الأسلحة الفاسدة أطاحت بفاروق فهل سيبقى من يمنع الغذاء والدواء عن غزة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
من المعروف أن فضيحة الأسلحة الفاسدة التي تزود بها الأخوة المصريون من جنود نظاميين ومتطوعين خلال حرب 1948 كانت أحد أهم الأسباب التي دعت الضباط المصريين الأحرار للقيام بثورة تموز والإطاحة بالملك فاروق..
هذا يعني أن الشعوب تغفر كل شيء إلا التفريط فيما تعتبره مساساً بكرامتها..
مصر التي عانى شعبها كل ألوان الفقر والاضطهاد في أواخر حكم أسرة محمد علي باشا ولم يؤدي ذلك للإطاحة بحكم تلك الأسرة ولكنها لما شاركت في حرب 1948 بجنود نظاميين ومتطوعين وهذا يعني أـنها قامت بواجبها لكن بضعة أسلحة فاسدة خلقت تياراً عاماً ورأياً شعبياً عارماً أدى إلى إنهاء حكم تلك الأسرة
ولما حملت ثورة تموز عبد الناصر للحكم الذي تميزت فترة حكمه بصدام عنيف مع التيارات الدينية وفوق ذلك خسر حرب حزيران في العام 1967 خسارة مؤلمة وفوق ذلك قبل مبادرة روجرز لكن استمراره بنهج مقارعة الوجود الصهيوني حفظ له التفاف الجماهير العربية في مصر وعلى امتداد الوطن العربي ولما رحل عن هذه الدنيا شيعته الملايين لمثواه الأخير..
وجاء بعده نائبه السادات الذي أطلق معتقلي الحركات الدينية من سجونهم وأفح لهم المجال لممارسة أنشطتهم وانتصر في حرب تشرين وعبر جيش مصر العظيم قناة السويس بعهده لكنه عندما أخرج مصر من خندق الصراع العربي الصهيوني بزيارة القدس وتوقيع اتفاقية كمب ديفيد خسر التفاف الجماهير فقتله الذين أخرجهم من سجونه ..
وجاء الرئيس مبارك وهو بطل الضربة الجوية الأولى في حرب تشرين تلك الضربة التي كسرت ظهر الجيش الصهيوني الذي قيل أنه لايقهر..
لكنه اليوم يمارس أقصى درجات إهانة الشعور القومي عند الجماهير العربية في مصر وعلى امتداد الأمتين العربية والإسلامية..
ذلك بإغلاقه المعابر أمام إخوة له في الدين والقومية وهم جرحى أعتى عدوان في مسيرة الصراع العربي الصهيوني..
ألاترون أن الأشلاء تتناثر من دون دماء وهذا يعني أن هناك أسلحة حارقة جديدة تستخدم في هذا العدوان..
هل يظن وهو السياسي الخبير أن الأمر سيمر هكذا..
حرب 1948 أطاحت بكل مكونات النظام الرسمي العربي أنذاك..
واليوم لن تكون المنطقة كلها بعد العدوان على غزة كالمنطقة قبل الحرب على غزة والبقاء هو للذين اختاروا البقاء في خندق الجماهير واخترم مشاعرها..
حتى أمريكا عندما تشعر بفقدان مكونات النظام الرسمي العربي للمصداقية هي التي ستساهم بتغييره لأنها دولة رغم كونها معادية لكنها تنتهج المنطق العلمي في مقاربة الأمور الهامة والمصيرية..
فهل سيعلم هرب الاعتدال أي منقلب سينقلبون..
تحيتي ومودتي
د, محمد رائد الحمدو