عساه عام مطير
هَذَا عَامٌ مَطِيرٌ
بُشْرَاكِ يَا نفْسِي
بِالجَنْيِ الوَفِيرِ
خَفِّفِي الوَطْءَ
وَقَصْقِصِي
رِيشَ أَحْلاَمِكِ البِيضِ
كَيْ لاَ تَطِيرَ
*********
حَرُّ أَنْفَاسِي
تَلَظَى
وَ تَشَظَّى
قَلْبِي البَاكِي الحزين
سَمَائِي تَلَبَّدَتْ
بآهَاتِي
و صَبْرِي
تبَخَّر على لَفْحِ السَعِير
يَا توأم حَمَاقَاتِي
لا تَخْجَل
و لا تَوْجَلْ
يا رفيق الدرب
أيها الدليل العثير
تَمَاسِكْ
لَيْسَ مِنْ حَرَج
و لا لومٍ
عَلَى الحَظّ ِالضَّرِير ِ
********
دَمْدَمَتْ بَيْنَ ضُلُوعِي
وَ الوِهَادِ
رِيَاحٌ عَاتِيَاتٌ
مِنْ سُهَادِي
صَفَّقَ المَوْجُ لَهَا
مِثْلَ الجَرَادِ
لَمّا بَدَتْ
بَادَتْ لِعَصْفِهَا
نَفْسِي
مثلما بَادَتْ مِنْ قَبْلِهَا
إِرَمُ ذَاتِ العِمَادِ
******
أَبْشِرِي، يَا نَفْسِي
بِاليَوْمِ المَطِيرِِ
وآسْرِجي
أَحْلَى القَوَافِي
وآنتقي
حلل الكَلام
وآمْتَطِي مَتْنَ
قَصِيدي
فَالقَصَائِدْ
أَنْبَلْ جِيَادِي
صَهيلُها
في مُهجتي
رَكْضُها
فِي دَهْشَتِي
تَخِبُّ خَبّا
فِي دَمِي
مَا بَيْنَ وَرِيدِي
وَشَرَايِينِ الدَّوَالِي
وَ حَالِي
يَحْكِي لِحَالي
عَنْ خُرَافَاتِ السنين الخوالي
عَنِ العَنْقَاءِ
عَنِ الغُولِ
عَنِ المَارِدِ السِّحْرِي
وِالخِلِّ الوَدُودِ
أَنَا المَخْزُونَةُ
فِي ذأكِرَةِ النِسْيانِِ
سَرَابا في مِعْصَمِ
سالِفِ العصرِ
و الأَوَانِ
و مِنْ قديمِ الزمان
أَبْحَثُ هَيْهَاتَ
عَنْ أَيْنِي
*******
و مَا بَيْنَ هَذَا الوُجُودِ
وَبَيْنِي
تساؤلات
بِحَجْمِ مَا بَيْنَ
هاتِيِكَ الطِباق
وَ عَيْنِي
فَقُرِِّّي عَيْنًا
وَاهْنَئِي بِالعَدْْمِِ
يَا عَيْنِي
وَ لو سألوكِ
فِيمَا أَنْتِ شَارِدَة
قُولِي ولن يَفْهَمُوكِ
أَبْحَثُ عَنّي
و عَنْ أَيْنِي
فِي المَسَافَاتِ البعيدة
فيمَا بَيْنِي وَ بَيْنِي
******
عَلَى قَارِِعََتَيْ
عُمْرِي الجَدِيبِ
أرسيْتُ مَراكبي
و تقلّبت
ذات الشِّمَالِ
و ذاتَ اليَمينِ
و أعْلَنْتُ مملكة الحبّ المُتَّحِدَهْ
و ظننْتُنِي من قبلُ
و مِنْ بعدُ
لي النّهيُّ وحدي
و الأمرُ
وآنتَحَيْتُ يسارا
و أدّيتُ اليمين
و أقمتُ عرشَ الحبّ
على جميع المحبّين
لتحْيا مملكة الحب المُلْتَحِدَهْ
******
نقشتُ شِعَاري
أحبُّ الناسَ جميعا
كَتبتُ بلا لون
كتبتُ بلا لسان
كتبتُ بلا عرق
كتبتُ بلا فصيل
كتبتُ بكلِّ اللُغات
كتبتُ على كل دِين
وَبَذَرْتُ بذْرةَ الحُبِّ
في رحم الأرض الولود
فأينعت هلاهيل الغلال
عناقيد أسى
على رؤوس الأفاعي
******
هذا عام مطير
في الْتِفَافِْ
على تاجر البرسيم
و الأعْلاَفْ
هذا عام مطير
بِالسُّمِّ الزُّعَافِْ
إذَا أَجْدَبَتِ العقول
فَمَا مِنْ عَامٍ مَطِير ٍ
وَمَهْمَا رَبَتِ السُّيُولُ
عَلَى الضّفَافِْ
فالعَامُ جَفَافْْ
نادَى في الأفْقِ البعيدِ
منادٍِ
وَتَعَالَى بَيْنَ الرَّوَابِي
هُتَافٌْ
حَانَ وَقْتُ القِطَافِْ
حَانَ وَقْتُ القِطَافِ
******
حملت سلال آنكساري
و لملمتُ شتاتي
وَجَمَعْتُ حَبَّةَ قَلْبِي
فُتَاتًًا
فُتَاتًْ
وَسَمِعْتُ بَيْنَ أَكَاسِير ِ
فُؤَادِي صَوْتًا
تَرَدَِّّدْْ
أُحِبُّ النَّاسَ جَمِيعًا
بِكُلِّ الأَجْنَاسِ
بكُلِّ الأَلْوانِ
بكل اللغات
بِكُلِّ الأَدْيانْْ
هذا قصيد من ديواني - العام المطير - لطيفة الشابي