البحر يسأل عن الزرقة ..!
شعر:محمد الزينو السلوم
-----------------------
تنهض الكلمات من بين أوراق البنفسجِ
تُغرِق في التأمل ، تحتسي لمسات الريح ،
وتلبس وداعة المطر
تلوذ بالعشق الراقد في لغة الصمتِ
أدرك أن خطاك بعيدة
وأن الظل الجاثم على مخيلتي مجرّد ذكرى
لكنّ المرايا تدحرج مشاعري وأحاسيسي
إلى شوك وتباريح مؤلمة ..
دمي يتحوّل إلى قصيدة ٍ..
وجهها مزروع بالمكان المترامي خلف الضباب
أرى وجهي الراحل عني مرتسماً فيك
بألوان بنفسجة تغنّي للمطر ..
*
البحر يسأل عن الزرقة والماء يبحث عن الموج ..
أبجدية المساء تغازل وحدة القمر ..
قهوتي مرة كما الانتظار
في شرفتي لا ينام الليل ولا يبتسم أبداً
صهيل الروح يسكب في دمي مطر الارتحالِ
وعطر الوقت ينشر طيفاً يتراءى من خلف الكلمات
*
قبل أن ترحل أمي تركت لي رسالة :
" ألاّ أعشق امرأة في وجهها ثلج يقترب من النار ِ.."
لم تدري أني أفتح نافذتي ليلاً
للفراشات التي تعشق الضوء
*
قال لي أبي مرة : " ضع تذاكر سفرك في حقيبة الرحيل قبل السفرِ..
ولا تنسى أن تخبّئ الدموع فوق أحرف تضيء ،
ولا تترك أثراً من ظل .."
*
يا بنفسجتي : هل أرحل عنك الآن
مرتدياً لون الشجر في الخريف ؟
لا يهم إن كنت قريباً أو بعيداً
عن نفحة شمس أو صفحة ثلجٍ
فالبرد في حجرتي لن ينتهي أبداً ..
وخطواتي في ليل الروح ستأخذني للمجهولِ..
رغم هذا كله سأبقى أحبك حتى تنام الكلمات بين أوراق البنفسج ..!