبـال والاصغـاء |
والنخل في شط العروبة ساحر |
يحنو عليـه الصبـح والامسـاء |
وأحن للنخل الملوع مثلمـا |
حنـت لخصـب روبعهـا الوجنـاء |
العرب بعد جيادهم وجهادهم |
ألفـوا الخمـول فمـا أفـاد نـداء |
فصفوفهـم مختلـة وقلوبهـم |
محتلـة لعبـت بهـا الأهــواء |
أجدادهم هرقـوا علـى أوطانهـم |
أذكـى دم ان الحيـاة غطـاء |
سبب التأخر والسقوط تخـاذل |
للعـزم فيـه، والنشـاط خـواء |
والى الاجانـب سلمـوا أحكامهـم |
وملوكهـم كمهـازل وبغـاء |
المومس الحمقاء قد جاؤوا بها |
في شرقنا الغافـي قـذى وبـلاء |
دارت علينا واستدارت ويحها |
فيهـا الدواهـي.. حلـت النكبـاء |
جثمت على ارض الطهارة والهدى |
أين السنا والنـور والاسـراء |
ان تغسلوا درب القلوب تطهروا |
وطن عليه مـن العلـوج وبـاء |
لا خيـر فيكـم والأعاجـم بينكـم |
يتحكمـون فتكـبـر الارزاء |
ما كان أشقـى لقـة تشقـى بهـم |
فيؤمـر الأوغـاد والبلهـاء |
وطن يعيث الظلم في ارجائـه |
والحـر توصـد دونـه الانحـاء |
الشرق نام فلا حراك ولا صدى |
هل مات حقـا أم هنـاك رجـاء |
وتكأكأ الخطـب العصيـب بهولـه |
وتبـددت آمالنـا السمحـاء |
فمن المحيط الى الخليج تخاذل |
حكام يعرب فـي الهـواء سـواء |
باسـم العروبـة مزقـوا أرحامنـا |
وتآمـروا وتـحـددت آراء |
وتستروا بالديـن حجـة كيدهـم |
للخـزي هـم اركانـه ولـواء |
والايدز الملعـون ينخـر فيهـم |
وقصوهـم للموبقـات غطـاء |
اهـل الخنـا متعطشـون عواهـرا |
والابقـون ببذخـه سعـداء |
قد جندوا الغرب اللئيم جميعه |
ولقصف بغـداد العروبـة جـاؤوا |
زحف العلوج الى الحجاز ودنسوا |
ارض الكرامة واستشاط بـلاء |
حلف الثلاثين الذي هز الدنـى |
لـن تنحنـي لحشـوده الشرفـاء |
بغداد لم تحفل لقصـف حديدهـم |
فليخسـا الأوغـاد والسفهـاء |
كم غارة شن الطغاة ولم تزل |
صـرح الأسـود جبينهـا وضـاء |
إما حياة او نمـوت أعـزة |
فالمـوت فـي شـرع الابـاء فـداء |
الله اكبر فوق كيد عروشهـم |
بـل فـوق مـا يتوهـم الدخـلاء |
فهناك في بغداد ليـث رابـض |
رمـز الصمـود منـارة ورجـاء |
ورد اذا ورد الـردى بـوروده |
تتـورد الارجــاء والاجــواء |
ويسود هذا الكـون رعـب عـارم |
يتقوقـع الأنـذال والجبنـاء |
تاج العروبة مجدهـا ومنارهـا |
وحسامهـا للمعمعـان مضـاء |
ويل لجمع الغرب ساعة ثـأره |
والخائفـون مصيرهـم كسـواء |
واذا غدا شرع الذئـاب عقيـدة |
رحنـا نقـاوم والحيـاة بقـاء |
عـرب وان لـم تبـق منـا قطـرة |
عربيـة بغدادنـا السمـراء |
بغداد ضمي عاشقـا متحرقـا |
فأنـا الأسيـر يحيطـه الأعـداء |
أنا كل شبر في رحابك ساحر |
وعلى ربـاك أنـا النخيـل بهـاء |
أنا صخرك العاتي الصمود وعزمه |
وأنا عليه الجـدول المعطـاء |
أنا كل جرح في اهابك ثائـر |
ظمـيء، الـى ثاراتـه استشفـاء |
أنا في سمائك عاصـف متمـرد |
وعلـى ثـراك زنابـق ودمـاء |
واليك من قدسي التحيـة دائمـا |
مـن ورد قلبـي أدمـع حـراء |
شعب العراق غدا فانـك ظافـر |
مهمـا استبـدت ليلـة ظلمـاء |
لن تنحني بغداد حتى ينحني |
رجـس الطغـاة ويدحـر الحلفـاء |
كم شاعر للقصر صـار منافقـا |
ورفـاق سـوء كلهـم عمـلاء |
يبكي على الوطن الحزين تفذلكا |
مسعاه والصف العميـل سـواء |
مستأجر لمن اشتراه ولم يـزل |
يحـوي قصائـد انهـا وغنـاء |
ما نـال مـالا.. مركـزا ووظيفـة |
الا عميـل.. حيـة رقطـاء |
كل المراكـز والوظائـف انهـا |
دون الحـذاء جميعهـا لهـواء |
فمكانتي بل مركزي طول المدى |
في قلب شعبي صحـوة ودعـاء |
وأنا الغني بموقفـي ومبادئـي |
والمـال عنـدي قيمـة وعطـاء |
وأنا ضمير الشعـب رجـع هتافـه |
وغنـاؤه أهزوجـة وحـداء |
اني أنا الصوت الذي بهر الدنى |
تختـال مـن أنغامـه الخيـلاء |
شعري هو الشعر الذي شهدت به |
كل الورى والغيـد والشعـراء |
قد غطت الشطئان من اصدائه |
وتمـور هـذي الارض والبطحـاء |
الجن تعجز ان تجـيء بمثلـه |
والانـس والفصحـاء والبلغـاء |
فمدارس الشعر العديـدة كلهـا |
تحـت النعـال وانهـا خرقـاء |
"ادونيس" والدرويش.. كل مجددي |
شعر الغموض مصيره الاخلاء |
ما الشعر الا ان ترن قصائدي |
فتموج في الشـرق الأبـي سمـاء |
كم لي من الشعر الجميل قصيدة |
فتذوب فيها الصخـرة الصمـاء |
اني أذيب الفن وهو يذيبني |
كالنحل يسقـي الريـق منـه شـذاء |
جاءت بنات المجد تظفر غارها |
فـرواق صرحـي كعبـة وابـاء |
ما الشعر الا كلما رنح الفتـى |
وكمـا ترنـح صبهـا الصهبـاء |
أسهبت في سهب المحبة والمنى |
أشعلت نـاري أيهـا البسطـاء |
ويطول دربي لا الطريق بمنقض |
عني ولا وجه الرجـاء يضـاء |
أزف الرحيل فأجهشت ببكائهـا |
وتناثـرت مـن مقلتـي دمـاء |
كانت لقلبي بهجة الروح التـي |
لحديثهـا مـا يعجـز الشعـراء |
وتوشجت كل الوشائـج بيننـا |
ولواعـج طـول الزمـان ذكـاء |
قبلتها قبل الـوداع وقبلـت |
روحـي ومـاء جفونهـا الخنسـاء |
لي من شفاه الحب أحلى قبلة |
وأريجهـا مـا يشتهـي الشهـداء |
لك من جراح القلب أروع باقـة |
فواحـة طـول المـدى حمـراء |
ضمخت شعري بالفداء ونفحه |
أمـل الغريـق وروضـه الغنـاء |
اني على دين التحـرر والفـدا |
اسلامنـا بـل مذهبـي ولـواء |
أنا شعلة من دين احمـد ابرقـت |
تاقـت لحـر أوارهـا البيـداء |
هذا صراطي درب كل مناضل |
وعليـه سـار النخبـة الشرفـاء |
وأنا من الاسلام صـوت زئيـره |
وأنـا الكرامـة وثبـة وفـداء |
نور النبوة من جبينـي ساطـع |
ووراء ظلـي يهـرع الفقـراء |
كم حاولوا ان يسكتوا صوتي الـذي |
لبيانـه تتواكـب الخطبـاء |
لم يخنقوا صوت الاله بصرختي |
فأنا الرسالـة حكمـة وضيـاء |
اخذت من الدين القويم شعاعهـا |
وتماوجـت فالكافـرون هبـاء |
هل لي الى الصحراء بعد تحية |
ماذا تحدث.. هـل هنـاك شفـاء |
العرب أشرف أمة طول المـدى |
نبـع الكرامـة للعلـوم سنـاء |
ابنـاء يعـرب اننـي متفائـل |
ستـزول هـذي الليلـة الليـلاء |
تنهار أنظمة الخيانة والخنا |
ويقـود شعبـي الاخـوة الخلصـاء |
ويحرر الوطن الأسير ومـن بـه |
ويقـر فيـه الأهـل والقربـاء |