|
طفلٌ يتيمٌ وفي عُمْقِ الرَّدى سَكنا |
يسْتَرْضِعُ الدَّمْعَ والإحْباطَ والوهَنا |
يُصارعُ الْبَرْدَ والنّيرانَ تَلْعَقُهُ |
مُذْ أعْلنوا عُنْوةً ألاَّ يرى وطَنا |
مرَّتْ سنونُ وذاكِ الطِّفْلُ يَرْقُبُنا |
مانالَ مِنَّا وفودا أو رأىَ مِنَنا |
يُتابِعُ الصُّبْحَ والْكُلاَّبُ يَسْلَخُهُ |
وشاهِدُ النُّورِ وسطَ الّليلِ مُحْتَقِنا |
ويُبْصِرُ الأهْلَ نحوَ الرِّقِّ قد ولجوا |
وعانقوا الذُّلَّ والآلامَ والفِتنا |
فيَرْكُلُ الأرْضَ بالأقْدامِ من ظمأٍ |
فما طَفا الْماءُ يوماً أوصفا ودنا |
قد قاربَ القَرْنَ والسَّاداتِ ماوصلوا |
وحاجِبُ الصَّبرِ وسط السُّورِ مُحْتَضِنا |
بعضَ المآسيَ في كفَّيْهِ أضْرِحةٌ |
تُمَزِّقُ الجَوْفَ تُرْخي الهمَّ والحزَنا |
والطِّفْلُ يهرمُ والأسْوارُ تَسْجُنُهُ |
هل يُؤنِسُ الطِّفلُ جارا صار مُرْتَهنا |
كُلُّ الرِّفاقِ جَفو الإ شْفاقَ ماانْفتلوا |
متى اليتيمُ سيبْني الأُنْسَ والْمُدُنا |
ويَحْرُثُ الحقْلَ والزيتونَ مُبتَهِجا |
يُقَبِّلُ الرِّيفَ والأزْهارَ والْمُزُنا |
كُلُّ الدُّنا حُرِّرتْ من ذُلِّها ومضت |
حاشا اليتيمُ لهُ التَّحْريرُ ما أذِنا |
هل وحَّدوا الرأيَ في الأمْصارِ واتَّفقوا |
يبْقى فلسطينُ مأسوراً وممتهنا(1) |
متى سيرضى الْمدى يُبْدي قناعتُهُ |
ويسحبُ الذُّلَّ والأغلالَ والوثنا |
والسِّلم في راحةِ الْعَرَّابِ يخْنُقُهُ |
يرْمي مِراراً على مِحْرابِهِ نتنا |