خيالات مفلس

خيالات مفلس
خرج من بيته فجرا يبحث عن عمل أي عمل فاطفالة يتضورون جوعا
فهو منذ أيام لم يجد عملاً يخرج كل يوم فجرا ويجلس على حافة الرصيف ومعه عشرات آخرين منتظرين الفرج
قد يجد عدد قليل منهم عملا ويعود الآخرين عند الظهر إلى بيوتهم وجيوبهم خاوية وأيديهم فارغة
أحساسة بالعجز يقتله كل يوم إلف مرة
يدعو الله ان يفتح علية وان يرزقه بعمل ليسد رمق هذه الافواة الجائعة
عندما خرج ذلك الفجر رغم إن جيوبه خاوية ولا يوجد في جيبه ولا فلس إلا إن هناك إحساس غريب اخذ يراوده بان هذا اليوم سيكون خيرا علية وسيرزقه الله بالرزق الحلال
ليشتري لاطفالة الطعام
جلس على حافة الرصيف كعادته
سرح بة خيالة فرأى كأنة قد وجد عملا وربح الكثير من المال وكأنة داخل إلى بيته وهو يحمل عدد من الأكياس التي تحتوي أنواعاً من الفواكه والطعام الذي لم يكن سابقا قادرا على إن يشتريه
وكان أولادة جلسوا حوله وهو يخرج من جيبوبة أنواعاً من الحلويات ويطعمهم
سرح بة خيالة إلى عوالم جديدة
فكأنة تعرف على احد المسوؤلين المتنفذين وبدء العمل معه وبداءات الدنانير تدخل جيبوبة ولم يعد يقبل ان يتعامل بالدينار بل أصبح يتعامل بالدولار
وتغيرت حياته وذهبت منها تلك البساطة والحيوية التي كان يعيشها وعائلته
دوى صوت انفجار جعله يفيق من احلامة أحس بنفسه كأنة يطير في الهواء
في الطب العدلي وبعد جهد كبير تمكنت زوجته من التعرف على جثته بسبب ما أصابها من تشوهه نتيجة ارتطام جسده بالأرض بقوة كبيرة
بقتيت جثته في ثلاجة الطب العدلي لأيام طوال قبل إن تتمكن عائلته وبمساعدة بعض الخيرين من جمع تكاليف دفنه
وهكذا ضاعت احلامة وسط الانفجار وتشردت عائلته
فقد أصبح الحلم في زمن الموت المجاني حراما ولا يسمح بة للعراقيين
علي الطائي
6/10/2008

أخي المبدع أحمد حسن أحمد
يستطيع القلم رصد المواقف بدقة هائلة لا تقو عدسة الكاميرا بالقبض عليها كما يفعل القلم وهنا توقفت امام حلم قاد صاحبه الى القبر ما أصعب الحياة !! بالرغم من اننا ضيوف عليها وكل سنواتها عبارة عن يوم أو يومين والحياة الدائمة هي الآخرة ..إن تتعدد الأسباب فالموت يظل واحد ا واحدا
دمت بكل خير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة حزينة ومؤثرة
لا تخلو من جمال السرد
وفلسفة الفكر الانسانية
تعبير راقي احييك عليه
لكن هل الانسان يموت
من ارتطامه في الارض
بل ويتشوه وجهه؟ ربما!
موفق بإذن الله
لك مني أجمل تحية .

أخي الكريم ..

وجدت لك ستة نصوص نشرت في يوم واحد وأغلب ظني أنها كلها لا تنتمي لمنتدى النثر ، وقد قمت بنقل خمسة منها للمنقولات المؤقته ، وبعد قراءتها سوف أقوم بنقلها على التوالي خلال أيام قادمة وبفارق أيام بيت النص والنص ، واسمح لي بتنبيهك أنه لا يحق لك أن تنشر أكثر من نص واحد في المنتدى الواحد ، يرجى التكرم بالنظر للشريط المتحرك في أعلى الصفحة ..
كما أرجو التركم الانتباه للأخطاء اللغوية الإملائية في نصوصك ..

شكرا لسعة صدرك ..
تحيتي .

فقد أصبح الحلم في زمن الموت المجاني حراما ولا يسمح بة للعراقيين

في زمن الحرب حيث القتل مجاني ـ تقتل حتى الأحلام البسيطة على قارعة الطريق
بسرد سلس وسهل جعلتنا نعيش لحظات إنسانية لقصة مؤلمة ومؤثرة
وإن احتاجت القصة للمراجعة قبل النشر
دمت بكل خير.