|
بغيرِ هواكِ ماحدَّثْتُ نفسي |
ولا حوَّلْتُ عن شطّيكِ شمسي |
جمعنا في صراطِ الحبِّ إلفا |
وبتنا في بحار العشقِ نُرْسي |
نقشنا العشْقَ في روضاتِ وجدٍ |
نثرنا الحُلْمَ في أزهارِ ورْسِ |
يداعبُنا على كفيهِ بحرٌ |
ويحْمِلُنا على أمواجِ أُنْسِ |
أقمنا في جوارِ الشّطِّ وصلا |
روينا الحبَّ كأساً بعد كأسِ |
لثمْنا من نسيم الصّبْحِ عطرا |
تبادلنا الشّذى برقيق همسِ |
تُبلّلنا المزون إذا أعتنقنا |
تُشاركنا بأحضانٍ ولمسِ |
تريقُ على القلوب ببردِ لهوٍ |
تحرّكُ في المشاعر كلّ حسِّ |
ولكن شاطتِ الأيامُ فينا |
وصار الحُلْمُ مرهوناً بيأسِ |
على حُبّي أغاروا مثل ريحٍ |
بلا ذنبٍ تُدمَّرُ كلّ غرسِ |
فتقذِفُنا العواصفُ في محيطٍ |
وتحْمِلُنا إلى خُلْجانِ يُبْسِ |
كأنّ الله قد ألقى علينا |
بِأنْ لا نلتقي في يومِ عُرْسِ |
ويبقى سرُّنا يشتاقُ وصلا |
ويشْهقُ وسط آلامٍ وبؤسِ |
وارخى الّليلُ أستارا طِوالا |
فأضحى الوصل من أسرارِ أمْسِ |
وصرنا في فساح الأرض نُطْوى |
ونحْبسُ وسط أغوارٍ ونحسِ |
يشتِّتُنا الفراقُ بكلِّ وادٍ |
نهيمُ وفي نُهانا نفْحُ مسِّ |
لعمْرُكِ لا يُغيّرُني جمالٌ |
ولو جُمعَ الجمال أمام خمسِ |
لأنكِ قد شُققتِ بوسط روحي |
وانت اليوم من حوْلي كبرس1 |
وحبّكِ يسْتقلُّ به احترامٌ |
ويخلُدُ طاهرا سمحا كقُدْسِ |