--------------------------------------------------------------------------------
رسالة إلى أبنائي.....
لـمـن تـولـدونَ لـمــن تـكـبـرون؟
ومـــاذا هـنــاكَ بـطــيِّ السـنـيـنْ
ومــــاذا تـخـبّــي الـلـيـالـي لــنــا
وأنـتــم صـغــارٌ هـنــا تـلـعـبـونْ
بَـنـيَّ أنــا بـعـضُ جـــرحٍ ثـــوى
علـى وجـهِ دهــرٍ كثـيـر الأنـيـنْ
أنـا جـرحُ يومـي وأمـسٍ مـضـى
وصوتـي أنـيـنُ الـمـلا المتعبـيـنْ
حروفـي الجـراحُ الـتـي بعضـهـا
قصـائـدُ حــزنٍ بكـتـهـا الـعـيـونْ
ودمع الحيارى وصمت السهارى
الـى الفجـر مـن لـوعـةٍ يرقـبـونْ
أنـا بـعـضُ دهــري الــذي مـابـهِ
ســـوى لـوعــةٍ مـــرةٍ تسـتـكـيـنْ
أنــا بـعــضُ أهـلــي وهـــمْ ثـلّــةٌ
بنـار الغـضـا عمـرهـم يكـتـوونْ
لخمسيـنَ مـن وجعـي قـد مضـتْ
أكـابــدُ فـيـهـا جــمــار الـسـنـيـنْ
فـلـمْ تـبـقَ مـنّـي ســوى أحــرفٍ
كُـتـبـتْ..وجـلُّ هــمّـــي دفــيـــنْ
لـمــن تـولــدون ومـــاذا هــنــاك
ومــاذا هـنـا فــي غــدٍ تـرقـبـونْ
أصبحـاً تــداري وراهــا الغـيـومُ
وكـــل سـنـيـن أتــــتْ تُــرذلــونْ
وكـــــل الـلـيــالــي كـمـجـنـونــةٍ
ستنـقـضُ غــزلاً فـمــا تـغـزلـونْ
مـضـى حـلـمٌ كــان فــي لهـفـتـي
ولـــي حــلــمٌ مـثـلـمـا تـحـلـمـونْ
ولـكــنْ طـوتــه الـريــاحُ الــتــي
أتـتْ غيـر مـا يشتهـي الحالمـونْ
وراحـــــتْ تـبـعـثــرُ أحـلامــنــا
يـدوسُ عليـهـا الـمـلا العـابـرونْ
فـعـدنـا حـطـامــاً بــــلا رغــبــةٍ
ولا أمــلٍ مــورقٍ فــي الـجـفـونْ
فـــلا الـنــاسُ نـــاسٌ وأخـلاقـنــا
كـأخـلاقِ إبلـيـسَ عـمـداً نـخــونْ
سـلامـاً سـلامـاً بَـنــيَّ الـصـغـارُ
سـلامــاً فــــإنَّ أبــاكــم حــزيــنْ
جنـاحـي كسـيـرٌ وليـلـي عـسـيـرٌ
وزادي مـريـرٌ ودمـعــي هـتــونْ
ولـيـلـي طـويــلٌ وقـلـبـي عـلـيـلٌ
وصبـري جميـلٌ وحزنـي مكـيـنْ
بنـيَّ آعـذرونـي رمـانـي الـهـوى
وكـنــتُ صـبّــاً كـثـيـرَ الـفـتــونْ
فكـنـتـم ثـمــارَ الــهــوى لـيـتـنـي
بقـيـتُ وحـيــداً قـلــى العاشـقـيـنْ
صـبـايَ الجمـيـلُ مـضـى مثـلـمـا
تـمــرُّ الـريــاحُ بـــذاكَ الـسـفـيـنْ
صـبـايَ الجـمـيـلُ ومـــا هـالـنـي
جـمـيـعُ الـبـرايـا لـــه يـعـشـقـونْ
لعبنا..لهونا..ركضنـا..ضـحـكـ نـا
حـكـايـا الـرجــال وهـــمٍّ دفــيــنْ
ومـــا تـنـفـعُ الـذكـريـاتُ الــتــي
مضـتْ مالهـا عـودةٌ كـي تـهـونْ
رأيـتُ حصـاراً وجـوعـاً رأيــتُ
رأيـــتُ لـيــالٍ تـســاوي قـــرونْ
لـمـنْ أشـتـكـي لـوعــةً جـمـرهـا
أقاسـي ومـا نالنـي مــن شـجـونْ
لــــي اللهُ لا أرتــجـــي غــيـــرهُ
وكــــلُّ الـعـبــادِ لــــه يـسـألــونْ
صـغـاري لـديـكَ ومـــا أرتـجــي
ســواكَ عـلـى أيِّ حـــالٍ أكـــونْ