** أجمل الأنبياء. **
******
صفة الرسول صلى الله عليه و سلم خلقا:
وصف هند بن أبي هالة – و هو إبن خديجة أم المؤمنين –
و خال الحسن و الحسين رضي الله تعالى عنهم أجمعين
رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كان رجلا وصافا(1) ،
فقال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم متواصل الأحزان،
دائم الفكرة ليست له راحة، طويل السكت، لا يتكلم في غير حاجة
يفتتح الكلام و يختتمه بأشداقه(2)
و يتكلم بجوامع الكلم ،كلامه فصل لافضول و لا تقصير،
ليس بالجافي(3) و لا المهين يعظم النعمة و إن دقت(4)،
لا يذم منها شيئا ،غير أنه لم يذم ذواقا (5)
و لا يمدحه، و لا تغضبه الدنيا و لا ما كان لها (6)،
فإذا تعدى الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له،
لا يغضب لنفسه و لا ينتصر لها. إذا أشار بكفه كلها،
و إذ تعجب قلبهاو إذا تحدث اتصل بها،
و ضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى،
و إذا غضب أعرض و أشاح(7)،
و إذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، يفتر (8)عن حب الغمام(9).
-------------
1- كتاب السيرة النبوية للشيخ أبو الحسن على الحسني الندوي
ص 419 - دار الشروق –
2- جمع شدق : طرف الفم، أي أنه يستعمل جميع فمه للتكلم ،
و لا يقتصر على تحريك شفتيه كفعل المتكبرين.
3- الجافي : غليظ الطبع ، سيء الخلق
4- أي: و إن صغرت و قلت
5- المأكول و المشروب فعال بمعنى المفعول من الذوق
6- أي: و لا يغضبه ما مانت له علاقة بالدنيا
7- حد في الإعراض و يالغ فيه
8- من أفتر : ضحك ضحكا حسنا حتى بدت أسنانه من غير قهقهة
9- بفتحتين : البرد